على هامش توزيع جائزة جلالته للثقافة والفنون والآداب الفائزون جائزة جلالة السلطان وسام فخر

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط - خالد عرابياحتفل مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، التابع لديوان البلاط السلطاني مؤخراً بتكريم الفائزين بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، في دورتها السادسة، ومنحهم وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب.. جاء ذلك خلال الحفل الذي أقيم مؤخراً خصيصاً لهذه المناسبة بنادي الواحات برعاية معالي د. راوية بنت سعود البوسعيدية، وزيرة التعليم العالي، وبحضور معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي، وزير ديوان البلاط السلطاني، ورئيس مجلس أمناء الجائزة، كما حضر الحفل لفيف من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى السلطنة وعدد من الإعلاميين من داخل وخارج السلطنة.وكان قد أعلن في وقت سابق عن الفائزين بالجائزة، حيث فاز بها في فرع «الثقافة» الذي كان في «الدراسات الاقتصادية» المفكر المصري د.جلال الدين أحمد أمين. فيما فاز بفرع «الآداب» وكان في «النقد الأدبي» الكاتب والأكاديمي السعودي د. سعد بن عبدالرحمن البازعي، فيما حجب فرع «الفنون» كان الذي كان عن «التصميم المعماري»، ولذا فقد جاء هذا الحفل لتكريم الفائزين وتسليم الجائزة وفِي نفس الوقت للإعلان عن الدورة المقبلة (السابعة) والتي ستكون مخصصة للعمانيين فقط، حيث إنه من المعلوم أن الجائزة تقام بشكل سنوي ولكن سنة تكون مخصصة للعمانيين وفِي التالية تكون للعرب وهكذا.وفِي تصريحات خاصة لـ»الشبيبة» عقب حفل تسلم الجائزة، أشاد د. جلال أمين، بمعايير الجائزة قائلا: «مما لا شك فيه أن معايير عالية جداً وضوابط وضعتها وطبقتها الجائزة والدليل على ذلك أنني كواحد من الفائزين بالجائزة، لم أعلم بترشحي ولَم أعرف بالفوز إلا عند إعلانه وفوجئت بها كما فوجئ غيري من الناس، مما يعنى مدى السرية والمصداقية في الجائزة.وأضاف أمين قائلا: «إن هذه الجائزة هي أكثر الجوائز التي أسعدتني على الإطلاق وذلك لكونها على المستوى العربي، كما أنها من بلد عزيز على قلبي وأحمل له الكثير من الحب والتقدير، ألا وهو سلطنة عملن، علاوة على اقترانها باسم عزيز وله جل الاحترام والتقدير في الوطن العربي، بل في العالم ألا وهو جلالة السلطان قابوس، لذا فأنا اعتبر هذا التكريم من المحطات المهمة في مسيرتي».أما د.سعد البازعي فصرح لـ»الشبيبة» قائلا: «لا شك أن لمثل هذه الجوائز أهمية كبرى في الاهتمام بالثقافة والآداب والفنون وغيرها من المجالات، كما أن فوزي بهذه الجائزة يعني في المقام الأول مدى ما توليه السلطنة لاهتمام بتلك المجالات ليس على مستوى السلطنة فحسب وإنما على مستوى وطننا العربي، بل وأنها دولة تقدر وتدعم المساهمين في هذه المجالات».وأضاف د.البازعي قائلا: «هذه الجائزة تعني الكثير خاصة وأنها تحمل اسم جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- كمـــا أنها تحمـــل اسم سلطنة عمان، هــذا الاســـم المشرق والمشرف الذي نفتخر به في كل أنحاء الخليج والجزيرة العربية.وأردف البازعي قائلا: «ومما لا شك فيه أن الجوائز تعني لمن يفوز بها الكثير، ولكن إذا كانت ذات بعد ثقافي أو فكري فهي تحمل دلالات أكثر خاصة إن كانت تقديرية، فهي تتضمن التقدير لما سبق تقديمه من جهود، وتقدير من المجتمع والثقافة لمن قدم إسهاما يستحق الاعتراف بأهميته أو أثره. وبالنسبة لي فهذه الجائزة تتويج لجهود دامت سنوات، وشخصيا لم أتوقع تتويجا بهذا الحجم.وأشاد د.البازعي بالحراك الثقافي العُماني عامة حيث قال بأن السلطنة تشهد حراكاً ثقافياً متميزاً ضمن الأسرة الخليجية والعربية وأنا قريب منه واعرف الكثير من الكتاب والأدباء والمبدعين العمانيين وقد كتبت عنها ولذلك أدرك قيمة المنجز الإبداعي العُماني، وأدرك قيمة المفكرين والمبدعين العمانيين لأنني كثيرا ما التقيهم في المنتديات كما أدرك تقدير الكثيرين لهم كما نتطلع إلى المزيد.وقد أعلنت معالي د.راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي عن مجالات الجائزة في الدورة القادمة والمخصصة للعمانيين فقط. وحددت مجالات الجائزة في الدورة المقبلة لتكون حول «دراسات التراث الثقافي غير المادي» عن مجال الثقافة، و «الأفلام القصيرة» عن مجال الفنون، و «الشعر الشعبي» عن مجال الآداب.. كما شهد الحفل أيضا تقديم فرقة «أمواج» العمانية لعدد من المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية والعمانية الراقية والرائعة التي أبهرت الحضور، وعكست كيف أن للفنون عامة دوراً كبيراً في الرقي بالشعوب والمجتمعات.وأكد الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، حبيب الريامي في كلمته خلال حفل التكريم على أن نسبة الإقبال على المشاركة في هذه الدورة كانت جيدة إلى حد كبير، ووقد انعكس ذلك من خلال الأسماء التي تقدمت لهذه الدورة، ولكن ما زال التطلع إلى مشاركات أكثر ثراء كما ونوعا هو مطلب أصيل لدى المركز.وقال الريامي خلال كلمته بأن مجموع المتقدمين للتنافس على الجائزة في هذه الدورة قد بلغ 76 متنافساً منهم 26 مترشحاً في الدراسات الاقتصادية، وكان ذروة هذه الأعمال هو ما فاز بها د. جلال أمين، بينما تقدم 28 مترشحاً في النقد الأدبي، و22 مترشحاً في التصميم المعماري. مشيرا إلى أن عدم فوز أحد بهذا الفرع ليس فيه إنقاصاً من قيمة من تقدموا ولكن رأت لجنة التحكيم أن الجائزة تغلبت على نفسها، وأن تلك الأعمال لم تصل إلى مستوى الجائزة ولذا فقد حجبت.وعن حجب الجائزة في فرع الفنون لهذا العام قال عضو لجنة تحكيم الجائزة المهندس سلطان بن حمدون الحارثي: «جاء قرار لجنة التحكيم بهذا القرار من منطلق المسؤولية العلمية والالتزام بتحقيق الأهداف الأساسية للجائزة، وحماية مستواها المرموق وأهميتها السامية».وأضاف قائلا: «لقد كانت بعض الأعمال جيدة ولكنها لم ترتق لمستوى متطلبات الجائزة ومعاييرها العالية، فبعض منها عبارة عن دراسات ورسومات تجريبية، وأخرى مشاريع لا ترتقي في مجملها إلى نتاج معماري استثنائي في تأثيره على محيطه الإنساني بأكثر من حاجته الوظيفية».

شارك الخبر على