الكوايتة يستقبلون رمضان ٢٠١٨ بهجوم على مسلسل مصري أردني

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

يبدو أن الحرب اشتعلت مبكرًا؛ وذلك قبل أيام قليلة من انطلاق الماراثون الدرامي الأبرز خلال شهر رمضان المقبل، حيث شنّ النشطاء الكويتيون حربًا شرسة وهجومًا عنيفًا على أحد المسلسلات لاحتوائه على مشاهد خارجة، مطالبين المسئولين بعدم عرض هذا المسلسل في رمضان احترامًا للشعب الكويتي، والغريب فى الموضوع أن المسلسل الذي تسبب فى الغضب العارم الذي جعل هشتاج #أوقفوا_مسلسلات_رمضان_الهابطة يتصدر موقع التدوين القصير «تويتر» خلال الساعات الماضية، هو مسلسل مصري أردني تم عرضه قبل أربعة أعوام، هذا ليس الموقف الأول للسوشيال ميديا الذي يتعاملون فيه على أن الفيديوهات أو المواقف المثارة حديثة ونكتشف فى النهاية أنها قديمة.

«مشهد عري» يشعل الكويت

تضمن الفيديو الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهور الممثل الكويتي عبد الله سيف بدون «تي شيرت»، وهو نائم فى السرير ويحتضن الفنانة اللبنانية جيسي عبدو، التي تحاول إغواءه وإيقاعه فى حبها، ووصفه الشعب الكويتي بأنه مشهد مخل بالآداب وخادش للحياء ويحرض على الرذيلة والخروج على تقاليد المجتمع الكويتي، وطلبوا من المسئولين عن وزارة الثقافة والإعلام منع تلك المسلسلات التي تشوه صورة الشعب الكويتي أمام العالم.

يعود هذا المشهد إلى مسلسل «دوائر الحب» الذي يعد إنتاجا مصريا أردنيا، عُرض عام 2014، ويضم عددًا كبيرًا من نجوم الوطن العربي من مختلف الجنسيات، من بينهم: حسناء سيف الدين، منصور الغساني، جيسي عبدو، إبراهيم الحربي، عبد الله السيف، منذر رياحنة، تارا عماد، ياسر المصري، محمد نور، رجاء الجداوي وعبد الرحيم حسن، وتدور أحداثه حول العلاقات الأسرية والحياة الاجتماعية بين مجموعة من الشخصيات من جنسيات مختلفة وبيئات مختلفة.

أجرأ مشهد في تاريخ الدراما الخليجية

على ما يبدو أن هذا المشهد الذي تم عرضه ضمن أحداث المسلسل قبل 4 أعوام، لم تنتبه إليه الرقابة الكويتية ولم يقوموا بحذفه أو محاسبة القائمين على العمل، لذلك ربط الشعب الكويتي بين مسلسل «دوائر الحب» ورمضان 2018، على اعتبار أنه عمل يجرى تصويره، وأن هذا هو البرومو التشويقي له؛ حيث طالب النشطاء الإعلام الكويتي بوقف تصويره وعدم عرضه داخل الكويت، باعتباره مشهدا جريئا وغير معتاد متابعته على شاشة تليفزيون الكويت، كما طالبوا بفتح تحقيق مع الممثل الكويتي عبد الله سيف، حول هذا المشهد وكيف وافق على تصويره.

قد يرى البعض أن هذا المشهد عادي وأن هناك أعمالا درامية أخرى تتخطى الحدود، ولكن هذه النوعية من الأعمال ليس مسموحا بتقديمها فى الدراما الخليجية، لذلك وصف البعض هذا المشهد بأنه «أجرأ مشهد فى تاريخ الدراما الخليجية»، ولم يقتصر الهجوم فقط على الجمهور، حيث قامت الإعلامية الكويتية مي العيدان، بنشر فيديو عبر حسابها الرسمي بموقع تبادل الصور والفيديوهات الشهير «إنستجرام»، تعلق خلاله على هذا المشهد وتتساءل كيف وصل الحال بالدراما الخليجية إلى هذا الوضع؟، وتفاعل المتابعون معها، ومن بين التعليقات «إحنا في انحدار.. الله يستر من الأيام الجاية»، «هذا واقع مجتمعاتكم الخليجية المنحطة التي بات من المستحيل التغطية عليها» و«يجب معاقبة كل فنان وفنانة يقدم مشاهد مخلة حتى لو تم تصويره خارج دولة الكويت، وسواء كان الفنان والفنانة كويتيين أو غير كويتيين».

