«علاقات عُمان» يبرز دور السلطنة التاريخي

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

الكويت - سعيد الهاشمياختُتمت صباح الأمس، أعمال المؤتمر الدولي السادس علاقات عُمان بدول المحيط الهنـــدي والخليج خلال الفترة من القـــرن السابع عشــــر إلـــى القـــرن التاسع عشر، برعايـــة أمين عـــام المجلس الوطني للثقافة والفنــــون والآداب بالكويت سعادة المهندس علـــي حسيـــن اليوحه، والذي أقيم بدولـــة الكويت الشقيقة، ونظّمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بحضور رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة د.حمد بن محمد الضوياني، فيما يستمر المعرض المصاحب له في استقبال زواره حتى 16 ديسمبر الجاري.وقال مدير عام المديرية العامة للبحث وتداول الوثائق بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية د.جمعة بن خليفة البوسعيدي في كلمة له خلال حفل اختتام المؤتمر: تُعدّ هذه التظاهرة العلمية استمراراً وامتداداً لرؤية هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالسلطنة واهتمامها الدؤوب بإقامة مثل هذه المؤتمرات الدولية على غرار ما تم إنجازه في كل من تركيا وزنجبار وبوروندي وفرنسا وجمهورية القمر المتحدة.توصيات المؤتمروأضاف البوسعيدي: يندرج هذا المؤتمر في سياق إبراز الدور الحضاري والتاريخي للسلطنة عبر العصور التاريخية، وبعد ثلاثة أيام من البحث والحوار البنّاء، يوصي المشاركون في فعاليات هذا المؤتمر الدولي بما يلي: إصدار ونشر البحوث العلمية التي قُدِّمت في المؤتمر الدولي السادس، وإجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول علاقات دول الخليج والمحيط الهندي خلال الفترة إلى ما قبل القرن السابع عشر، وإنشاء مركز علمي يُعنى بدراسة علاقات دول الخليج ودول المحيط الهندي، ودراسة الهجرات من دول الخليج إلى دول المحيط الهندي والهجرات المعاكسة من الهند إلى دول الخليج، وأيضاً الاهتمام بالتاريخ الشفوي لما يمثله في إثراء المعلومات التاريخية ذات العلاقة بين دول الخليج ودول المحيط الهندي، وتشجيع الباحثين إلى التنوع في المصادر والمراجع الوثائقية العربية والانجليزية والفرنسية والفارسية والبرتغالية والعثمانية والهندية والروسية واللغات الأخرى للكشف عن طبيعة علاقات دول الخليج ودول المحيط الهندي، وكذلك إدراج موضوعات في المناهج دراسية تتناول علاقات دول الخليج ودول المحيط الهندي على مر العصور ضمن برامج التدريس بالمؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها ومستوياتها، وتوجيه طلاب الدراسات العليا والباحثين لإعداد البحوث العلمية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه التي تتناول علاقات دول الخليج ودول المحيط الهندي.تأكيد على التسامحوذكر البوسعيدي أنه من ضمن التوصيات إصدار مجلة علمية مُحكمة متخصصة في تاريخ العلاقات بين الدول الخليج والمحيط الهندي في مختلف المجالات العلمية والحضارية، وعقد المؤتمرات والندوات التي تدعو إلى التمازج والاندماج بين دول الخليج ودول المحيط الهندي، والدعوة إلى تحقيق الأمن والسلام والتعايش السلمي وإرساء مبادئ وقيم التسامح والعيش المشترك ونبذ مظاهر الغلو والتطرف، وأيضاً الحاجة إلى مزيد من الدراسات الأكاديمية غير المنحازة التي تبيّن دور العُمانيين في منطقة الخليج ودول المحيط الهندي، وكذلك تعميق البحث العلمي وتحري الموضوعية والدقة بالرجوع إلى المراجع العربية وليس الأجنبية فقط في إعداد الدراسات والبحوث، وتعدّ الوثائق والآثار أهم الأسس اللازمة في التمحيص ونفي الشبهات والمبالغات، وتشجيع التنقيب والبحث عن الآثار والمحافظة عليها، وترميمها، حيث إنها تعدّ مصدراً مكملاً للوثائق والمخطوطات في توثيق المعلومات التاريخية والحضارية، والحث على عقد