«عربية» البرلمان كلمة السيسي في القمة العربية «ناقوس إنذار»

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

اعتبرت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام مؤتمر القمة العربية بمدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، أكدت مواقف مصر الثابتة إزاء القضايا والأزمات العربية المختلفة، كما كانت بمثابة ناقوس إنذار بالأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي.

وأشارت اللجنة - خلال اجتماعها اليوم /الإثنين/ - إلى أن حديث الرئيس عن الأمن القومي العربي في هذه المرحلة والتحديات التي يواجهها وأهمية استعادة الحد الأدنى من التنسيق لإنقاذ الوضع العربي جاء في وقته تماما مع إشارته لما سبق أن طرحته مصر من مبادرات لبناء استراتيجية فعالة وشاملة للأمن القومي العربي وتوفير مقومات الدفاع الفعال ضد أي اعتداء أو محاولة للتدخل في شئونها، وإمكانية التوصل لذلك إذا توافرت الإرادة السياسية الجماعية. 

واعتبرت اللجنة أن ما طرحه الرئيس السيسي لا سيما بشأن الأمن القومي العربي وأهمية وجود الاستراتيجية الشاملة لمواجهة التهديدات الوجودية للدولة الوطنية في المنطقة، أمر جوهري ويحتاج إلى توافق وتوافر إرادات سياسية جماعية. 

ونوهت اللجنة بتأكيد السيسي - في كلمته - على القرار الدولي الذي شاركت مصر في إعداده وأقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 128 دولة، على أن الحق العربي في القدس، حق ثابت وأصيل كما وأن العرب مازالوا متمسكين بخيار السلام كخيار استراتيجي وحيد. 

كما نوهت اللجنة بتأكيد الرئيس السيسي على أنه لا يجب السماح باستمرار الانقسام الفلسطيني، وأن مصر تعمل بكل دأب مع الأشقاء الفلسطينيين لطي هذه الصفحة ورأب الصدع، إلى جانب تعبيره عن الارتياح لقرار القمة بتطوير المنظومة العربية الشاملة لمكافحة الإرهاب، مؤكدًا على الجهود الجبارة التي يقوم بها جيش وشرطة مصر في معركة الحياة والشرف سيناء 2018.

وأشادت اللجنة بدعوة الرئيس السيسي لمن يصرون على الوقوف في الجانب الخاطئ من التاريخ أن يعودوا إلى جادة الصواب والتوقف نهائيًا عن رعاية الإرهاب ودعمه، إلى جانب تأكيده أن مصر مستمرة في دعم جهود الحفاظ على وحدة ليبيا واستعادة مؤسسات الدولة فيها ودور الدولة الوطنية، وكذا ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة وعروبة اليمن ودعم الشرعية، وأن الحل السياسي هناك يجب أن يكون حلاً يمنيًا خالصًا وأن مصر لن تقبل بقيام عناصر يمنية بقصف الأراضي السعودية بالصواريخ باعتباره تهديدا للأمن القومي العربي. 

كما أثنت اللجنة على حديث الرئيس السيسي عن الشأن السوري، وتأكيده على أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد لحل الأزمة، مع رفض قاطع لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا وضرورة إجراء تحقيق دولي شفاف، وأن يكون السوريون أنفسهم والعرب شركاء أساسيين في جهود السلام في سوريا. 

كما أشادت اللجنة بحديث الرئيس السيسي عن أن هناك دولاً عربية تواجه - لأول مرة منذ تأسيسها - تهديدًا وجوديًا حقيقيًا ومحاولات ممنهجة لإسقاط الدولة الوطنية لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية، إلى جانب تطرقه للتدخلات الإقليمية سواء في احتلال تركيا لأجزاء من سوريا والعراق أو محاولات إيران زعزعة الاستقرار في المنطقة وبناء مناطق نفوذ بها باستغلال قوى محلية تابعة له.

وأشارت اللجنة إلى أن الرئيس السيسي أوضح - بكل الصراحة - أن هناك من الأشقاء من تورط في التآمر مع هذه الأطراف الإقليمية في دعم وتمويل التنظيمات الطائفية والإرهابية. 

وأكدت اللجنة أن انعقاد القمة العربية والحضور المكثف من القادة العرب هو أمر بالغ الأهمية في هذا التوقيت للحفاظ على الصوت والهوية والثقل العربي، وأن القضية الفلسطينية عادت بقوة لتتصدر المشهد العربي سواء بالتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ورفض القرار الأمريكي الجائر بنقل السفارة للقدس مع التأكيد على عروبتها، وعلى أهمية إتمام المصالحة أو التحرك نحو إنهاء المصالحة الفلسطينية كخطوة أولى في طريق الوصول إلى مفاوضات السلام. 

واعتبرت اللجنة أن القرارات التي صدرت عن القمة العربية - في بيانها الختامي - تناولت كافة القضايا والأزمات الرئيسية الموجودة بالوطن العربي، مطالبة بضرورة متابعة تنفيذ تلك القرارات واستخدام كافة الآليات السياسية والدبلوماسية لتحقيقها. 

ولفتت اللجنة إلى أن تواجد ممثلي المنظمات الدولية والقارية والدينية في الاجتماع وتأكيدهم التضامن مع القمة في الكثير من القضايا يعد أمرا إيجابيا، مشيرة إلى أن الرسائل التي وصلت للقمة من الرئيسين الروسي والفرنسي لتأكيد الدعم وطلب التعاون مع العرب أمر هام يمكن البناء عليه واستثماره لصالح القضايا العربية. 

واعتبرت اللجنة أن مؤتمر القمة العربية انعقد وسط أحداث وتحديات بالغة الصعوبة والتعقيد عربيًا وإقليميًا ودوليًا وتهديدات غير مسبوقة للأمن القومي العربي ما بين الإرهاب والتدخلات الأجنبية والإقليمية والدولية، وبين النزاعات المسلحة والصراعات الدموية في العديد من الدول العربية والقتل والتشريد والتهجير، والمجاعات والأوبئة للعديد من الشعوب العربية. 

وأشارت اللجنة إلى أنه في ظل كل ذلك جاء إطلاق مسمى (قمة القدس) على هذه القمة ليمثل رسالة قوية وواضحة للعالم أجمع بأن العرب لن يتخلوا عن عروبة القدس وحمايتها وأن القدس الشرقية هي العاصمة المستقبلية لدولة فلسطين.

ونوهت اللجنة بكلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والتي لفت فيها إلى أن تآكل الحضور العربي الجماعي في معالجة الأزمات هو ما يغري الآخرين بالتدخل في شئوننا والعبث بمقدراتنا. 

ولفتت اللجنة إلى تصريح الأمين العام للجامعة العربية حول إجراء مناقشة معمقة مع الدول الأعضاء حول الأولويات الكبرى للأمن القومي العربي، تأكيدًا على هذا المعنى وصولا لضبط إيقاع التحرك الجماعي العربي. 

ورأت اللجنة أن نتائج القمة العربية لن تتوقف على البيان الصادر عنها أو القرارات المتخذة فيها وإنما هي قاعدة للانطلاق منها إلى آفاق أرحب وتوافق مثمر حول مجمل الأوضاع، وصولاً للحلول التي تحفظ للأمة العربية كيانها وتحقيق آمال شعوبها، فضلاً عن أن اللقاءات الثنائية للرئيس السيسي ببعض القادة العرب كانت إحدى أهم الإيجابيات التي تمخض عنها هذا المؤتمر. 

شارك الخبر على