الشعب الكويتي يتبرأ من المسلسل

أخذت تعليقات عدد كبير من جمهور السوشيال ميديا اتجاهًا آخر وهو التبرؤ من هذا المسلسل وأنه ليس له علاقة بالمجتمع الكويتي، كونه يضم ممثلين من جنسيات مختلفة، وأنه لم يتم تصويره داخل وطنهم؛ وذلك على الرغم من كون المشهد الذي تسبب فى غضبهم بطله الممثل الكويتي عبد الله سيف، ومن بين التعليقات: «نطالب بوضع جنسيات الممثلين وأسمائهم الحقيقية حتى تعرف الجماهير أنهم لا يمثلون المجتمع الكويتي»، «هذه المسلسلات الفاسدة التي يسعى الإعلام لإظهارها للناس قد شوهت سمعة الكويت حتى ظن البعض أن الكويت هي هذه المسلسلات»، «المسلسلات أصبحت غير هادفة إلى أبعد حد والممثلون أجانب وكلامهم مكسر ولا يمت للكويت بشيء» و«أمنيتي أن يكون في مسلسلات عن قصص الرسل وعن حياتهم ومسلسلات تثري الناس بالمعلومات التاريخية».

فى هذا السياق، تم تداول فيديو للمخرج الكويتي عبد الله السلمان صاحب قناة «فلاش»، الذي أعلن تضامنه مع هاشتاج #أوقفوا_مسلسلات_رمضان_الهابطة، مؤكدًا أنه ضد أى عمل هابط ومبتذل، وأشار إلى أن أغلب المسلسلات الكويتية التي يتم تصويرها تعرض خارج الكويت وليس لوزير الإعلام سلطة عليها، لأنها تعرض على قنوات دول أخرى، مطالبا الشعب الكويتي بأن يقوم هو بتفعيل الرقابة ومقاطعة مثل هذه الأعمال والقنوات العارضة لها.

المخرج عبدالله السلمان أنتم الحل في وقف المسلسلات الهابطة #اوقفوا_مسلسلات_رمضان_الهابطه pic.twitter.com/Felfbc0xpL
— حصري (@7ssry) ٢٥ أبريل، ٢٠١٨

من هو «عبد الله سيف» الذي أثار غضب الكويت؟

هو ممثل كويتي لا يتجاوز عمره 27 عاما، تخرج فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وشارك فى العديد من المسرحيات، وكانت انطلاقته الأولى في العمل الدرامي من خلال مسلسل «الدخيلة» الذي عرض عام 2011، بطولة أسمهان توفيق، لتتوالى بعد ذلك مشاركته ومن أبرزها «ريحانة» و«للحب جنون»، كما أسس شركة إنتاج تحمل اسم «ديتونا للإنتاج الفني» التي أنتجت عدة مسلسلات كويتية من بينها «كحل أسود قلب أبيض»، والذي نال عنه جائزة أفضل ممثل دور ثان.

وأحدث أعماله المسلسل الكويتي «محطة انتظار»، الذي يشارك في بطولته أحلام محمد وحمد المنصور، ومن المقرر عرضه فى رمضان المقبل، وتدور قصته حول الصراع الذي يعيشه الإنسان خلال يومه.

يبدو أننا سنشاهد العديد من المشكلات والأزمات الخاصة بالمسلسلات التي تعرض فى رمضان المقبل، نظرًا لتعارض أغلبها مع قيم وعادات وتقاليد الوطن العربي.

شارك الخبر على