الغوطة الشرقية تنفض الإرهاب.. ومساع حثيثة لإعادة الإعمار

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

بعد التوصل إلى اتفاق بين جماعة جيش الإسلام وقيادات مدنية من جهة وروسيا للخروج من الغوطة الشرقية، بدأت الأنظار تتجه إلى قوة الدولة، لا سيما في ظل اتساع رقعة المناطق الآمنة، لتبدأ مرحلة جديدة من الإعمار وإعادة الأهالي مجددًا.

فمنذ بدء الهجوم على الغوطة الشرقية، بدأت الحكومة في تضييق الخناق على الفصائل المعارضة، وقسمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب.

وبعدما ازداد الضغط عليها، دخلت كل من الفصائل منفردة في مفاوضات مباشرة مع موسكو، انتهت بإجلاء جيبي حرستا وجنوب الغوطة، وأخيرا مدينة دوما، التي سيطر عليها جيش الإسلام وظل يرفض التفاوض مع روسيا من أجل تنفيذ عملية الإجلاء، حسب المرصد السوري.

لكن وبعد أيام من المفاوضات، بدأت مجموعة من مقاتلي فصيل "فيلق الرحمن" بمغادرة آخر معقل للمقاتلين في الغوطة الشرقية، إضافة إلى إجلاء المصابين، وفقًا للإعلام للسوري.

اقرأ أيضًا: «الإندبندنت»: صراع «الغوطة» لن ينتهي.. و«إدلب» الهدف التالي 

وتقرر نقل المصابين إلى مدينة إدلب، التي لا تزال خاضعة تحت سيطرة مسلحي المعارضة، فيما تقول مصادر: إن "مفاوضات جارية تبحث خروج المسلحين من المدينة، عقب خروجهم من الغوطة"، حسب "سانا".

رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، اللواء يوري يفتوشينكو، أكد خروج أكثر من 40 ألف مسلح مع أفراد عائلاتهم من الغوطة الشرقية إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وأضاف أن جميعهم توجهوا إلى منطقة قلعة المضيق في منطقة خفض التصعيد في إدلب، ترافقهم سيارات الأمن التابعة للجيش السوري، وسيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري، فضلا عن الجنود العسكريين للشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الروسية، حسب سبوتنيك.

كان مجلس الأمن الدولي، 24 فبراير الماضي، قد تبنى بالإجماع، القرار 2401، الذي يطالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية لمدة 30 يومًا في جميع أنحاء سوريا، بما فيها الغوطة الشرقية، لتمكين الجهات المعنية والمنظمات الدولية من تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين في جميع المناطق.

واستثنى القرار تنظيمات داعش، وجبهة النصرة وغيرهم من الأفراد والتنظيمات المرتبطة بهذه الهياكل الإرهابية.

وبعد إجلاء أكثر من 45 ألف مقاتل ومدني من جنوب الغوطة الشرقية على مدى ثمانية أيام، يكون الجيش السوري وحلفاؤه قد استعادوا أكثر من 95% من مساحة الغوطة الشرقية.

وشكلت خسارة الغوطة الشرقية لمسلحي المعارضة المدعومين خارجيًا، أكبر ضربة لهم، بعد سيطرة الجيش السوري على حلب عام 2016.

لواء بالجيش السوري أكد أن الغوطة هي بداية للسيطرة على كامل الأراضي السورية، موضحًا أن هناك قرارًا قطعيا لا رجعة عنه بتطهير كل شبر من أراضي سوريا توجد عليه التنظيمات الإرهابية، وفقًا للوكالة السورية.

والسؤال هنا.. ما مدى أهمية الغوطة الشرقية؟

استعادة الغوطة لا تعني تحرير الأرض فقط، بل انتظار لعودة العمل فيها من الناحية الزراعية ثم إتاحة المجال للمنشآت الصناعية المتضررة لإعادة التأهيل والعودة إلى العمل كما كانت عليه، دون الإضرار بالمساحات الزراعية التي تعتبر هوية للغوطة.

مصدر من الحكومة السورية، أكد أنه تم تكليف فريق عمل خاص لتوصيف واقع المنشآت الصناعية والمعامل في بلدات وقرى الغوطة الشرقية، وسيصدر عما قريب اجتماع عمل خاص لتقييم الواقع الصناعي والاقتصادي برئاسة عماد خميس.

وحسب المصدر، فإن كل المبالغ اللازمة لإعادة إعمار الغوطة وتأهيلها جاهزة وموضوعة ضمن الخطة الاستراتيجية في عمل الحكومة وسيتم جلبها من الموازنة الاستثمارية.

اقرأ أيضًا: الأسد ينتصر في الغوطة.. ويُحدث انقسامًا بين الفصائل المسلحة 

وتعد الغوطة الخزان الغذائي لدمشق، ما سيترك أثره الإيجابي في تخفيض أسعار السلع تدريجيًا، لا سيما إذا ترافق ذلك مع سياسة نقدية مستقرة تضمن تقوية شوكة الليرة واستعادة بعض قوتها، وهذا لن يتحقق، كما يرغب السوريون جميعًا.

سنان ديب، الخبير الاقتصادي، قال: إن "استرجاع أي منطقة يعطي مؤشرًا إلى قوة الدولة، فكيف إذا كانت هذه المنطقة هي غوطة دمشق، التي يعطي استرجاعها ثقة أكبر بقرب الحل النهائي، ويشجع أكثر على الاستثمار وعودة الأموال والكفاءات المهاجرة، كما أن عودة الحياة الطبيعية إلى ربوعها مع رجوع الأراضي الزراعية والمهن والحرف التي كانت منتشرة كصناعة الأثاث المنزلي وغيرها سيحدث فرقًا اقتصاديًا واضحًا".

يمكن اعتبار أن غوطة دمشق تشكل خزان أمن غذائي لسكان العاصمة، إضافة إلى دورها في تحريك عجلة الاقتصاد السوري عبر تشابكات التبادل التجاري بينها وبين الأسواق المحلية والخارجية، وفقًا للمستشار الفني في اتحاد الغرف الزراعية، المهندس عبد الرحمن قرنقلة.

لذلك فإن عودة الحياة إلى الغوطة الشرقية تعني دوران العجلة التجارية كما كانت قبل سبع سنوات، وقد تنهي الأزمات التي عانى منها أهالي المدينة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على