هو نعم.. أحمد الذي تعرفونه..

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

لميس ضيفبعد أن رسب "أحمد" قرّر أن يُغيّر لون حجرته إيماناً منه بأن هذا اللون قد يفتح شهيته للدراسة، وانتهى الأمر به لتغيير لون حجرته 100 مرة خلال السنوات الثلاث التي رسب فيها. بعدها قرّر المعلمون دفعه لاجتياز المرحلة الثانوية بعد أن أصبح أكبر ممّا يجب. لذا فقد تحصّل على نسبة 48% ولكنهم رفعوها لـ50% ليعتبر ناجحا ويتخرّج.بنسبة 50% لم يكن ليتمكّن من دخول أية جامعة أو كلية، ووصل أهله لمرحلة اليأس بعد أن حيّرهم فشل هذا الشاب. وذات يوم، كانت العائلة تفترش صحيفة عندما قرأت الأم بسعادة غامرة إعلاناً يقول بأن المعهد العالي للفنون المسرحية قد فتح باب القبول للطلبة من غير قيد أو شرط متعلق بالمجموع وهكذا تغيّرت حياة أحمد للأبد.أحمد الذي نتكلّم عنه هو شخص تعرفونه جميعا. إنه الفنان المصري الكوميدي أحمد حلمي، الذي كتب اسمه سريعا بين نجوم الفن العربي. ورغم أني -شخصيا- غير معنية أو معجبة بالفن الذي يقدّمه، ولا بالكوميديا العربية عامةً التي تتسم بالسطحية والسذاجة، إلا أن هذا لا ينفي أنه شخص ناجح. وقصته تلك التي رواها بلسانه دليل شاخص أن العبرة بالنهايات، وأن كثيرا ممن نراهم اليوم ونحسبهم في قوائم الفاشلين والمتخلّفين عن أقرانهم قد يكونون ذا شأن يوماً، وقد تتفجّر مواهبه في مساقات لم نتوقعها أو نخطط لها يوما.يجب أن تكون تلك السطور مواساة لكثير من الأمهات القلقات، اللواتي لا يعرفن كيف سيمضي أبناؤهن في هذه الحياة شديدة التنافسية، سيما أنهن لا يتلمسن في أبنائهن الألمعية والجدية والحصافة التي تتمنّى كل أم أن تجدها في أبنائها.لي قريبة كانت تجد أنَّ تعلُّق طفلها الصغير في المطبخ وحبه للعب بالعجين والطحين أمرا لطيفا ومحببا. فلما شبَّ عن الطوق ووجدت أن قناة "فتافيت" هي محطته الأثيرة بدأت تقلق، وتعاظم قلقها عندما أصرّ على دراسة الطبخ في لبنان مهشِّما حلمها الكلاسيكي بأن يكون مهندسا أو طبيبا. استسلمت لواقعها بحزن، وها هو ابنها اليوم شيف مرموق يحظى بعروض من كبريات الفنادق ويفوق دخله أنداده بمراحل.للنجاح ألف طريق.. وله ألف لون.. فلا تيأس من نفسك ولا ممّن حولك ومعك.. فقد تكون قصة نجاح تنتظر دورها لتُشرق للناس.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على