حكايات المطربين مع الأفراح الشعبية.. «حكيم غنى على عربية كارو»

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

الأفراح الشعبية هي الخطوة الأولى التي بدأها معظم نجوم الطرب في رحلة كفاحهم بمجال الغناء، فخلالها تعلموا منها الكثير من الخبرات، ومنها انتشرت أسماءهم وتلقفتهم أيادي المكتشفين والمنتجين، الذين وضعوهم في دائرة الشهرة عن طريق إنتاج الألبومات، وتنظيم الحفلات الجماهيرية، وبفضل موهبتهم وحب الجمهور لهم وصلوا إلى النجومية التي طالما حلموا بها، وهناك أمثلة كثيرة غنائية كثيرة، استطاعوا أن يتفوقوا حتى تخطت شهرتهم الإقليم العربي، ووصلوا إلى العالمية مثل شيرين عبد الوهاب وحكيم.

سعد الصغير
رحلة كفاح مريرة عاشها المطرب الشعبي سعد الصغير، منذ أن كان طبالًا في الأفراح الشعبية يتقاضى ١٥ جنيهًا في الليلة الواحدة، مرورًا بانتحال شخصية مطرب آخر مشهور يدعى «ضياء» من أجل أن يرفع أجره من ٣٠ إلى ٦٠ جنيهًا، حتى حصل على أعلى راتب له في هذه الفترة، وهو ٨٠٠٠ جنيه من المنتج أحمد السبكي نظير عمله في فيلم «لخمة راس»، وهو المبلغ الذي عمل من أجله -في فترة سابقة- لمدة عامين من أجل شراء «تاكسي» ليعمل عليه، إذ ذكر الصغير، خلال لقائه مع الإعلامية ريهام سعيد في برنامج «صبايا الخير»، المذاع على قناة «النهار» في يناير الماضي، أنه عانى كثيرًا في بداية حياته المهنية حتى وصل لما هو فيه الآن.

بوسي
عشقت بوسي الغناء منذ صغرها، وعند بلوغها سن ١٥ عاما، قررت خوض أول تجربة لها، وبعد مرور عام كانت لها شهرة واسعة في مدن الزقازيق وميت غمر والمنصورة وطنطا والإسكندرية، حتى انتقلت بعد ذلك للغناء في القاهرة من خلال كباريهات شارع الهرم، وقالت بوسي خلال لقائها مع برنامج «الحياة حلوة»، الذي أذيع على قناة «الحياة» في يونيو ٢٠١٥: «فرقة حسام أبو السعود كانت أول فرقة أشتغل فيها، وأول فلوس أخدتها كانت ٢٥ جنيه، وما كنش عندي وقت أصرفه من ضغط الشغل، والفلوس كانت بتتحوش لوحدها، وبعد كدا كنت بصرفهم على اللبس، وبعد سنة كنت بغني لوحدي من غير ما أكون في فرقة معينة»، مضيفة: «أنا مش بحب فترة غنائى في شارع الهرم، ولو أقدر أمحيها من حياتي كنت عملت».

وخلال لقاء آخر مع برنامج «معكم»، أذيع على قناة CBC، في سبتمبر ٢٠١٦ قالت بوسي: «خبرتي في غناء الأفراح ساعدتني كتير في العمل في شارع الهرم، وعلى الرغم من إنه مكان مش كويس إلا أني اكتسبت خبرة كويسة منه، وعرفت أقرا الناس».

حكيم
من خلال شارع محمد على عرف حكيم عالم الاحتراف الغنائي، الذي كان مقره مقاهي هذا الشارع، حيث يوجد المطربون والعازفون ومتعهدو الحفلات، فكان يجد نفسه كل ليلة ضمن فرقة موسيقية جديدة تحيي فرحًا شعبيًا في مكان ما، وهو ما أكسبه خبرة غنائية كبيرة جعلت الملحن حميد الشاعري يثق فيه، ويمنحه أول فرصة نحو النجومية.

