انطلاق فعاليات ملتقى الشارقة للحرف التقليدية

حوالي ٦ سنوات فى بنا

الشارقة في 14 فبراير / بنا / افتتح الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث صباح اليوم النسخة الحادية عشرة من ملتقى الشارقة للحرف التقليدية الذي ينظمه المعهد، بمشاركة فرق ووفود وباحثين من دولة الامارات ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت وسلطنة عُمان. وقام المسلم والحضور بجولة في معرض ملتقى الشارقة للحرف التقليدية، كما اطلعوا على السوق التراثي للفخار، وتابعوا أداءً لافتاً ومميزاً لفرقة إسماعيل دواس للفنون الشعبية البحرينية، حيث قدمت الفرقة فن الفجري الذي لاقى تفاعلاً من قبل الزوار.
وفي كلمة الافتتاح اكد المسلم، ان الملتقى يأتي في دورته الحادية عشر تحت عنوان "صناعات الفخار في الخليج، للفخار حكاية" لما مثلته هذه الحرفة من ضرورة اقتصادية واجتماعية لمجتمع الإمارات التقليدي خاصة، ولمجتمعات الخليج والجزيرة بشكل عام، فهي تعبر عن طبيعة المعارف والمهارات والحرف التقليدية، التي كانت تمارسها تلك المجتمعات ولا تزال، وذلك لتلبية احتياجاتها المختلفة من الأواني والمقتنيات الضرورية للحياة المعيشية.
وتابع المسلم: "كما كل الملتقيات التي قام المعهد بتنظيمها في هذا الإطار كان الحرص منصباً على صون الحرف التقليدية وتأصيلها، وذلك بالدعم المادي والمعنوي لأنماط الحرف التقليدية، وابراز دورها بهدف الحفاظ على خصائص الثقافة المحلية وتطوير استخداماتها، ومن جانب آخر تناولها بالدراسة والتوثيق، وتشجيع الحرفيين وتدريبهم والارتقاء بمهاراتهم وتحسين أحوالهم المعيشية، كما أن لملتقانا هذا العام جانبين أحدهما نظري علمي تستعرض فيه تاريخ الحرفة وأهميتها في حياة الشعوب ومختلف المعارف التقليدية المرتبطة بها، والآخر عملي تطبيقي يعرض فيه نماذج حية من حرفة الفخار، ومعرضاً متخصصاً لمقتنيات هذه الحرفة، يشارك فيها عدد من الحرفيين من مختلف دول منطقة الخليج العربي".
بعد ذلك اقيمت ندوة علمية تحدث في الجلسة الأولى منها الباحث عبد الله عبد الرحمن، وتناول الفخار في الذاكرة الشفاهية لأهل الإمارات، والباحثة في التراث فاطمة المغني، التي تناولت المرأة الإماراتية – الفخار إرث وجمال، وأدار الجلسة الدكتور محمد يوسف.
أما في الجلسة الثانية، فتحدث فيها كل من الدكتور محمد يوسف، وتناول تشكيل الفخار، والباحث خالد حسين صالح، الذي تناول الفخار في الشارقة خلال العصور القديمة، والباحث في معهد الشارقة للتراث، عزيز رزنارة، الذي تحدث عن أهمية التكوين في تطوير الحرف التقليدية، وأدار الجلسة الدكتور سالم البحري.
ثم بدأت فعالية سوق الفخار واحد، بمشاركة محترفين من السعودية والكويت وسلطنة عُمان ودولة الإمارات، حيث عرض كل جناح بعض مما لديه من منتجات فخارية، كالأواني والأدوات بمختلف استخداماتها، سواء ما تعلق منها بحفظ الطعام أو صناعة الطعام فيه، أو حفظ المياه، وهي أدوات ومنتجات بأحجام وأشكال مختلفة مليئة باللمسات الإبداعية والجمالية.
وسيكون عشاق الحرف التقليدية والمهتمين والمعنيين وزوار المعهد، على موعد مع تشكيلة أخرى من الفعاليات والبرامج في اليوم الثاني والأخير من ملتقى الشارقة للحرف التقليدية الحادي عشر، من بينها ورش عديدة، كما تستمر الندوة العلمية من خلال جلستين غداً الخميس، حيث يتحدث في الجلسة الدكتور سالم البحري، حول حرفة الفخار في عمان بين الماضي والحاضر، والباحث خالد السندي، الذي سيتناول صناعة الفخار – التقنيات والمخرجات، قرية عالي نموذجا، والباحث أحمد المشني، الذي يتناول صناعة الفخار في سلطنة عمان، محافظة ظفار نموذجاً، ويدير الجلسة الدكتور حمد بن صراي.
ويشارك في الجلسة الرابعة والأخيرة، الباحث أحمد الطنيجي، حيث يتحدث عن حرفة الفخار في جبل حقيل، فيما سيتناول الدكتور حمد بن صراي، الرموز في المقتنيات الفخارية ودلالتها التاريخية والثقافية، ويدير الجلسة الباحث خالد السندي، ويلي ذلك تكريم المشاركين في الندوة.
ويأتي الملتقى في نسخة هذا العام ليؤكد على أن الفخار كصناعة عريقة وقديمة جداً مليئة بالحكايات والقصص والحياة التي تقطر إبداعاً وتحفظ تاريخاً عريقاً، وهذه الحرفة وما تزخر به من حكايات تستحق الرعاية والحماية والحفظ والتقدير، ويركز الملتقى على الاحتفاء بالحرف والصناعات التقليدية الإماراتية، كما يوفر فرصة لعرض التجارب والمشاريع التي تبنتها الإمارات في توثيق وإبراز الحرف والصناعات الشعبية الإماراتية.
ويستقبل مركز التراث العربي ورش عدة، من بينها ورشة تلوين الفخار، من تنظيم وتنفيذ قسم المعارض في معهد الشارقة للتراث، وورشة خزف، تنظيم وتنفيذ مدرسة جمانة بنت أبي طالب، وورشة فخار من تنظيم وتنفيذ مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
ويهدف الملتقى إلى المساهمة في تنمية الحرف والصناعات اليدوية بشكل دائم، وكذلك هو الحال في دعم الأفراد والجهات في مجال الحرف، ونقل الخبرات والتجارب والمهارات وتفاعلها، ونقلها إلى الأجيال القادمة، فنهج دولة الإمارات في موضوع الحرف التقليدية عموماً، وإمارة الشارقة خصوصاً، نهج راسخ ومهم وداعم لديمومة هذا النمط الإنتاجي لما مثلته هذه الحرف من ضرورة اقتصادية واجتماعية لمجتمع الإمارات بصفة خاصة ومجتمعات الخليج عامة، كما أن صناعة الفخار تعتبر مهنة يدوية تراثية مهمة يحتفى بها وذلك بهدف المحافظة عليها من الزوال.

من: عبدالله الريس

ن.ع/ع ع

بنا 1233 جمت 14/02/2018

شارك الخبر على