هل تصبح روسيا بديلة لأمريكا في مفاوضات السلام؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

جاء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس بمثابة رصاصة الرحمة لدور بلاده في عملية السلام، فقد مثل الإعلان عدوانًا سافرًا على حقوق الشعب الفلسطينى، مما دفع الرئيس الفلسطيني للإعلان عن إنهاء دور الولايات المتحدة في علمية السلام.

"مضيعة للوقت" هكذا وصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن فلسطين تسعى للبحث عن طرف محايد غير أمريكا، لرعاية المفاوضات.

وأضاف المالكي في مقابلة مع فضائية "روسيا اليوم" في موسكو، أننا "مستعدون لعقد مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في منطقة محايدة مثل موسكو أو سوتشي".

من جانبها نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن دبلوماسي إسرائيلي، قوله: إن "الفلسطينيين يأملون في أن تلعب روسيا دورًا أكبر في محادثات السلام مع الإسرائيليين".

تصريحات الدبلوماسي الإسرائيلي جاءت في الوقت الذي يزور فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس موسكو من أجل تقديم خطة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتضمن "حرمان الولايات المتحدة من احتكار الدبلوماسية" وفقًا لما أشارت إليه صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" الروسية.

بينما أشار موقع "يورو نيوز" إلى أن الرئيس عباس يراهن على أن موسكو من الممكن أن تلعب دورًا محوريا في عملية السلام في الشرق الأوسط.

وأضاف الموقع أن اختيار "أبو مازن" لروسيا لتكون لاعبًا رئيسيا في المفاوضات، جان نتيجة ثقلها الدولي، حيث تعد عضوة في مجلس الأمن الدولي واللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام.

كما أن التنسيق بين عباس وبوتين لم ينقطع، قبل وبعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في 6 ديسمبر الماضي.

وبالنسبة لبوتين من الممكن أن يقبل هذا الدور، حيث يطمح هو الآخر فى أن يلعب دورًا محوريا في حل مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

أما ألكسندر شوميلين الباحث في مركز تحليل النزاعات في الشرق الأوسط فقد أكد أن "عباس" يسعى من خلال الزيارة إلى التأكد مجددا من دعم روسيا حليفة الفلسطينيين القديمة والحيلولة دون تمكن نتنياهو من إقناع موسكو بالحياد عن خطها، وفقًا لـ"يورو نيوز".

كان نتنياهو قد زار روسيا في 29 يناير الماضي، وحضر مراسم تكريم ضحايا الحقبة النازية في متحف اليهودية بموسكو برفقة بوتين.

ونقلت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" عن تاتيانا نوسينكو، الباحثة في مركز دراسة إسرائيل بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية قولها: إنه "من الصعب القول إلى أي درجة، روسيا مستعدة للانخراط في حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني".

وأضافت "لدي شكوك كبيرة حول هذا الموضوع، فالجانب الروسي يقوم بالفعل بالكثير في سوريا، ومن غير المرجح أن تقبل دولة مثل إسرائيل وساطة كاملة من أي طرف آخر، باستثناء الطرف الأمريكي".

وفي محاولة من ترامب لإنقاذ الدور الأمريكي في المنطقة أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي أبلغه فيها أن الوقت قد حان للعمل على اتفاق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

اتصال ترامب بنظيره الروسي، هو دليل على تخوف الإدارة الأمريكية من فقدان ثقلها في الشرق الأوسط، نظرًا للدور الروسى في المنطقة.

 

شارك الخبر على