أحمد خلف يحاضر عن تجربته الإبداعية في نادي الكتّاب

حوالي ٦ سنوات فى المدى

متابعة.. علي سعيد
يؤكد الروائي العراقي الكبير أحمد خلف الى أن على الكاتب إذا ما أراد أن يكون مبدعاً أن تكون لديه ثلاث خواص مهمة وأن يحفر في الاعماق البعيدة ليكتشف معنى وطن محذراً من الغرور والتعاليجاء هذا الكلام في الأمسية التي أقيمت له في نادي الكتاب بمدينة كربلاء وقدمه فيها الأديب علي لفته سعيد الذي بدأ حديثه عن علاقته بالروائي خلف التي تمتد لأكثر من 35 عاماً وإنه للمرة الثانية يقدمه الى الجمهور بعد أن كانت الاولى في ثمانينيات القرن الماضي في منتدى الشطرة الادبي.. وأضاف إن أي أديب لا يقرأ لأحمد خلف كأنه لم يقرأ السردية العراقية وإن خلف يشكل مع جيل محمد خضر وجليل القيسي وجمعة اللامي ما يطلق عليه جيل التجريب الستيني الذي أثر بشكل كبير على شكل القصة القصيرة.. وأشار الى أن خلف لم يزل يواصل عطاءه ولم يتوقف وهو بهذا يكون أكثر عطاء من بين جيله والاجيال الأخرى لأنه ظل أميناً على منجزه.وتحدث بعدها الأديب أحمد خلف عن جانب مهم من سيرته الشخصية وعلاقته بالثقافة واللقاء التاريخي بالشاعر مظفر النواب ومدى تأثير كلامه معه كما تحدث عن قدومه مع عائلته الى بغداد ثم تكوين صداقات مع عدد من الأدباء مثل فوزي كريم وفاضل العزاوي وكيف كان الاديب الستيني يتلهف لكل جديد صدر من المطبوعات الاوروبية المترجمة من كتب سارتر والبير كامو والبرتو مورافيا..وأضاف إن كل ما تعلمته عبر تجربة تمتد قرابة الخمسين عاماً وربما أكثر هو ان الاعتماد على الموهبة وحدها غير صحيح وليس كافياً لخلق أديب مهم بل ينبغي أن نقرأ المزيد من تجارب الآخرين وألا نبحث عن التبريرات واختلاق الذرائع حين يستولي علينا الكسل والتقاعس علماً انني لم اعرف في حياتي أي شكل من أشكال التقاعس بل كنت وما أزال أنظر الى الكتابة والقراءة بعين الاحترام والتقديس..وأشار أدركت الآن إن ما تحتاجه الرواية العراقية هو موقف نقدي عربي منصف وأن ينظر هذا الناقد العربي بعين محايدة وموضوعية للنصوص الروائية العراقية..وتطرق الى ما اسماها ظاهرة خطيرة قد تستولي على المبدع حين يفوز له نصا فيأخذه الغرور ويعتقد إنه وصل وحقق المراد من الكتابة وبهذا يكون قد حكم على نفسه بالغرور ومن ثم الاهمال والنسيان من قبل الدارسين والنقاد..ودعا خلف الى سمة التواضع وعدم الاستعلاء تجاه القراء او الزملاء ..وذكر خلف إن على المبدع إن أراد أن يكون كذلك أن يمتلك ثلاث خصائص الأولى أن يكون لديه وعي بأهمية ماذا يكتب وماذا يفعل وعليه أن يعد ما يكتبه مشروعاً والثانية قال خلف أن يتمتع بخبرة كبيرة كونها لا تأتي اعتباطا بل بعد معاناة وإن الكسالى لا يكتبون نصاً جيداً وذكر الخصيصة الثالثة إنه إذا كان الوعي مهمة وخبرة على الكاتب أن يؤسس الى نهج خاص به أي الى وضوح تقنيته الخاصة.. مؤكداً إن الانسان يولد وتولد معه الإنسانية والطاقة على التعبير.. مضى يقول عن تجربته.. أنا رجل مثقف تربوي لدي رسالة وليس كاتب قصة فقط خاصة وإني تجاوزت السبعين ومن حقي أن استمتع بعزلتي.. وحذر ايضاً من الغرور والتكاسل والاعتماد على الزمن والحظ والجوائز والاستنكاف من قراءة أي نص. وقرأ الاديب علي لفته سعيد ورقة نيابة عن الروائي نعيم عبد مهلهل التي ارسلها من المانيا ليشارك في الاحتفاء وجاء فيها يكتب أحمد خلف بتقنية سردية متميزة ويكاد أن يكون مختلفاً عن ابناء جيله بقدرته على صياغة المشهد بشيء من ضبابية الوصول الى القصد عبر تشابك وتشعب مشاهد المبنى الحكائي .وشهدت الأمسية مداخلات تحدثت عن تجربة خلف أو علاقاتهم به ومنهم الناقد جاسم عاصي وحسن عبيد عيسى وحيدر جمعة العابدي و د .علاء مشذوب.

شارك الخبر على