المزيد من هــذه المؤتمرات الدولية الهادفة لتبادل التجارب والخبرات بين المؤسســات العلمية والعلميـــة والثقافية بين عُمان والكويت ودول الخليج والمحيط الهندي، والحرص والتأكيد على اعتماد الجانب العلمي والموضوعي باعتباره مكوناً من مكونات التحديث والتطوير لإنشاء بنك معلومات خاص بالعلاقات العُمانية ودول الخليج والمحيط الهندي بالتعاون مع الجهات العلمية المختصة في تلك الدول، والتأكيد على أهمية التعاون بين الجامعات في سلطنة عُمان ودولة الكويت ودول الخليج والمحيط الهندي، والعناية بالتراث العربي والإسلامي في دول الخليج والمحيط الهندي من خلال تعزيز الدراسات التاريخية بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، وزيادة التبادل الثقافي بين المراكز والهيئات العلمية في دول الخليج ودول المحيط الهندي من خلال تبادل النتائج العلمية، والعناية بالعلوم الإنسانية والتراث والفنون في دول الخليج والمحيط الهندي لما يعكسه من جذور تاريخية وحضارية، تشجيع التنقيب وصيانة الآثار التاريخية في دول الخليج والمحيط الهندي، وتوجيه طلاب الدراسات العليا بالجامعات العُمانية والعربية لدراسة تاريخ العلاقات دول الخليج والمحيط الهندي.وختم البوسعيدي كلمته قائلاً: يرفع المشاركون أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- على مباركته السامية الكريمة وعلى عنايته ورعايته واهتمامه بالبحث العلمي على المستويين المحلي والعالمي وبالتراث والثقافة والتاريخ والحضارة ودعمه المتواصل للنهوض بهما والمحافظة عليهما، ويتوجه المشاركون في هذا المؤتمر بالتحية والإجلال والتقدير لأمير دولة الكويت حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه.تأكيد على النجاحوألقى الشيخ د.عبدالله بن علي آل خليفة من مملكة البحرين كلمة المشاركين قال فيها: إن من دواعي سرورنا أن أقف أمامكم بالأصالة عن نفسي ونيابة عن جميع الباحثين والمدعوين من خليجيين وإخوان وأخوات من الوطن العربي والدول الصديقة، كما نشكر هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان على الجهد الكبير الذي بذلوه من أجل إنجاح هذا المؤتمر المهم والذي سلّط ضوء كبير على علاقات عُمان بدول المحيط الهندي والخليج العربي خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى التاسع عشر وتداولنا فيه الآراء ووجهات النظر وقد أنار بصيرتنا عن أمورٍ كانت خافية عن تاريخ هذا البلد الحبيب علينا وشملت 45 ورقة عمل معمقة في الجوانب السياسية والجغرافية السكانية والاقتصادية الاجتماعية والأدبية اللغوية والثقافية والوثائق والمخطوطات والآثار من 15 دولة عربية وأجنبية على مدار ثلاثة أيام.وأضاف آل خليفة: نهنئ أنفسنا وإخواننا في عُمان على نجاح المؤتمر السادس التي تقيمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وهذا ليس بالغريب على إنجازات السلطنة وهذا النجاح لم يتم لولا الاهتمام من قِبل القائمين على إدارة الهيئة وبدعم من كوكبة من الشباب العُماني الإناث والذكور والذين كانوا بمثابة خلية نحل من العمل الدؤوب من التحضيرات للمؤتمر حتى هذه الساعة وهذا ليس بالغريب على هؤلاء العُمانيين فهم أحفاد الجيل الذي حفر بأنامله تاريخ عُمان التليد، ولا يفوتني في هذا المقام أن نشكر دولة الكويت الحبيبة لاستضافتها هذا المؤتمر مع برودة الطقس إلا أننا شعرنا بدفء وحرارة حفاوتهم واستقبالهم لنا والشكر موصول للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومركز الشيخ جابر الثقافي لحسن تنظيمهم وإنجاح هذه الفعالية فهنيئاً لنا جميعاً كدُول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وكدول عربية وصديقة على إنجاح هذا المؤتمر.جانب من الجلساتعقدت الجلسة الأولى برئاسة د.