شاكر حسن آل سعيد يُستعاد من خلال معرض وكتاب

حوالي ٦ سنوات فى المدى

 بغداد/ زينب المشّاط
سيرة جمعت بين مبدأ الدين أو روحه ونهجه، وبين الفن، بين الكلمة والتخطيط واللون، بين الوضوح والترميز، بين منح الهوية وغيابها، بين تذويب رموز الحضارة في جمال الفن ومنحه ترميزات خاصة أكثر حداثة للارتقاء به وإيصاله الى جميع الفئات المتلقية، مسيرة طويلة تزخر بالجمال في مجال الفنون التشكيلية، تستعديها دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار للراحل شاكر حسن آل سعيد، حيثُ تُقدم خلالها معرضاً تشكيلياً إضافة لتقديم كتاب بعنوان "شاكر حسن آل سعيد وخطابه الجمالي في الفن التشكيلي" للكاتب علي إبراهيم الدليمي، الذي تم الاحتفاء به وتوقيعه على غرار معرض الراحل الاستعادي صباح يوم أول أمس الإثنين على قاعة الفنون العامة، وقاعة عشتار في مقر الوزارة...المعرض افتتحه الكاتب والناقد باسم عبد الحميد حمودي، الذي تحدث عن الراحل قائلاً "إن شاكر حسن آل سعيد من الشخصيات المُقربة لي من خلال عملنا معاً في "مجلة التراث الشعبي" ." وأكد حمودي أن "الراحل مبدع كبير، لم تحيطه نظرية الفن التشكيلي فحسب، بل كتب عدة مقالات في مجال الفن التشكيلي وكان يمتلك قدرات أدبية جيدة جداً إضافة إلى إمكاناته الفنية."يذكر أن للراحل علاقة صداقة جيدة بالشاعر الراحل حسين مردان حيث صمم آل سعيد واحداً من كتب مردان الشعرية، إلا انه كما ذكر حمودي" يختلف عن مردان تماما من خلال هدوئه وشخصيته المتزنة . وقد كتب الراحل بعض المقالات التي ردّ بها على حسين مردان عن بعض الامور، ولكنها لم توثق لهذا ضُيّعت المقالات."باسم حمودي يذكر أنه استطاع انتزاع غلاف جميل لمجلة التراث الشعبي وهو من رسوم الراحل شاكر حسن آل سعيد، وقد عاصر الراحل الفنان الرائد جواد سليم إلا انه ورغم تأثره بسليم كان له سلوك خاص وأسلوب لا نظير له في ما قدمه في فنه. عن الجانب المتصوف في أعمال الراحل ، يذكر الفنان قاسم العزاوي أن " شاكر آل سعيد كان ذا نهج صوفي أو روحاني في ما يقدمه من أعمال ،وهذا ما ميزه عن التشكيليين الآخرين، حيث رسم ذاكرته بفلسفة عميقة ومميزة." عن تجربته الحداثية في الفن التشكيلي تحدث الفنان التشكيلي والاكاديمي د.عمر المطلبي قائلاً إن "مشكلة الفن خلال ١٠٠ عام مضت تحوّل من مشخص الى غير مشخص ، فالتحول الحضاري في الفن التشكيلي ينظر للمشخص كشيء تقليدي، وولادة صورة العالم الجديدة تمخضت بمفهوم الحداثة، فنحن مجتمع لم يكن الفن من صميم أعمالنا." روّاد الفن التشكيلي الراحلين هم الدارسون في الخارج حيث نظروا للعالم، وإلى كيفية سير الحياة هناك حيث مشكلة الهوية، ويذكر المطلبي أن "شاكر حسن كان واحداً من فرسان هذا السياق وهو الذي بدأ يكتب في مجال الفن التشكيلي، وأعتقد أنّ له ريادة في هذا المجال حيث بدأ بسنّ مُبكرة بتأسيس سياقات للحداثة وكانت ترجمان لما أتت به جماعة الفن الحديث."فالفن الحديث هو غياب المشخص وانتماء اللوحة لمنهج معين، فلم تعد الفنون حضارية، لأن الحداثة ذوبت الفنون العالمية، وكانت مشكلة العراق في كيفية خلق هوية فن حداثي ، وهذا ما تصدى له آل سعيد، كتب آل سعيد ورسم أغلفة دواوين بعض الشعراء وهذا ليس بالغريب بالنسبة له ، فالفن التشكيلي والشعر وجهان لذات العملة وهي الجمال.

شارك الخبر على