قبل ختام «الأقصر الإفريقي».. تعرف على أبرز أفلام مسابقاته الرسمية الأربعة

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

تختتم، اليوم الخميس، فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، والتي كانت قد انطلقت يوم الجمعة الماضي في حفل كبير أقيم بمعبد حتشبسوت، بحضور عدد كبير من الفنانين، فيما يُقام حفل الختام في معبد الكرنك، وسيشهد توزيع الجوائز على صنّاع الأفلام الفائزة بمسابقاته المتنوعة، وجاءت هذه الدورة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويرأسها شرفيًا السيناريست الدكتور مدحت العدل، فيما يرأسه مؤسسه السيناريست سيد فؤاد، وتديره عزة الحسيني.

يتشارك في تقديم الحفل المذيعتان إنجي علي، والسودانية تسنيم رابح، التي كانت قد تشاركت في تقديم حفل الافتتاح مع المذيعة جاسمين طه، ووصل عدد الأفلام المتنافسة في مسابقاته الرسمية الأربع إلى 48 فيلما، بين أعمال روائية طويلة، ووثائقية طويلة، وأخرى قصيرة، بجانب أفلام الحريات، وقبل إعلان الفائزين نسرد تفاصيلها..

الأفلام الروائية الطويلة

ضمّ المهرجان 10 أفلام في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، والتي تكونت لجنة تحكيمها من المخرجين المالي سليمان سيساكو، وعبد اللطيف بن عمار، إلى جانب الفنانين آسر ياسين، وليلى علوي، وتيري فيتو، وسيطر على أفلام المسابقة موضوعات منها الفقر، والهجرة غير الشرعية، ومرض السرطان، إذ تعرضت لمشكلات الأفارقة في ظروف متنوعة، من هذه المجموعة الفيلم الكيني «الهروب»، الذي تدور أحداثه حول امرأة تواجه ظروفا مادية صعبة، وتدفعها للتخلي عن ابنتها الوحيدة «ايما» لرجل غني يعدها بأن يوفر لها حياة أفضل تضمن مستقبلها، ولكن ينتهي الحال بالفتاة لأن تسقط في قبضة عصابات «الكارتيل» التي تستغلها جنسيًا، والعمل من إخراج موانجي أوك ماين.

إلى جانب فيلم "بنزين" للمخرجة التونسية سارة العبيدي، والعمل يكشف البعد الانساني للهجرة غير الشرعية تحديدا من ناحية العائلة التي تصاب بحالة من التيه بعد أن رمى جزء منها بنفسه بين ثنايا المجهول، إذ يغوص الفيلم في العالم المصغر لعائلة من الجنوب التونسي حول زوجين تحرمهما الأقدار من أعز ما لديهما في الدنيا وهو ابنهما، ويستعرض العمل أصداء أوجاع والدين عجزا عن توفير ما يحتاجه نجلهما بسبب الظروف المادية الصعبة.

بالإضافة إلى فيلم «ولاي» للمخرج بيرني جولد بلاي، الذي يقدم حياة شخص يدعى «أدي»، 13 سنة، الذي يعيش في فرنسا برفقة والده، قبل أن يقرر إرساله إلى بلده الأصلي، بعد تعذره في تدبير نفقات المعيشة، ليقضي أشهر الصيف برفقة عمه وعائلته، ولكن في تلك الرحلة يكتشف الفتى أن الأمور هناك تسير بطريقة مختلفة.

وأيضًا الفيلم المغربي "ابيريتا" للمخرج محمد بوزاكو، والذي تطرق إلى قضية تاريخية وهي حرب إسبانيا على الريف المغربي وقصفه بالغازات السامة، مما أدى إلى إصابة الكثير من المواطنين بمرض السرطان، وذلك من خلال الطيار الحربي الإسباني المتقاعد "خوصي"، الذي شارك في حرب الريف التي شهدت مواجهة بين قبائل الريف والجيش الإسباني في الفترة من 1921 إلى 1926، وبعد مرور 60 سنة يقرر العودة لمكان وقوع الاكتشافات، ويكتشف أن جزءا من السكان قد أصيبوا بالأمراض السرطانية.

