قراءة في ترشيح البشير صراع من داخل الصندوق

أكثر من ٦ سنوات فى الراكوبة

(1) علي غير العادة بدأت حمي الانتخابات السودانية هذه المرة مبكراً ، الجديد فيها ان طلقة البداية لم تكن كالمعتاد من المعارضة تحت دعاوي التزوير ، والمناخ غير الملائم ، وإستغلال إمكانيات السلطة ، هذه المرة تصاعدت التصريحات من داخل الصندوق الحزبي الأبرز في المشهد السياسي السوداني ، طفحت صفحات التواصل الإجتماعي والصحف اليومية بتصريحات متضاربة تحكي عن معركة التيارات المتعددة التي تعتمل في جسد الحزب الحاكم ، بعضها مع ترشيح الرئيس البشير وهو ما لا يتسق مع التشريعات الدستورية التي تنظم الحياة العامة ، وبعضها مع ترجل الرئيس عن صهوة جواده الذي تعب من رهق المسير وأصبح عبئاً علي محبيه وخصومه ، والجياد التي تعجز عن المسير مصيرها عند مسلخ ألفريد سموندز كما في مزرعة الحيوانات لجورج أورويل .

(2) من الأشياء اللافتة للانتباه والمثيرة للتعجب ان التيارات المتصارعة داخل صفوف المؤتمر الوطني كلها تعتقد ان الرئيس يعبرعن قلقها وأنه في كفتها الراجحة حتي مقال دكتور امين حسن عمر بالامس يقول بذلك ، والرئيس حتي اليوم يجلس بذكاء سلطوي موروث ، متفرجاً علي صراع هذه التيارات ، لم تصدر منه أي اشارات مؤكدة تدل علي زهده في الترشيح ، او حتي رغبته في الترشيح ، كل ما صدر عنه عبارات حمالة أوجه ، التيار المؤيد لترشيحه فهم منها ان الدستور عقبة في طريق التجديد له ، والتيار الاخر الرافض فهم ان الرئيس زاهد في الترشيح .

(3)هناك بعض الإشارات التي لا يمكن تغافلها ولا تحتاج الي عناء في البحث والتدبر ، قبل شهور قليلة نشب صراع بين والي ولاية الجزيرة ايلا وبين المجلس التشريعي الذي يسيطر عليه الحزب الحاكم ، انتهت المعركة بإنتصار الرئيس للجهاز التنفيذي ممثلاً في الوالي بخرق دستوري فاضح ، ووجه الرئيس ضربة قوية للجهاز التنظيمي والحزبي ، وكان يمكن له ان يتخذ من السياسات ما يجنبه الدخول في هذه المتاهة ، لكنه كان متعمداً إظهار استخفافه بالكيان الحزبي الذي يتزعمه ، وقبل ذلك تظهر التعديلا --- أكثر

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على