من الأشهر اليوم؟

خبير تخطيط عمراني: الموضوع أكبر من رئيس مدينة.. وسوء التصميم و«الاسترخاص» أسباب رئيسية

أمطار شديدة تعرضت لها مناطق كثيرة بمدينة القاهرة الجديدة، خلفت ارتفاعات كبيرة من المياه في الشوارع، تسببت في غرقها والأدوار الأولى والجراجات والبدرومات، وانهيار أجزاء من أنفاق السيارات، وانقطاع الكهرباء، والمياه.

فما الأسباب الحقيقية التي أدت لغرق شوارع المدينة؟، ومن يتحمل خسائر المواطنين؟، في ظل تكرار هذا الأمر في الفترة الأخيرة، وكان آخرها يناير الماضي، وفبراير من العام الماضى ونوفمبر 2014.

     انهيار أحد الأنفاق بالمدينة

استياء شديد.. وخسائر كبيرة

«شعور صعب إني أروح البيت ألاقي شقتي غرقانة» هذا ما قاله أسامة محمد علي، أحد المتضررين من غرق الشوارع وعدد من المنازل بمدينة القاهرة الجديدة، مضيفًا: «تخيل كم كانت الخسائر، ولست وحدي من تعرض لخسائر كبيرة، بل هناك كثير من المقيمين بالأدوار الأرضية، والجراجات والبدرومات».

تساءلت ميار ممدوح، إحدى المقيمات بمدينة القاهرة الجديدة: «كيف يكون اسم المدينة، القاهرة الجديدة، في الوقت الذى يحدث هذا بها، لا يحدث في أسوأ المناطق العشوائية القديمة؟».

واشتكت أمل محمد، إحدى المقيمات في التجمع الخامس، من انقطاع المياه منذ أمس، وحتى كتابة تلك السطور، في الوقت الذي عادت فيه الكهرباء، التي انقطعت ليلة أمس أيضًا، وضعف شديد في شبكات الهاتف المحمول.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=430557600721107&id=100013006122920

https://www.facebook.com/rasdtqsegy/videos/1755025494556149/

https://www.facebook.com/gubkuw/videos/1055574434594469/

قلق لدى المصريين بالخارج

غرق الشوارع والمنازل جعل الحاجزين بمشروع بيت الوطن للمصريين المقيمين بالخارج، يتشككون في قدرة مرافق المشروع على تحمل الأمطار، حيث تساءل الدكتور عمرو عبد المعز، أحد ملاك الأراضي بالمشروع: «ما وضع مرافق المشروع فى التجمع، ومدى استيعابها إذا حدثت هذه الأمطار، مع الوضع في الاعتبار طبيعة الأرض فى بيت الوطن وارتفاع بعض شوارعها وانخفاض البعض الآخر؟»، مطالبًا القائمين على تنفيذ مرافق المشروع، بضرورة تنفيذ شبكات صرف قوية مخصصة للأمطار، خصوصًا أن المنطقة ما زالت تحت الترفيق، أي أنه من السهل التنفيذ الآن للحفاظ على مرافق الدولة، وملكيات الحاجزين.

     أحد المولات التجارية بالتجمع الثالث

سوء التصميم والفساد.. الأسباب الحقيقية

قال الدكتور سامح العلايلي، عميد كلية التخطيط العمراني الأسبق، إن السبب الرئيسى في غرق شوارع المدينة، هو سوء التصميم والتنفيذ لهذه الطرق، موضحًا أن الطريق ليس مجرد «سن، وأسفلت»، بل هو منظومة كبيرة جدا، ومن الضروري قبل إنشاء أي طريق، أن يتم مراعاة عنصر مهم للغاية وهو كيفية التخلص الآمن لمياه الأمطار، وهذا بناءً على حسابات دقيقة لكل منطقة.

