بين الترحيل والإبقاء.. «دواعش الغرب» مشكلة تؤرق دول التحالف

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

بات التعامل مع عناصر تنظيم "داعش" الأجانب مشكلة تؤرق دول التحالف الدولي في مناطق الصراع بسوريا والعراق.

فلم يتوصل وزراء دفاع "14" دولة من البلدان المشاركة في التحالف الدولي ضد "داعش"، خلال الاجتماع الذي عقد أمس في روما ، إلى تسوية مسألة "الدواعش" الأجانب المحتجزين في سوريا وتحديد مصيرهم.

احتجاز المئات

وتطالب الولايات المتحدة بعدم إبقاء هؤلاء العناصر محتجزين في سوريا بسبب الوضع الأمني غير المستقر في هذا البلد، وخوفاً من أن يتمكنوا من الإفلات والعودة إلى حمل السلاح ، وتفضل واشنطن أن يقوم كل بلد بمحاكمة "الدواعش" من حملة جنسيته.

وفي ختام اجتماع روما، قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن "قوات سوريا الديمقراطية" تحتجز "المئات" من عناصر داعش الأجانب، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وأضاف ماتيس "أساس المشكلة أننا لا نريد أن نراهم مجدداً في شوارع أنقرة أو تونس أو باريس أو بروكسل أو كوالالمبور أو نيودلهي أو كابول والرياض"، مضيفاً "إنها مشكلة دولية ولابد من حل لها يشارك في وضعه كل المعنيين بها".

وذكر ماتيس "أن البقاء مكتوفي الأيدي ليس خياراً"، رافضا الرد على سؤال حول إمكانية نقل المحتجزين الأجانب إلى قاعدة جوانتانامو.

وهذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها فتح ملف محاكمة الدواعش الأجانب فى بلادهم وليس سجون العراق وسوريا، فقد سبق مناقشة هذا الأمر على مدار السنوات الماضية خصوصا فى الفترة التى منيت بها هزائم متعددة، وتم أسر عدد كبير من مقاتليها، فعلى سبيل المثال عندما انهارت داعش فى الرقة السورية العام الماضي، بدأت ظاهرة عودة المقاتلين الأجانب إلى بلادهم.

خطط التعامل

يأتي ذلك في الوقت الذي تبحث وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) خطط التعامل مع عدد هائل من مسلحي تنظيم "داعش” الإرهابي في سوريا بعد أن أسرتهم فصائل مدعومة من الولايات المتحدة.

وصرحت كاثي ويلبارغر، المسؤولة عن الأمن الدولي في وزارة الدفاع الأمريكية حسبما نقلت وكالة "رويترز" بأن الولايات المتحدة ترغب في إعادة المقاتلين الأجانب إلى بلادهم لمحاكمتهم.

وأوضحت ويلبارغر "نعمل مع التحالف حول مسألة المقاتلين الأجانب المعتقلين، ونتوقع أن يعود هؤلاء المعتقلون إلى بلدانهم التي يتعين عليها التكفل بأمرهم".

فيما أكد مسؤولون أمريكيون إن قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف فصائل تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية، أسرت اثنين من أربعة متشددين يعرفون باسم "البيتلز" بسبب تحدثهم بالإنجليزية.

وأوضح مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع بريطانيا بشأن ما يتعين فعله معهما، لكن لا توجد خطط في الوقت الراهن لترحيلهما إلى الولايات المتحدة أو معتقل جوانتانامو ، وذلك حسبما نقلت "رويترز".

"قنبلة موقوتة"

وأحد الخيارات التي جرى بحثها هو نقل المتشددين المحتجزين إلى بلدانهم الأصلية لمقاضاتهم لكن الاقتراح لم يلق قبولا يذكر من قبل الحلفاء الغربيين.

إلا أن العديد من الدول رفضت استعادة "الدواعش" الذين يحملون جنسياتها خصوصاً الذين يحملون جنسيتين على غرار إلكسندا كوتي والشافعي الشيخ اللذين اشتهرا لانتمائهما إلى مجموعة عرفت باسم "البيتلز" وكانت مسؤولة عن قتل وذبح عدد من الرهائن الأجانب.

وترفض لندن تسلم كوتي والشيخ المسؤولين عن قتل نحو (20) رهينة من الغربيين بينهم الصحافي الأميركي جيمس فولي الذي قطع رأسه عام 2012.

ويأتي رفض الدول لاستقبال عناصر التنظيم ، حسبما يرى خبراء أن هناك مخاوف لدى بعض الدول أن عودة "الدواعش" الأجانب إلى بلدانهم ربما يشكلون قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت.

عدة جنسيات

وذكرت دراسة أعدها مركز الدراسات الألماني "فيريل"، أن عدد المقاتلين الذين يحملون جنسيات أوروبية وأمريكية بلغ 21500، وأن عدد العائدين منهم إلى دولهم بلغ 8500 شخص.

وقدرت دراسة أخرى عدد العائدين الدواعش على النحو التالي: أقل من 100 إلى كل من البوسنة والدنمارك والنمسا، وحوالي 100 إلى السويد ونحو 200 إلى ألمانيا و250 إلى فرنسا و350 إلى بريطانيا.

ويبلغ عدد الأتراك الذين التحقوا بتنظيم داعش 25800 تركي، قتل منهم 5760، وبلغ عدد المفقودين منهم 380 شخصا، في حين تقدر دراسات أخرى عددهم بحوالي 2200 شخصا فقط، عاد منهم قرابة 600 شخص.

أما عدد الشيشان الذين التحقوا بالتنظيم فيصل إلى 21 ألف شخص، قتل منهم 5230 شخصا، فيما بلغ عدد المفقودين 1920 مفقودا.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على