كيف تشعر بالسعادة؟

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

أ. د. طارق علي الحبيببروفيسور واستشاري الطب النفسي، الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العربالسعادة هي الحالة التي يعيش الجميع بلا استثناء باحثا عن أسبابها ومصادرها ووسائلها.إن تحقيق السعادة يعني باختصار التخلّص من مشاعر الألم التي تتولّد نتيجة ترسبات وإحباطات متتالية يدركها البعض ويعجز عن تجاوزها البعض.والحقيقية أن السعادة مصطلح نسبي يختلف من شخص لآخر، كما أنه مصطلح لا دخل له بحجم الإمكانيات أو المعطيات، ولكنه مصطلح يرتبط مباشرة بقناعات الشخص وكيفية إدراكه لمواطن الجمال في حياته.الشعور بالسعادة ليس مجرد حالة انفعالية عابرة ترتبط بمواقف مبهجة، وإنما يرتبط بشعور الإنسان بذاته وإحساسه بقيمة نفسه واعتزازه بصموده وشجاعته في مواجهة مجريات حياته.الحياة مليئة بما يدعو للاندهاش ومكتظة بما يدعو للانزعاج وهي في نفس الوقت لا تخلو مما يثير مشاعر الحب والرضا.ولعل الحب هو المفتاح الأول لشعورك بالسعادة؛ فالشخص الذي يُقدّم الحب في تعاملاته ويعمل جاهداً على تحسين نظرته للآخرين ويقبل عيوبهم ويشعر بالرحمة عليهم ويلتمس المبررات الكافية لأخطائهم سيكون أكثر سعادة في مواقفه الاجتماعية.ويعتبر الرضا من مفاتيح السعادة؛ لأن الرضا حالة دائمة تستوطن النفوس التي تمتلك تفسيراً إيجابياً روحياً لكل ما يكابدها في الحياة.فالإنسان الذي يحيا الرضا قناعةً ومنهجاً وسلوكاً يستطيع إدراك عواقب الأمور ويتقبل اختلاف ما يحدث خلافاً لتوقعاته، فهو دائماً يرى الزوايا الحيوية ولذلك تكون المواقف الصعبة بمثابة داعم لما بداخله من جمال.والسعادة لا ترتبط بتحقيق كل الأحلام ولكنها تأتي مع الرضا والقناعة بما تحقق وبما لم يتحقق.‏لا تحصر سعادتك بشيء فالواجب أن تبحث عن مواطن السعادة في كل شيء وتستمتع بها حتى لا تضيّق على نفسك أفق السعادة الكبير.‏والسعادة أحياناً هي التي توجدها في نفوس الآخرين حاضرا كنت أو غائباً وهي بذلك إحساس توجده ليعيش به غيرك.‏السعادة باختصار هي قرار في عقلك تستجيب له مشاعرك، فكن سعيداً بعقلك تنصاع لك مشاعرك.السعادة قرار بيدك وليست شعوراً يهبه لك غيرك.‏

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على