وكذلك فيلم "الأصليين" للمخرج مروان حامد، الذي تدور أحداثه حول "سمير عليوة" رب أسرة صغيرة، وموظف بنك مستقر في عمله منذ سنين، لكنه يُفصل فجأة عقب قرار بتقليص العمالة، ويتلقى سمير الصدمة التي لا يستطيع مواجهة أسرته بها، فيحاول أن يبحث عن وظيفة جديدة ثم يفاجأ بأن رصيده في البنك أصبح صفرًا لسداد أقساط متأخرة، بعد أيام يفتح سمير الباب ليلًا ليجد صندوقًا يحوي تليفونًا محمولًا، ودعوة لوضع بصمته، في التليفون سيشاهد "سمير" فيديو عجيبًا يتناول ماضيه، قبل أن يتلقى مكالمة ستغير حياته إلى الأبد.

الأفلام الوثائقية الطويلة

تنافس في هذه المسابقة 7 أفلام، وتشكلت لجنة تحكيمها من المؤلفين عز العرب العلوي، وماما كيتا، والمخرج سمير عوف، والمونتيرة رحمة منتصر، ومن أبرز أفلامها "العقيد ماما" للمخرج ديودو حمادي، وتدور أحداثه حول العقيد "أونورين" المعروفة أكثر بلقب "العقيد ماما" بجهاز الشرطة الكونغولية وترأس وحدة الدفاع عن القُصّر ومكافحة العنف الجنسي، وبعد عملها لمدة 15 سنة في مدينة "بوكافو" تعلم بنقلها إلى مدينة أخرى وهنا تجد نفسها في مواجهة تحديات جديدة.

أيضًا فيلم "قمر جديد" للمخرجة فيليبا نديسي، واستطاعت فيه أن تأخذ المشاهد إلى رحلة لجزيرة "لامو"، تتلخص نواياها في تقديم فيلم وثائقي عن التغيرات التي طرأت على بيئة مجتمع "لامو"، حيث تحول من بلدة مغمورة إلى مدينة ذات ميناء ضخم، كذلك فيلم "ليس في منطقتي" للمخرج كورت أورديرسون، وأعطى العمل الأهمية للمواطنين الذين يقفون على الخطوط الأمامية في الكفاح ضد الطبيعة المتعددة لظاهرة التحسن الطبقي وذلك من خلال نموذج لثلاث مدن عالمية.

الأفلام الروائية القصيرة

تنافس في هذه المسابقة 17 فيلمًا، كانت شاهدا على التجارب الأولى لمقدميها، وبعضهم كان قد حصل على جوائز من مهرجانات سينمائية سابقة، وآخرون يخوضون المنافسة بالمهرجانات للمرة الأولى، وضمت لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة كلا من المخرج أحمد رشوان، والممثلة الإفريقية ناكي سي سافانيه، ومهندس الصوت أحمد جابر، والممثل الكيني جوزيف وايريمو، والمخرج الرواندي جويل كاركيزي.

من هذه الأفلام "ونس" للمخرج والمؤلف أحمد نادر، الذي قدم قصة إنسانية لـ"محمود"، يجسده عبد الرحمن أبو زهرة، و"نبيلة"، تقدمها رجاء حسين، وهما زوجان في الثمانين من عمرهما، ويعيشان بمفردهما في بيت هادئ، أصبح "محمود"، غير قادر على مشاركة زوجته تفاصيل حياتهما اليومية، لذا تشعر بالوحدة وتبحث عن ونس، وتجده في التليفزيون، فتأتي أحداث الفيلم القصير، وفي الخلفية فيلم "حبيبتي"، بطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين، بموسيقاه التصويرية الشهيرة.

يذكر أن أحمد نادر كان قد حصل على التانيت البرونزي عن فيلمه الروائي القصير "ونس" في الدورة الـ28 من أيام قرطاج السينمائية، والتي أقيمت العام الماضي، واستعرضت المخرجة المالية فاتوماتا تيوي كوليبالي في فيلمها "ميراث" قصة أرملة أم لـ11 طفلا، ورثت عن زوجها وأطفالها حقلا، ولسوء الحظ أصبح هذا الميراث مصدرًا لمتاعبها وحزنها، بعد أن طالب أحد أبنائها بنصيبه في هذا الحقل.

