رئيس الجمهورية خلال لقائه رئيس مجلس النواب الارميني لبنان بلد تعددي حققنا له الاستقرار بالرغم مما يحيط به من حروب

حوالي ٦ سنوات فى تيار

شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ان لبنان بلد تعددي و"حياتنا الاجتماعية والسياسية والوطنية تقوم على احترام حرية المعتقد للآخر وحق الاختلاف والرأي والتعبير عنه بحرية، والتعلق بكياننا الوطني". وأشار الى ان "لبنان وارمينيا بلدان شقيقان، لأن في اللبنانيين دم ارمني وفي الارمن اصبح هناك دم لبناني".
 
من جهته، اكد رئيس مجلس النواب الارميني آرا بابلويان ان لبنان دولة مثالية بتعددية الاديان والثقافات فيها، والتعايش السلمي بين مكونات شعبها، منوهاً بجهود رئيس الجمهورية لتعزيز التسامح والتعايش.
 
ونوه  بدور اللبنانيين من اصل ارمني في المساهمة في ازدهار لبنان وحياته الاجتماعية،وشددعلى اهمية تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين.
كلام الرئيس عون ورئيس مجلس النواب الارميني جاء خلال المحادثات الموسعة التي عقداها في خلال زيارة رئيس الجمهورية والوفد المرافق لمقر مجلس النواب الارميني في "يريفان" ظهر اليوم.
 
وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله والوفد المرافق، الرئيس آرا بابلويان، وتوجها الى القاعة الذهبية داخل المجلس للمصافحة والتقاط الصور التذكارية. وانضما بعدها الى الوفدين الرسميين للبلدين، حيث عقدت جلسة محادثات موسعة، حضرها عن الجانب اللبناني وزراء: الصناعة حسين الحاج حسن، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، السياحة اواديس كدنيان، النائب أغوب بقرادونيان، سفيرة لبنان في ارمينيا مايا داغر، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون التعاون الدولي الوزير السابق الياس بو صعب، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا.
 
وحضر عن الجانب الأرميني: نائب رئيس مجلس النواب ادوارد شارمازوناف، نائب وزير الخارجية ارمان بابكيان، سفير ارمينيا في لبنان صامويل ماكردجيان، رئيس لجنة الصداقة الارمنية-اللبنانية في مجلس النواب اغفان فاردنيان، والنواب: فاهيه انفاجيان، غاكيك مليكيان، ارسين بابيان وأربي اراكليان ، إضافة الى رئيسة قسم العلاقات الخارجية اربي اراكليان.
 
في مستهل اللقاء، رحب الرئيس بابلويان بالرئيس عون والوفد المرافق، واصفا زيارته بالمهمة بسبب الصداقة بين البلدين والشعبين اللبناني والأرميني، معتبرا أن العلاقات التي تربطهما أخوية. واعرب بابلويان عن فخره باللبنانيين من اصل أرمني الذين يساهمون في ازدهار لبنان، وتقديره لاحتضان لبنان لهم في الظروف الصعبة. واكد ان لبنان دولة مثالية بتعددية الاديان والثقافات فيها، والتعايش السلمي بين مكونات شعبها، منوهاً بجهود رئيس الجمهورية لتعزيز التسامح والتعايش السلمي.
 
واشار الرئيس بابلويان الى ان هذا اللقاء يجمع ممثلي جميع الاحزاب في البرلمان، الذين برغم تمايزهم السياسي الا ان لديهم جميعاً موقفاً ايجابيًا موحدًا من لبنان.
 
وقال:" نريد ان نشكركم ونقدر تقديرا عاليا جهودكم لحماية الاستقرار والامن في بلدكم، برغم الحروب المجاورة، وانتم منعتم تسرب العنف الى لبنان" . ولفت الى ان جمهورية ارمينيا لديها ايضا مساهمة متواضعة في حماية الاستقرار والامن في لبنان، من خلال المشاركة في قوات اليونيفيل، معرباً عن اسفه  للأحداث السيئة التي تدور في سوريا، ما ادى ايضاً الى نزوح عدد من السوريين الى  ارمينيا ليس فقط من الارمن."
 
أما بالنسبة الى العلاقات اللبنانية الارمنية، فأكد الرئيس بابلويان انه من المهم جدا التعاون البرلماني بين البلدين. وقد تشكلت لجنة للصداقة اللبنانية الارمنية داخل البرلمان. واشار الى ان فتح خط جوي مباشر بين لبنان وارمينيا رفع بنسبة 80 % عدد اللبنانيين الذين يزورون ارمينيا.
 