وأضاف العلايلي أنه يجب الأخذ في الاعتبار، عمل ميول طولية وعرضية، وغرف لصرف الأمطار، وهذا كان يحدث في السابق، وللأسف لا يتم الاهتمام به الآن، وغرق المنازل والشوارع أكبر دليل على ذلك.

وتابع عميد كلية التخطيط العمراني الأسبق: «الآن هناك محددات كثيرة تعوق مراعاة تلك الاشتراطات الضرورية، أهمها محدودية الميزانية المخصصة، وجزء يتعلق بفساد المسئول عن التخطيط والتنفيذ، وآخر يخص جهل وعدم حرفية القائمين على التنفيذ، وأخيرًا الموافقة على أقل عرض سعر مقدم لتنفيذ الطريق، دون النظر لتاريخ الشركة المنفذة وجودتها».

ورفض الدكتور سامح العلايلي، تحميل المسئول الحالي أزمة مثل هذه، قائلا: «لا نستطيع أن نلقي اللوم على رئيس مدينة أو رئيس حي، فالأمر أكبر منهم بكثير».

"الإسكان": قرارات برفع كفاءة البنية التحتية

في المقابل أكد المهندس عبد المطلب ممدوح، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لشؤون تطوير وتنمية المدن الجديدة، أن ماحدث أمس من غرق عدد من الشوارع الرئيسية والبدرومات بمدينة القاهرة الجديدة، سببه ظروف طارئة -أمطار شديدة للغاية- في وقت قصير، خلفت كميات كبيرة من المياه، بالإضافة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي، أدى لتفاقم المشكلة.

وأضاف ممدوح لـ«التحرير» أنه تم اتخاذ قرارات بضرورة رفع كفاءة البنية التحتية بالمدينة، خاصة المرتبطة بشبكات الصرف الصحي، وغرف صرف الأمطار، لتفادي الأزمة في الفترة المقبلة.

رئيس المدينة: رفعنا 80% من المياه

أعلن المهندس مصطفى فهمى، رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة، حالة الطوارئ فى المدينة تزامنا مع تعرضها لأمطار وسيول منذ أمس الثلاثاء، مشيرًا إلى أن انقطاع الكهرباء مع الأمطار الغزيرة تسببا فى ارتفاع منسوب المياه فى الشوارع المنخفضة والرئيسية.

وقال "فهمى"، فى مداخلة هاتفية مع قناة ON Live  قبل قليل، إن المدينة لم تشهد مثل هذه الأمطار والسيول من قبل، كاشفًا عن أن جهاز المدينة انتهى من رفع 80% من المياه المتراكمة فى الشوارع.

وأشار رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة فى مداخلته، إلى أن وزارة الكهرباء قامت بمد جهاز المدينة بمولدات إضافية، من أجل تشغيل محطات الصرف الصحي التى توقفت بفعل انقطاع الكهرباء.

طلب إحاطة لرئيس الوزراء

تقدم الدكتور إبراهيم حجازى، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة عاجل للدكتور علي عبد العال، موجه لرئيس الوزراء ووزير الإسكان، مطالبا بالتحقيق العاجل فيما حدث من كارثة بكل المفاهيم بسبب هطول الأمطار أمس لمدة لا تزيد على ساعة في كثير من التجمعات السكنية بالقاهرة الجديدة.

وطالب حجازى، فى طلبه بالتحقيق الفوري ومعاقبة المسئولين عن شبكة الصرف الصحى ومحطات الصرف بالمدينة التى أظهرت عدم قدرة الشبكة والمحطات تحمل أمطارًا لم تتعد فترتها الزمنية ساعة من الزمن.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى ضرورة معرفة كفاءة الشبكة الحالية للصرف ومدى قدرة محطات الرفع الحالية في تحمل الكثافات السكانية العالية بتلك المناطق، وبيان ما اتخذته الحكومة في سبيل عدم تكرار تلك الكارثة التى تسببت في أضرار مالية وبدنية جسيمة لسكان المدينة من أخطار تلك الأمطار.