سعيد بن محمد الهاشمي من جامعة السلطان قابوس وافتُتحت بورقة عمل لإسماعيل بن أحمد الزدجالي من ديوان البلاط السلطاني حول نشاط ميناء مسقط في مجال التبادل التجاري والثقافي بين موانئ الخليج وموانئ المحيط الهندي قال فيها: شكّل ميناء مسقط حلقة الوصل بين موانئ الخليج وموانئ المحيط الهندي منذ أقدم العصور، فمنه انطلقت بضائع الجزيرة العربية كاللؤلؤ والخيول العربية واللبان والتمور لتصل إلى موانئ ليموريك (Limurik) وتارجازابراوش (Targazabroush) ومها بهارات (Mahabharat) وغيرها من الموانئ الواقعة على المحيط الهندي، وإليه وصلت بضائع الشرق كالصندل والعاج والأخشاب والأحجار الكريمة لتتم إعادة تصديرها إلى العديد من موانئ الخليج، وبفضل التجّار الذين انطلقوا من ميناء مسقط قاصدين موانئ المحيط الهندي حدث نوع من التواصل الحضاري بين قاطني تلك الموانئ وسكان الجزيرة العربية، وظهرت العديد من التأثيرات الثقافية المتبادلة بين الطرفين، فكان لميناء مسقط الدور الريادي في نشاط التبادل التجاري والثقافي بين موانئ الخليج وموانئ المحيط الهندي.وأضاف الزدجالي: تنقسم الدراسة إلى قسمين، يستعرض القسم الأول دور ميناء مسقط في حركة التبادل التجاري بين موانئ الخليج وموانئ المحيط الهندي منذ القدم، مع التركيز على النشاط الذي شهده خلال الفترة من القرن السابع عشر وحتى القرن العشرين، ومدى تأثير الأوضاع السياسية المحلية والمتغيّرات الدولية على ازدهار ميناء مسقط في مجال التبادل التجاري بين المنطقتين فيما عُرف بتجارة العبور (الترانزيت) خاصة بعد ظهور الملاحة البخارية التي حوّلت ميناء مسقط إلى مركز تصل إليه صادرات العديد من المناطق والبلدان بما فيها البضائع الواردة من موانئ المحيط الهندي، لتتم إعادة توزيعها إلى موانئ الخليج العربي. بينما يتناول القسم الثاني ما نتج عن التبادل التجاري من تفاعل ثقافي أدى إلى وجود العديد من القواسم الثقافية المشتركة بين شعوب الخليج العربي وشعوب حوض المحيط الهندي.بعدها قدّمت الباحثة والمعلمة في التاريخ بدولة الكويت آلاء بنت وليد بن محمد المنصور ورقة عمل حول العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الكويت وعُمان. تلقي هذه الدراسة الضوء على العلاقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الكويت وعُمان في الفترة من 1841م ولغاية 1939م، حيث تتطرّق الدراسة إلى التأثير الاقتصادي المتبادل بين كل من الكويت وعُمان، ومن ثم التعرّف على شكل العلاقة السياسية بين الكويت وعُمان متمثلة في السلطات السياسية سواء قبل حكم أسرة آل بوسعيد ثم أثناء حكم أسرة آل بوسعيد ومدى تأثير هذه العلاقة على عمليات التبادل التجاري بين الكويت وعُمان.وقالت آلاء المنصور: لقد ترسّخت العلاقة الاقتصادية بين الكويت وعُمان من خلال حركة التجارة البحرية بينهما، كما كان للعامل الجغرافي أثر واضح على طبيعة العلاقات الكويتية العُمانية المتمثلة في العادات والتقاليد بالإضافة إلى المؤثرات الاجتماعية التي انتقلت إلى الكويت من خلال علاقتها بعُمان ومدى تشابه الحياة الاجتماعية بين كل من الكويت وعُمان.وقدّم أ.د.الميزوري العروسي من الجمهورية التونسية ورقة عمل حول دور سلطنة عُمان الاستراتيجيّ في إشاعة السّلم والنّهضة الحضاريّة في المحيط الهنديّ والخليج العربيّ في القرنين السّابع عشر والتّاسع عشر للميلاد قال فيها: استطاعت عُمان خلال فترة التمدّد الاستعماريّ الأوروبيّ في منطقة المحيط الهنديّ والبلاد العربيّة بما فيها منطقة الخليج خلال الفترة الممتدّة ما بين القرنين السّابع عشر والتّاسع عشر للميلاد أن تبلغ حدود السّاحل الشّرقيّ للقارّة الأفريقية (زنجبار وما حولها) وتفتح أبواب التّبادل الاقتصاديّ والثّقافيّ المباشر بين مناطق الخليج العربيّ والمحيط الهنديّ والقارّة الأفريقية وبقيّة بلدان العالم.

شارك الخبر على