وروى حكيم مشواره الفني خلال لقائه ببرنامج «كل يوم» على قناة ON E في حلقة أذيعت بشهر مايو الماضي: «القهاوي اللي موجودة في شارع محمد علي هي اللي علمتني المزيكا بجد، كنت كل يوم في مكان ومع فرقة مختلفين تمامًا، غنيت على عربية كارو ومقطورات السيارات، لحد لما وصلت دلوقتي لمسارح فرنسا»، مشيرًا: «في الأفراح دي كنت ساعات بقف على عربية كارو أو مقطورة عربية نقل وأغني للناس».

محمد فؤاد
أما فؤش ابن منطقة عين شمس فقد بدأ حبه للغناء في مرحلة مبكرة من حياته، فقد كان مشهورا بين أصدقائه بغنائه لعبد الحليم حافظ وعبد الغني السيد والمطرب العالمي ديمس روسيس، الذي بسببه أطلق أصدقاؤه عليه لقب محمد فاراوي، وكان الفنان عزت أبو عوف صاحب فضل عليه كبير عندما منحه فرصة الغناء معه داخل فرقة (الفور إم) والتي حقق من خلالها فؤش نجاحًا كبيرًا مكنه فيما بعد من التعاقد مع شركة صوت الفن لإنتاج ألبوماته.

وكغيره من المطربين بدأ فؤش حياته الغنائية من خلال الغناء في الأفراح الشعبية، ومن أبرز المواقف التي تعرض لها في هذه الفترة هو هجوم الصعايدة عليه في أحد الأفراح اعتقادًا منهم بأنه يسخر بهم مما دفعه للهرب، ففي أغسطس 2015، روى محمد قصة ضربه في أحد الأفراح الشعبية خلال لقائه مع برنامج «صاحبة السعادة»، المذاع على قناة CBC، قائلا: «جاتني دعوة لإحياء فرح شعبي في عين شمس وكان كل الحاضرين صعايدة، وأنا ساعتها كنت في أولى إعدادي، وأول لما طلعت على المسرح غنيت أغنية أجنبية محدش فاهم منها حاجة، وسمعت كلمة (faraway) على إنها فراولة، واعتبروها تريقة عليهم، فضربونا بالنبوة، وأنا جريت منهم أول لما شوفت صحبي انضرب في دماغه».

حمادة هلال

في يناير 2018، تحدث حمادة عن بداياته الفنية في شارع محمد علي خلال لقائه ببرنامج «لايف من الدوبلكس»، المذاع على قناة CBC، قائلًا: «اللي اكتشفني هو الملحن حسن قشقش، هو شافني في أكتر من فرح كنت بغني فيه في شارع محمد علي، الراجل ده جالي في وقت كنت زهقت فيه من المنتجين، كل ما أبويا يوديني لمنتج يقوله: (صوته هيتخن بعدين ومانعرفش هيبقى حلو ولا)، وبعد كده قررت إني مش هعمل ألبومات، وهغني في الأفراح بس، لحد ما قابلت الأستاذ حسن».

واستكمل هلال، حديثه، قائلًا: «الملحن حسن قشقش هو اللي عرفني على حميد الشاعري، اللي ساعدني ووزع ليا أغنيتين بس»، وعن لجوئه إلى غناء الكلمات الحزينة في بداية مشواره الغنائي، قال: «كنت شايف إنه اتجاه حلو ومختلف، وماشي مع كل سن».

شيرين عبد الوهاب
التحقت شيرين بإحدى فرق دار الأوبرا المصرية أثناء دراستها بمعهد الموسيقى العربية، لكن ظروف عائلتها المادية دفعتها إلى مخالفة قوانين دار الأوبرا، التي تحرم على مطربيها الغناء خارج أسوارها، والغناء في الأفراح الشعبية، وهو ما ساعدها على الانتشار الفني، وذكرت شيرين خلال لقائها مع برنامج «صاحبة السعادة»، المذاع على قناة CBC، أن جيرانها لعبوا دورًا كبيرًا في دخولها مجال الغناء، موضحة: «ما كنش فيه فرح يتعمل في المنطقة إلا ويطلعوني أغني فيه».

 

شارك الخبر على