حفتر في الجنوب الليبي.. تحذيرات بالتدمير واندماج وطني

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

في خطوة مفاجئة على مسرح الميدان الملتهب بين قبائل الجنوب الليبية من ناحية والقوات المسلحة وميلشيات إرهابية من ناحية أخرى، دعى المشير خليفة حفتر العناصر الإفريقية إلى مغادرة المنطقة، محذرًا باستخدام القوة المُفرطة لتجفيف منابع الإرهاب.

"9 أيام قبل العملية العسكرية الشاملة في المنطقة الجنوبية".. مهلة وضعها حفتر لميليشيات الساحل الإفريقي التي لعبت دورًا كبيرًا في زعزعة استقرار الجنوب، لمغادرة الأراضي بشكل آمن، والعودة إلى بلدانهم الأصلية.

دعوات حفتر للميليشيات الإفريقية لاقت صدى واسعا من قبل أبناء الشعب والقبائل الجنوبية، حيث استجاب رئيس مجلس أعيان ليبيا الشيخ محمد المبشر، ودعا إلى المصالحة بين الفرقاء حفاظًا على استقرار ووحدة البلاد والحد من سقوط ضحايا مدنيين جراء الاقتتال المسلح.

الخطوة التي أقدم عليها مجلس أعيان ليبيا بالدعوة للمصالحة والوصول إلى حل توافقي ونهائي للأزمة في الجنوب، من أجل إعادة الأمن والأمان لأهالي الجنوب، دفعت فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني للإعلان عن تشكيل لجنة وزارية وبرلمانية مشتركة، لتشخيص الواقع الأمني المتردي في المنطقة الجنوبية.

إلا أن قائد الجيش الليبي، أصر على موقفه الرافض لتواجد أي ميليشيا من دول الساحل الإفريقي بالمنطقة الجنوبية، موضحًا أن المهلة التي تم تحديدها اعتبارا من أمس 8 مارس، ستستمر حتى 17 من الشهر الجاري، قبل أن يتم استخدام كل الوسائل العسكرية المتاحة لإخراجهم.

وفي هذا الصدد، عزز حفتر قوات الجيش في المنطقة الجنوبية، استعدادًا لشن عملية عسكرية واسعة النطاق، بعدما تسببت الاشتباكات المسلحة، التي تشهدها مدينة سبها للأسبوع الثاني على التوالي بين قبيلتي أولاد سليمان العربية والتبو غير العربية، في سقوط 10 قتلى و25 مصابًا، إضافة إلى نزوح 120 عائلة بحي الطيوري.

المثير في الأمر، أن القيادة العسكرية دعت الوافدين الأفارقة من دول الجوار بعدم الانجرار وراء الميليشيات الخارجة عن القانون لاستغلالهم لزعزعة أمن واستقرار الجنوب الليبي، مناشدة أعيان ومشائخ مناطق الجنوب الاتصال بالغرفة الأمنية بالمناطق العسكرية "سبها، وأوباري وغات، ومرزق" ورفع الغطاء الاجتماعي عن من يساهم في حماية أو إيواء أو مساعدة الوافدين الأفارقة بأي شكل من الأشكال مما يؤدي إلى زعزعة أمن المناطق الجنوبية.

لكن الأمر الذي أثار الانتباه، أن آمر غرفة عمليات القوات الجوية التابع لعملية الكرامة المشاركة في العمليات العسكرية محمد المنفور، شدد على الجيش لن يسمح للقبائل الليبية باستهداف بعضها البعض، وإنها ستقوم بحماية الحدود الليبية.
والسؤال هنا.. هل ينجح حفتر في توحيد القبائل وطرد ميليشيات الساحل الإفريقي؟

المطالع للأحداث السابقة، يرى أن قيادة الجيش الليبي نجحت في فرض قبضتها الأمنية على معظم الأراضي، واستطاعت طرد عناصر تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة وميليشيات مسلحة متعددة من العمق الليبي.

التعزيز الأمني الذي يفرضه خليفة حفتر في المنطقة الجنوبية، كفيل لإنهاء الصراع القبائلي وإعادة التلاحم مجددًا بين أبناء الوطن الواحد، خاصة أن القائد الليبي يحظى بدعم إقليمي ودولي بجانب الدعم الشعبي.

وهذا ما ظهر من خلال تصريحات رئيس الحكومة المؤقتة الموالية للبرلمان عبد الله الثني، حث طالب بتقديم الدعم اللازم لعمليات الجيش الوطني في الجنوب من أجل استتباب الأمن، واستقرار الدولة وتأمين مؤسساتها ومنشآتها، مؤكدًا أنه لن يُسمح لأي كان بالاستقواء بالأجنبي على أبناء البلد، بحسب "ليبيا اليوم".

على جانب آخر، بدأ رئيس حكومة الوفاق الوطني بتشكيل لجنة تضم وزراء وأعضاء مجلسي النواب والدولة، المنتمين للمنطقة الجنوبية، من أجل تشخيص الوضع على أرض الواقع بدقة، وتحديد متطلبات الحل، بالتنسيق مع جهود القوات المسلحة، إضافة إلى تزويد المنطقة الجنوبية باحتياجاتها، خاصة الوقود والغاز والكهرباء.

فيما دشنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا حملة "ليبيا السلام"، داعية النساء إلى المساهمة في إحلال السلام، كونهن يلعبن دورًا لا يضاهى في الخروج من الأزمات، وإنهاء المعاناة والعودة إلى التعايش السلمي.

يمكننا القول إن التلاحم بين الجيش الوطني الليبي والحكومة المؤقتة هو ما سيساهم في وأد الصراعات بين القبائل، وينهي الخلافات حول المنطقة الجنوبية، ويعيدها إلى نسيج الوطن تحت راية واحدة.

ويشهد الجنوب الغرب من ليبيا توترات أمنية من فترة إلى أخرى وتنشط فيه مجموعات مسلحة مختلفة بعضها تابع لحكومة الوفاق والآخر يتبع لعملية الكرامة، كما تنشط مجموعات تعمل على تهريب الوقود والمهاجرين والسطو المسلح.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على