الفلسطينيون.. «كبش فداء» لفساد نتنياهو

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

"الفلسطينيون هم من سيدفعون ثمن اتهامات نتنياهو بالفساد".. هكذا بدأ موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريره مشيرًا إلى إعلان الشرطة الإسرائيلية عن تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في قضيتي فساد.

وأضاف "الموقع" أن الوضع الفلسطيني ازداد سوءًا خاصة بعد الزلزال السياسي الذي أثارته توصية الشرطة الإسرائيلية بتوجيه تهم فساد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأوضح أن هذه الاتهامات ستدفع نتنياهو إلى الاعتماد على قاعدته الشعبية "الجناح اليميني والمستوطنون"، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الفلسطينيين هم من يدفعون الثمن.

وتابع "ميدل إيست" بأن الفلسطينيين كانوا دائمًا يعيشون في صراع بين انتمائهم إلى العرب وانتماءاتهم كفلسطينيين، فالعرب ينتمون إلى دولة ضخمة، قوية وثرية، أما الفلسطينيون فضعفاء وعاجزون.

ووفقًا للموقع البريطاني، "لقد شهدنا مؤخرًا مئة سنة على صدور إعلان بلفور (نوفمبر 1917) الذي يعتبر في التسلسل الزمني الفلسطيني بداية الصراع بين فلسطين وإسرائيل، وطوال هذا القرن، سعى الفلسطينيون باستمرار إلى الحصول على مساعدة العالم العربي في كفاحهم ضد إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى الدخول في الكثير من الحروب، لكن جميع هذه المحاولات فشلت".

أما في الوقت الحالي، فإذا حاولت فلسطين اللجوء إلى مساعدة الدول العربية، فالوضع سيكون مختلفا، فعلى سبيل المثال: وفي ظل هذه الظروف، إذا طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساعدة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن إقامة الإسرائيليين 50 وحدة سكنية أخرى في مستوطنة "معاليه أدوميم"، فضلا عن قيامهم بعمليات طرد وهدم منازل عشرات العائلات الفلسطينية، سيكون رد الفعل أن الرئيس أبو مازن قد فقد عقله، بحسب الموقع.

ففي ظل مواجهة مصر مشكلات عشرات الملايين، يخبر أبو مازن الرئيس السيسي عن بعض المتنزهات المتنقلة في بعض المستوطنات.. تلك هي المشكلات التي يواجهها الفلسطينيون؟.. هكذا تساءل موقع "ميدل إيست آي"، ساخرًا من الموقف.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التعاون العسكري والاستخباراتي في الوقت الحالي بين إسرائيل ومصر يعتبر أفضل من أي وقت مضى.

وتتشابه الأمور أيضًا بين إسرائيل والأردن، حيث يواجه الملك عبد الله، مشكلات اقتصادية مع مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، فضلا عن وقف المسلحين الإسلاميين على الحدود مع سوريا والعراق، ويعتبر التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل وعمان في هذا الأمر حقيقة راسخة ومعروفة، وفقًا لـ"ميدل إيست".

وهناك أيضًا تعاون سياسي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات، فإسرائيل، والسعوديون ودول الخليج لديهم عدو مشترك: إيران، لذلك، تم تشكيل تحالف استراتيجي بين إسرائيل والدول العربية السنية ضد إيران الشيعية.. كل ذلك تحت رعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي نهاية المطاف، ليس لدى الفلسطينيين أي آفاق في الشرق الأوسط، ولن يساعدهم أي بلد عربي، وحكومة نتنياهو تعلم جيدًا هذا الأمر، لذلك يمكنهم أن يفعلوا ما يشاؤون بشأن الفلسطينيين، وهكذا تواصل الحكومة الإسرائيلية اليمينية بناء وتطوير مستوطنات الضفة الغربية.

وأشار الموقع إلى وضع الفلسطينيين اليوم، قائلًا: إنه "يعتبر أسوأ مما كان عليه منذ فترة طويلة، حيث أصبح مجتمعًا غارقًا في الفقر، ويخضع للقاعدة الجزئية للسلطة الفلسطينية التي أصبحت قواتها الأمنية إلى حد كبير متعاونة مع إسرائيل".

واختتم موقع "ميدل إيست آي" بالقول: إن "نتنياهو ينظر إلى توصية الشرطة بتوجيه الاتهام إليه بقضايا فساد على أنها محاولة سياسية أخرى من قبل اليسار للإطاحة به".

ومن ثم، فإن الخوف الكبير هو أن الوضع الحالي سيدفعه إلى أبعد من ذلك، فقد يتخذ إجراءات تصعيدية، وخطوات جديدة ضد الفلسطينيين وأعدائه من حزب اليسار، وبالتالي، فإن تهديد وجود نتنياهو في السلطة، سيجعل الفلسطينيين واليسار الليبرالي في إسرائيل يتحملون الثمن.

يذكر أن آلاف الإسرائيليين، تظاهروا أمس الجمعة، وسط مدينة تل أبيب، مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتقديم استقالته على خلفية قضايا الفساد ضده.

وطالب المتظاهرون، المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، بتسريع الإجراءات لإصدار قراره حول تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو، وعدم المماطلة في هذه المهمة.

شارك الخبر على