نتنياهو يقترب من السقوط.. وبداية تصدع داخل «الليكود»

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

شهدت إسرائيل في الساعات الأخيرة العديد من التطورات حول اتهام رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في قضايا فساد، آخرها توقيع مساعد سابق لنتنياهو، اتفاقًا مع النيابة العامة، للشهادة ضد الأخير.

شاهد إثبات

حيث أعلنت الإذاعة الإسرائيلية، أن المدير العام السابق لوزارة الاتصالات شلومو فيلبر وهو مقرب من نتنياهو عينه رئيس الوزراء فى منصب مدير وزارة الإعلام، وقَع بعد منتصف الليلة الماضية والذي تم اعتقاله، صفقة أصبح بموجبها شاهد الحق العام في قضية الفساد الأخرى المنسوبة لنتنياهو والمتعلقة بشركة بيزك للاتصالات".

ووافق "فيلبر" على الشهادة لصالح الدولة في القضية، مما يعطي تطورًا مهمًا قد يُعقِد الأمور بالنسبة لنتنياهو، فيما يواجه مزاعم الفساد المتنامية، حسب موقع "واينت" التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت.

ورجحت الإذاعة أن يبدأ فيلبر الذي كان يعتبر "كاتم أسرار نتنياهو" اليوم بالإدلاء بإفادته أمام محققي الشرطة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"الملف 4000"، والتي تخص علاقات أقامها رئيس الوزراء مع رجال أعمال عندما كان يتولى حقيبة الاتصالات.

وذكرت أنه تم إبعاد فيلبر من وزارة الاتصالات في يوليو الماضي عقب الكشف عن قضية بيزك، كما تم تعليق مهام منصبه مديرًا عامًا للوزارة قبل نحو ثلاثة أشهر.

وبموجب الاتفاق، لن تُفرض على فيلبر عقوبة السجن الفعلي أو عقوبة العمل للصالح العام أو دفع غرامة مالية.

اعتقال مقربين

جاء الاتفاق السابق بعد اعتقال مقربين من نتنياهو، للتحقيق بشبهة الفساد، في قضية "ملف 4000"، كما اعتقلت خمسة موظفين كبار في مجموعة بيزك للاتصالات.

تأتي التوقيفات بعد إعلان الشرطة الأسبوع الماضي أنها أوصت رسميًا القضاء بتوجيه تهم الفساد والاحتيال واستغلال الثقة إلى نتنياهو، في حين أن القرار الآن بيد النائب العام أفيخاى مندلبليت، وقد يستغرق أسابيع أو شهورًا، حسب الموقع العبري.

 

وأضاف "الموقع" انه تم اعتقال نير حيفيتز، وهو متحدث سابق باسم عائلة نتنياهو، بالإضافة إلى شلومو فيلبر، وهو الذي تحول بعد اعتقاله إلى شاهد إثبات في القضية.

أما المعتقلون الآخرون هم شاؤول ايلوفيتش الذى يملك الحصة المسيطرة في شركة بيزك، واثنان من أفراد عائلته ومديران في الشركة.

ورجحت الإذاعة الإسرائيلية أن يتم استجواب نتنياهو في هذه القضية، ونقلت عن مسؤول كبير في سلطة تطبيق القانون، لم تحدد اسمه، قوله: إن "التحقيق تحت طائلة التحذير في هذا الملف مع رئيس الوزراء أصبح مسألة وقت ليس إلا".

وقال المفتش العام للشرطة الإسرائيلية روني ألشيخ خلال مؤتمر رؤساء الجاليات اليهودية في القدس الغربية أمس: إن "الشرطة تقف إلى جانب القانون، وتحافظ على الحياد والمهنية دون أي اعتبارات سياسية سواء من اليسار أو اليمين".

تصدع دعم الليكود

كما شملت العواصف التي يواجهها نتنياهو دعوة من داخل الحزب الحاكم ظهرت للمرة الأولى تطالبه بالتنحي، رغم دعم الحزب له من قبل.

فقد دعا اليوم عضو الكنيست أورين حازان، النائب عن حزب الليكود، نتنياهو إلى التنحي عن منصبه في رئاسة الحكومة والتفرغ لمعالجة كافة ملفات التحقيق.