 
الرئيس عون
وردّ الرئيس عون معرباً عن سروره لزيارة ارمينيا والتعرف على المسؤولين فيها عن قرب. وقال:"نتمنى لكم دوام النجاح والتقدم، ونستطيع ان نقول اننا اشقاء، لأن في اللبنانيين دم ارمني وفي الارمن اصبح هناك دم لبناني. صحيح اننا متعددون في شعبنا، ولدينا تعدد مذهبي اسلامي ومسيحي، ولكن المسلمين بجميع مذاهبهم والمسيحيين بجميع مذاهبهم ايضا متعايشون بسلام، وحياتنا الاجتماعية والسياسية والوطنية تقوم على احترام حرية المعتقد للآخر وحق الاختلاف والرأي والتعبير عنه بحرية، والتعلق بكياننا الوطني. وقد اعتدنا عبر هذه المبادىء على العيش بهدوء والتفاهم في ما بيننا"، لافتاً الى أن "نظامنا في لبنان هو ديمقراطي برلماني، قائم على المشاركة في الحكم. وبالرغم مما احاط بنا من حروب اغرقت البلاد المجاورة بالدم والنار بقينا بمنأى عنها وهذا لم يمنع الارهابيين من محاولة الدخول الى بلدنا، ولكننا قضينا عليهم، وحققنا الاستقرار والامن في لبنان بالرغم من وجود خلايا نائمة كما في كل البلدان." 
 
وتحدث خلال اللقاء الوزير المشنوق فقال:"إن  لبنانية الطائفة الارمنية هي امر نفتخر به في لبنان،  وابناؤها ليسوا فقط رجال اعمال وصناعيين ومواطنين صالحين بل اكثر من ذلك. طوال تاريخهم كانوا جزءا داعما للدولة اللبنانية في اصعب الاوقات، وهم قيمة مضافة بين اللبنانيين، بسبب استقامتهم وصدقهم".
 
بدوره، اشار النائب بقرادونيان الى أنه سيتم في المجلس النيابي المقبل تشكيل لجنة جديدة لتنشيط العلاقات بين مجلسي نواب البلدين. واشار الى ان الوزير السابق الياس بو صعب اصدر قراراً بإقفال جميع المدارس حين كان وزيرا للتربية في يوم ذكرى الابادة الارمنية. فأوضح الوزير بو صعب ان ذلك جاء بتوجيهات من رئيس الجمهورية.
 
ولفت الوزير الحاج حسن الى ما تم التطرق اليه في المحادثات مع الرئيس الارميني حول تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وقال:"نتمنى ان تشهد العلاقات اللبنانية- الارمينية تطورات ايجابية اكثر في كافة المجالات، ونسجل للبنانيين من اصل ارمني  مساهمات كبرى عبر تاريخ لبنان في الاقتصاد والسياسة."
 
من جهته، أكد الوزير كدانيان ان "العلاقات بين الشعوب تتطور من خلال السياحة، وكوني وزير سياحة لبنان ومن اصول ارمنية، اؤكد ان العلاقات السياحية بين بلدينا ستتطور".
 
كما تحدث عدد من اعضاء الوفد الرسمي الارميني مؤكدين على عمق الصداقة اللبنانية الارمنية، وعلى دور لبنان المهم بالنسبة للشعب الارميني روحيا وثقافيا وسياسيا، وعلى اهمية تطوير العلاقات بين البلدين في كافة المجالات، منوهين بأهمية مساهمة اللبنانيين من اصل ارمني بازدهار لبنان وحياته الاجتماعية.
 
 
السجل الذهبي
وفي ختام جلسة المحادثات الموسعة، دوّن الرئيس عون الكلمة التالية في السجل الذهبي للمجلس:
"احيي الروح الديمقراطية التي تنبض في هذا الصرح، الذي يحفظ قيم الحرية، ويسهر على حقوق الشعب الأرميني. كان لي شرف زيارته اليوم، وشعرت بأن هذه المؤسسة التي تمثل مكونات هذا البلد العريق والصديق، قادرة على صياغة مستقبل مزدهر وواعد، مع الحفاظ على إرث دولة ارمينيا وحضارتها.
أتوجَّه بشكري الى رئيس مجلس النواب السيد آرا بابلويان على حفاوة الاستقبال، واتمنى للشعب الارميني الصديق كل الخير والتوفيق".
ثم ودَّع رئيس الجمهورية مضيفه، وغادر مع الوفد المرافق للمشاركة في غداء عمل مع رئيس مجلس الوزراء الأرميني.
 
 

شارك الخبر على