أسرار الزيارة المفاجئة لوفد «حماس» للقاهرة

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

لم تمض ساعات قليلة على إعلان القوات المسلحة بدء عملية عسكرية موسعة تحت مسمى «سيناء 2018» لتطهير أرض الفيروز من الجماعات والعناصر الإرهابية والتكفيرية المتطرفة، حتى أعلنت حركة حماس بشكل مفاجئ عن زيارة وفد لها القاهرة برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس -الذي يزور مصر للمرة الثانية بعد انتخابه رئيسا- وهو ما فتح الباب للعديد من التساؤلات حول ما إذا كانت زيارة الوفد فى ذلك التوقيت من أجل التنسيق المشترك مع الجانب المصري فيما يتعلق بالعملية العسكرية "سيناء 2018" أم للرد على القرار الأمريكي بوضع هنية على لائحة الإرهاب، أم استكمال بنود المصالحة بعد تعثرها.

قال نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، إن زيارة وفد حماس القاهرة بشكل مفاجئ ترجع لعدة أسباب رئيسية، أبرزها التأكيد على رغبة مصر فى رفض القرار الأمريكي بوضع إسماعيل هنية على لائحة الإرهاب، وهو بمثابة رد دبلوماسي مصري على القرار الصادر، وهو ما ظهر جليا فى ترأس هنية وفد الحركة أثناء زيارته مصر.

ويضيف شعث فى تصريحاته لـ«التحرير»: تعثر بنود المصالحة الفلسطينية بين وفدي الحركة سبب رئيسي فى حضور الوفد، خاصة فيما يتعلق بتمكين الحكومة فيما يتعلق بعدم قدرتها حتى اللحظة الراهنة على تسلم أموال الجباية والضرائب التى يجب جبايتها من قبل المؤسسات الرسمية الحكومية، إضافة إلى أزمة ملف الموظفين الذين عينتهم حماس أثناء سيطرتها على غزة بما يشكل عائقا أمام توحيد المؤسسات الرسمية الفلسطينية.

وأردف: زيارة الوفد تأتي أيضا لبحث التطورات الأخيرة على الصعيد الأمني والإقليمي فيما يتعلق بالنواحي الأمنية على الحدود مع سيناء، والذي يتطلب وجود تنسيق مشترك لتأمين الحدود المصرية الفلسطينية المشتركة منعا لدخول وخروج الجماعات الإرهابية من مصر إلى غزة والعكس، وهى مسألة فى غاية الخطورة والأهمية حاليا لا سيما فى ظل سماع العديد من الأقاويل عن وجود صفقة قرن تهدد الحقوق التاريخية لأبناء الشعب الفلسطيني.

فيما قال قيادي بحركة فتح -طلب عدم الإفصاح عن اسمه- إن أهداف زيارة وفد حركة حماس القاهرة غير مُعلنة حتى الآن، موضحا أن عدم وجود وفد من حركة فتح بالقاهرة يؤكد أن المحادثات تتعلق بشيء آخر بخلاف الحديث عن المصالحة.

وتابع فى تصريحاته لـ«التحرير»: المصالحة بين حماس وفتح متعثرة حاليا بسبب رفض الأولى إتمام الاتفاق بتمكين الحكومة فى ملفات الجباية والأمن وتمكين الوزارات، مستطردا: "حماس ترفض كافة الخيارات الجادة للتصالح".

وحاولت «التحرير» التواصل مع عدد من قيادات وفد حركة حماس بالقاهرة، إلا أنها لم تستطع التوصل لأحد أعضاء الوفد.

كان وفد من حركة حماس، برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى للحركة، قد توجه إلى القاهرة الجمعة الماضية، فى زيارة تستغرق عدة أيام، التقى خلالها مع المسئولين المصريين من أجل بحث استكمال تنفيذ اتفاق المصالحة.

وقال الناطق باسم حركة (حماس)، فوزى برهوم، إن وفد حماس، الذى يترأسه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى للحركة، يضم فى عضويته كلا من الدكتور خليل الحية، وروحى مشتهى، وفتحى حماد، غادر غزة متوجها إلى القاهرة للقاء المسئولين المصريين.

وأضاف أن هذه الزيارة تأتى ضمن ترتيبات مسبقة، وفى إطار جهود الحركة للتشاور مع مصر للتخفيف عن أهل قطاع غزة واستكمال تنفيذ اتفاق المصالحة على أساس اتفاقى 2011 و2017، وأن الزيارة تأتى أيضا ضمن الجهود التى تبذلها الحركة لحماية القضية الفلسطينية ومواجهة القرار الأمريكى الأخير بشأن القدس ومواجهة الاستيطان.

شارك الخبر على