وقال أورين حازان: "اجلس مع المستشار الإعلامي للحكومة، أفيحاي ماندلبليت، واتخذ قرارات صائبة، وعلى الحكومة أن تختار قائمًا بالأعمال لرئاسة الحكومة على أن يكون من الليكود".

وأضاف "حازان" "هناك آخرون يفكرون مثلي في حزب الليكود ولكنهم يصمتون، لقد أبلغت نتنياهو في الماضي أنهم في حزب الليكود يعدون حكومة بديلة لحكومته، وأعتقد أن الوضع هو كذلك اليوم أيضًا".

يأتي هذا المطلب على ضوء ما تم تداوله أمس من اقتراح تقدم به أحد المقربين لنتنياهو، للقاضية هيلا غارستيل، بأن يتم تعيينها مستشارة قضائية للحكومة مقابل التعهد بإغلاق ملف التحقيق ضد عقيلة رئيس الحكومة، حسبما نقل الموقع التابع لقناة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية.

وانتهزت المعارضة الإسرائيلية الفرصة لتؤكد أن كل هذه التطورات ستقود إلى سقوط نتنياهو وحكومته، ودعا رئيس حزب العمل آفي غاباي، أعضاء حزبه للاستعداد لانتخابات مبكرة يرى أنها وشيكة.

غير ملزم بالاستقالة

في المقابل، أعرب عضو الكنيست ميكي زوهر، وهو نائب برلماني عن حزب الليكود، عن دعمه لرئيس الحكومة وتطرق إلى دعوة النائب حازان بقوله: "ما الذي يعنيه أورين حازان من قرارات رئيس الحكومة؟ علينا ألا ننسى أنه النائب الوحيد الذي يتعرض باستمرار لكل أعضاء الليكود"، معتبرًا أن نتنياهو غير ملزم بالاستقالة من منصبه حتى لو قرر المستشار القضائي للحكومة أن يوجه له تهمة التورط في قضية فساد.

واعتبرت مصادر داخل إسرائيل، أن الدعوة التي يقودها النائب (حازان) هي بداية لتصدع علني داخل الليكود بين من يتمسكون بدعم رئيس الوزراء والتشكيك في مصداقة جهات التحقيق وبين من بدأوا النظر إلى الأمور بواقعية لا سيما مع توقيع كاتم أسرار نتنياهو فيبلر على اتفاق مع النيابة بالأمس ليصبح شاهد إثبات في قضية "ملف 4000".

ماذا بعد؟

بعد أن أصبح رحيل نتنياهو يلوح في الأفق، تساءل الكاتب الفلسطيني بلال ظاهر خلال مقال حمل عنوان "نتنياهو سيرحل، ماذا بعد؟" بموقع "عرب 48"، حيث قال "رحيل نتنياهو بات مرجحًا، ولابد من التعامل مع سؤال هام: من سيخلف نتنياهو؟ "الاحتمال الضئيل هو أن يصل إلى سدة الحكم مرشح من معسكر الوسط، أي رئيس حزب "ييش عتيد"، يائر لبيد، أو رئيس حزب العمل، آفي غباي.. رغم أن ثمة احتمال أن يحصل "ييش عتيد" على عدد مقاعد كبير في انتخابات الكنيست المقبلة ، إلا أن احتمال نجاح "لبيد" بتشكيل حكومة ضئيل للغاية، لأن أحزاب الوسط وحدها لا تستطيع تشكيل حكومة".

وأوضح ظاهر أن الاحتمال الواقعي الأرجح هو استمرار اليمين في الحكم بل بقاء الليكود حزبًا حاكمًا، لكنه ما زال من الصعب في هذه المرحلة معرفة هوية خليفة نتنياهو.

واختتم الكاتب الفلسطيني "رحيل نتنياهو لن يغير سياسات إسرائيل، بل يتوقع تشديد هذه السياسات، خاصة أن جميع المرشحين لخلافته، ساعر وكاتس وغيرهما، يؤمنون بأفكار ومواقف الصهيونية الدينية الاستيطانية اليمينية المتطرفة".

ويتولى نتنياهو السلطة منذ أكثر من 11 عاما، وقد يقترب من ديفد بن غوريون مؤسس دولة إسرائيل الذي بقي في الحكم 13 عامًا إذا أكمل ولايته الحالية حتى نهايتها في نوفمبر 2019.

شارك الخبر على