لماذا تتخوف أمريكا من القرصنة الإيرانية أكثر من أي دولة أخرى؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

أثار اتهام واشنطن لإيران بارتكابها أكبر عمليات الاختراق لمئات من الجامعات والشركات الأمريكية، عاصفة من القلق حول خطورة إيران، وفقا لمجلة نيوزويك الأمريكية.

وقال مسئولون أمريكيون للمجلة، إن نجاح القراصنة الإيرانيين في استهداف مئات المؤسسات الحكومية الأمريكية، وسرقة 31 تيرابايت من البيانات والمعلومات من حول العالم، يجعلهم أكثر خطورة وتهديدا من نظرائهم بالصين وكوريا الشمالية وروسيا.

وأشارت المجلة إلى أن القراصنة ينتمون إلى حرس الثورة الإسلامية (أحد أركان القوة العسكرية لجمهورية إيران)، وتحديدًا شركة "معهد مبنى" التي تقوم بعمليات اختراق لصالح حرس الثورة، ومن المعروف أن هذه المجموعة التي تشكلت بقيادة روح الله الخميني، تسعى لجمع المعلومات عن الدول الأجنبية.

من جانبه، قال روبرت كارتز، المدير التنفيذي لمعهد العلوم الإلكترونية، إن القراصنة الإيرانيين أكثر دقة عن غيرهم وأنهم عادة ما يساء تقديرهم، ففي عام 2012 قاموا بحملة اختراق امتازت بالدقة والتنسيق وحققت ضررا كبيرا للموارد المالية في "وول ستريت"، بعدها بفترة قليلة قاموا بهجوم مباشر على شركة "أرامكو" السعودية للنفط، ودمروا أجهزة الحاسب الآلي بالشركة.

ويرى "كارتر" أن قراصنة الصين وروسيا مجرد «هواة» ينقصهم التنسيق مقارنة بالقراصنة الإيرانيين، فعلى الرغم من أن قراصنة الصين يسرقون معلومات أكثر أهمية فإنه يسهل تتبعهم عادةً على عكس نظرائهم الإيرانيين.

فحسب التقرير الذي أصدره معهد كارنيجي للسلام العالمي يناير الماضي، فإن الهجمات الإلكترونية التي تقوم بها إيران هي واحدة من الأكثر تكلفة وضررًا في تاريخ قرصنة الإنترنت، مضيفًا أن القراصنة عادة ما يقومون بعملياتهم نيابةً عن الاستخبارات الإيرانية.

ولفتت المجلة إلى أن القراصنة الإيرانيين استغلوا تركيز الولايات المتحدة الأمريكية مع القراصنة الروس، إثر اختراقهم الإيميل الإلكتروني لأعضاء الحزب الديمقراطي، إبان انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وأوضح ستيف جروبمان، رئيس قسم التكنولوجيا في شركة "ماكفي"، أن دولة بحجم إيران تستطيع أن تحقق من خلال القرصنة ما لا يمكن أن تحققه من خلال سنوات من الاستثمار الاقتصادي والبحث المعرفي، مضيفًا أن سرقة المعلومات والمواد الفكرية هي سرقة لمستقبل الدولة، سواء في مجال الصحة والتعليم أو الأعمال.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التى توجه فيها أمريكا أصابع الاتهام لقراصنة، بالتدخل في شئونها المحلية، حيث سبق أن اتهم المحقق الخاص روبرت مولر 13 عنصرًا روسيًا بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية السابقة بين "ترامب" ومنافسته هيلاري كلينتون، بينما اتهم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حكومة الصين بتمويل قراصنة لاختراق شركات أمريكية، وأخيرًا اتهمت إيران عام 2016 بالقيام بعمليات قرصنة على البنوك.

شارك الخبر على