وكانت فاتوماتا قد أخرجت أول أفلامها القصيرة عام 2014، خلال مشاركتها في ورشة عمل بفرنسا، وفي إبريل 2011، شاركت في مسابقة الفنون الرقمية التابعة لمؤسسة الابتكار الإفريقي بمدينة الصخيرات المغربية، وقدم المخرج والمنتج الجزائري الخير زيداني في فيمله "لطيف.. لطيف جدًا" قصة رجل يبلغ من العُمر 88 سنة، وقضى حياته كلها محافظًا على ذكرى زوجته الراحلة، ومنزله مزخرف بالفسيفساء والأصداف، والحوائط مخططة بصورها، بعد أن عمل كمرشد في مدينة القصبة، واستحضر ذكرى زوجته بالحديث عنها بشغف للسائحين.

المخرجة والكاتبة سيلي هلوفي قدمت قصة مميزة بفيلمها القصيرة "نومفوندو"، إذ دارت أحداثها حول امرأة معذبة، أطلق على الفيلم نفس اسمها، فهي حامل في طفلها الأول، وتتعرض للخيانة من أقرب الأشخاص إلى قلبها، وهو زوجها وصديقتها، والمفاجأة يكون لها رد فعل شديد وغير متوقع من البطلة، إذ تُشعل الحريق في منزلها الذي يوجد فيه الخائنان، في نهاية مأساوية جدًا رغم محاولات الطرف الثاني طلب السماح منها وتجاوز الوقوف عند هذه الخطيئة.

وكانت سيلي هلوفي قد أسست شركة Seed Communications للإنتاج السينمائي والتليفزيوني، وكتبت وأخرجت فيلمين روائيين قصيرين وعدد كبير من الأفلام الوثائقية، حتى إن فيلمها "لولوبولا، سعر العروس الحقيقي" قد حاز على جائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان ديربان السينمائي بجنوب إفريقيا.

أفلام الحريات

14 فيلمًا تشارك في مسابقة أفلام الحريات بالمهرجان، شاهدتها لجنة التحكيم التي تكونت من المخرج رشيد مشهراوي، والمؤلفان تامر حبيب ومحمد حفظي، وكذلك الممثلة كندة علوش، والعميد السابق للمعهد العالي للسينما غادة جبارة، وبين أبرز أفلامه المتنافسة "خمسمائة عام" للمخرج بيتر كينوى، ويروي قصة ملحمية قادت شعب جواتيمالا إلى نقطة تحول في تاريخهم، من محاكمة الديكتاتور السابق الجنرال "ريوس مونت" المتهم بالإبادة الجماعية إلى الحركة الشعبية التي أطاحت بالرئيس "أوتو بيريز مولينا".

أيضًا فيلم "أكاروا" للمؤلف يوهي أمولي، الذي يكشف قصة تعرض فتاة شابة لحكم بالإعدام بعد كشف وضع حياتها ومستقبل القرية في خطر، وفيلم "جزيرة العقاب" للمخرجة لورا تشيني، ويستعرض حكاية تحدث في غرب أوغندا النائي، حيث تُنبذ النساء اللاتي تُحطمن محظور ممارسة الجنس قبل الزواج على جزيرة صغيرة حتى يمُتن، على وشك الغرق بفعل مياه بحيرة "بانيوني"، المحيطة بالجزيرة، تتمثل الغربة الأخيرة للجزيرة في أن تجد أحياء قبل أن تتحول قصتها إلى مجرد أسطورة.

بالإضافة إلى فيلم "الخبز والدخان" للمخرج إبراهيم رمضان، الذي يتتبع رحلة الأطفال الأكراد الخائفين من داعش، ومن قوات نظام بشار الأسد وحياتهم البائسة في معسكر لاجئين بالقرب من مدينة أربيل، لكي يحصلوا على وجبة يضطر هؤلاء الأطفال للانتظار لساعات، وفي النهاية يجلسون بالقرب من شاشة سينما كي ينسوا الجوع وحظهم السيئ.

 

شارك الخبر على