ترامب تورط في «قمة كيم».. وبومبيو يعود خالي الوفاض من «بيونج يانج»

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

كانت المرة الأخيرة التي زار فيها مسؤول أمريكي بارز يرقى لمنصب مايك بومبيو مدير وكالة الاستخبارات المركزية، كوريا الشمالية، في عام 2014، عندما زار جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية بيونج يانج، لتأمين الإفراج عن اثنين من الأمريكيين المحتجزين هناك، حيث يجتمع كلابر مع كبار المسؤولين هناك.

ولكن هذه المرة التقى بومبيو خلال زيارته إلى بيونج يانج مع الزعيم كيم جونج أون نفسه، وهي خطوة تشير إلى التزام كلا الجانبين بعقد القمة، ومناقشة نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.

وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن لقاء الرئيس الأمريكي كان أمرًا تطمح إليه عائلة كيم منذ سنوات، لكن بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كلما اقترب موعد القمة، سيكون من الصعب التراجع.

إلا أن ترامب حاول أن يمنح لنفسه فرصة للتراجع، حيث قال مساء الثلاثاء، إن "القمة ستعقد على الأرجح في أوائل يونيو أو قبل ذلك بقليل بافتراض أن الأمور ستسير على ما يرام".

اقرأ المزيد: هل سيفشل ترامب في تأمين اتفاق نووي جيد مع كوريا الشمالية؟

وأضاف ترامب، بعد استقبال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في منتجع "مارآلاجو" في فلوريدا أنه "من المحتمل ألا تسير الأمور على ما يرام، حينها لن تعقد القمة، وسنستمر في السير على المسار القوي للغاية الذي سلكناه".

وقالت الشبكة، إن احتمال أن يتمكن ترامب من الانسحاب في اللحظة الأخيرة أصبح أكثر صعوبة يوم الأربعاء، بعدما أعلنت كوريا الشمالية أن الرئيس الصيني شي جينبينج يستعد لزيارة بيونج يانج "قريبا"، وفقا لمسؤول على علم بالمحادثات الجارية بين البلدين، وأضاف المسئول أن روسيا أيضًا طلبت عقد قمة مع كيم، لكن الكوريين الشماليين لم يردوا بعد على طلب موسكو.

السلام في زمن ترامب؟

ترى "سي إن إن" أن ذكر اسم ترامب خلال المناقشات بين مسؤولي كوريا الشمالية والجنوبية لـ"إنهاء الحرب"، يشير إلى أن هذه المفاوضات تتطلب بالتأكيد وجودًا أمريكيًا لضمان نجاحها، حيث كانت الولايات المتحدة، وليس كوريا الجنوبية، هي التي وقعت اتفاق الهدنة مع كوريا الشمالية في عام 1953.

من جانبه، أكد ترامب للصحفيين، يوم الثلاثاء، أنه يؤيد هذه المناقشات، وأضاف أننا "نبارك مناقشات إنهاء الحرب، حيث لا يدرك الناس أن الحرب الكورية لم تنته بعد، إنها مستمرة الآن وهم يناقشون إنهائها".

وأضافت الشبكة، أن هناك سبب آخر يمنع ترامب من التراجع عن الاجتماع مع كيم، وهو أن هذه المحادثات قد تؤدي إلى التوصل إلى حل سلمي في شبه الجزيرة الكورية، وهو ما سيكون بمثابة فوز سياسي كبير بالنسبة له.

اقرأ المزيد: في زيارة سرية.. مدير المخابرات الأمريكية يجتمع مع زعيم كوريا الشمالية

وقد ادعى ترامب أنه وراء حالة السلام التي شهدتها الكوريتان حتى الآن خلال هذا العام، حيث قال إن إدارته منعت المواجهات العسكرية خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في كوريا الجنوبية في فبراير.

بومبيو يعود من بيونج يانج خالي الوفاض

وأثارت الأخبار عن لقاء بومبيو مع كيم، والذي حدث خلال عطلة عيد الفصح، دهشة العديد من المراقبين، حيث ذهب بومبيو إلى كوريا الشمالية ولم يعود ومعه أي من الأمريكيين المحتجزين من قبل النظام الكوري الشمالي.

حيث قال آدم ماونت مدير مشروع الدفاع في اتحاد العلماء الأمريكيين، إنه "من الغريب أن نرى مرشح لمنصب وزير الخارجية يذهب إلى بيونج يانج ويعود دون أن يسهم في الإفراج عن الأمريكيين الثلاثة المحتجزين هناك".

وأضاف ماونت، الذي يغطي الاستراتيجية النووية الأمريكية وشؤون كوريا الشمالية في الاتحاد، "أتوقع أن يتم الإفراج عنهم، لكن على الولايات المتحدة ألا تدفع ثمن حريتهم".

ويذكر أن كوريا الشمالية تحتجز ثلاثة أمريكيين، حيث تم سجن "كيم هاك سونج" و"كيم سانج دوك" في عام 2017 للاشتباه في ارتكاب "أعمال عدائية"، كما تم القبض على "كيم دونج شول" في عام 2015، ويقضي عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة التجسس.

وقالت الشبكة الأمريكية، إن استمرار احتجازهم هو علامة أخرى على أن كوريا الشمالية مستمرة في السير نحو عقد القمة، دون أن تقدم أية تنازلات حقيقية، قد تدفع كوريا الجنوبية وشركائها، للشعور بالثقة في أن بيونج يانج جادة بشأن نزع السلاح النووي.

اقرأ المزيد: ترامب يفاجئ زعيم كوريا الشمالية بشأن القمة المرتقبة

من جانبها، أشارت ليزا كولينز زميل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إلى أن "كوريا الجنوبية تضغط من أجل عقد القمة بسرعة، لأنها لا تريد طرح الخيارات العسكرية أو اللجوء للضربات الوقائية، ولذلك قد يقبلوا بأي اقتراح يقدمه الكوريون الشماليون".

وأضافت أن الرئيس الكوري الجنوبي "مون جاي إن" أطلق حملته الانتخابية على وعد بإعادة الاندماج مع الشمال، قائلة "لقد كانوا يبحثون فقط عن الفرصة، والآن سنحت لهم هذه الفرصة".

وأشار آدم ماونت، إلى أن "قمة كهذه عادة ما تضم دبلوماسيين ذوي خبرة، ولن تحدث إلا بعد أشهر من الاستعداد وتقديم كوريا الشمالية تنازلات كبيرة"، مؤكدًا أن "الاجتماع بحد ذاته فوز كبير لنظام كانت الولايات المتحدة تعمل على عزله".

شارك الخبر على