في المؤتمر الدولي السادس بالكويت «عُمان تاريخٌ يحكي»

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

الكويت - سعيد الهاشمييختتم اليوم المؤتمر الدولي السادس «علاقات عُمان بدول المحيط الهندي والخليج خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر»، أعماله والذي يعقد خلال الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر تحت رعاية سامية من حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وبحضور نائب وزير شؤون الديوان الأميري معالي الشيخ علي جراح صباح الصباح، والذي تستضيفه دولة الكويت الشقيقة، و تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بحضور رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة د. حمد بن محمد الضوياني، وذلك بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.وفيما تختتم اليوم أعمال المؤتمر يستمر المعرض الوثائقي باستقبال زواره حتى 16 من ديسمبر الجاري.تشارك في المؤتمر الدولي الذي يستمر ثلاثة أيام نخبة من الأساتذة والباحثين والمثقفين يمثلون 15 دولة مختلفة، يناقشون خلالها 45 ورقة عمل تناقش خمسة محاور رئيسية، وإلى جانب الشخصيات الدولية، تشارك نخبة من المتحدثين المحليين في المؤتمر.أوراق العملوقدّمت يوم أمس في اليوم الثاني للمؤتمر عدة أوراق عمل مهمة حيث قدّم مدير دائرة البحوث والدراسات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية د.عبدالعزيز بن زاهر الخروصي ورقة عمل حول الصراع البرتغالي العُماني في السواحل الهندية والمحيط الهندي خلال منتصف القرن السابع عشر وحتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، وقال: إنّ المتأمل لسير العمليات الاستعمارية البرتغالية ضد عُمان وسواحل الهند سيجد أنها مترابطة وترنو لهدف واحد وهو السيطرة على طرق التجارة والملاحة الدولية التي تربط بين الشرق والغرب، وشملت احتلال عدد من مناطق النفوذ العُمانية في أجزاء واسعة من المحيط الهندي والمتمثلة في الجزر والمراكز التجارية والسكانية في سواحل شرق أفريقيا، كزنجبار ومالندي وباتا ومافيا ولامو وممباسا وغيرها، وصولاً إلى احتلال مدن ومراكز على الساحل العُماني.وأضاف الخروصي: بعد قيام دولة اليعاربة في عُمان في سنة 1624م على يد الإمام ناصر بن مُرشد، الذي عمل على توحيد كلمة العُمانيين وتجميع قواهم ولمِّ صفوفهم، أثمر ذلك تحريراً للبلاد من براثن الاستعمار البرتغالي، ولم يكتفِ العُمانيون بتحرير السواحل والمدن العُمانية الواقعة تحت الاحتلال البرتغالي، إنّما عملوا على نجدة إخوانهم في شرق أفريقيا، وتقديم العون لأهالي المناطق الساحلية الهندية، وبلغ الصراع البرتغالي العُماني أوجّه خلال الفترة الممتدة من منتصف القرن السابع عشر وحتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، إذ شهدت هذه الفترة أيضاً سقوط المعاقل والحصون البرتغالية في أيدي العُمانيين وعودة المدن والمراكز الساحلية وإضافة مراكز ومناطق أخرى إلى السّيادة العُمانية.أمّا الباعث الأساس في اختيار الباحث لهذا الموضوع، فإنّما يُعزى إلى طبيعة الصراع الذي قام بين البرتغاليين والعُمانيين، وملابسات هذا الصراع وأسبابه وتطوراته، والأدوار التي قامت بها الأطراف الخارجية الأخرى في تأجيجه، وتكمن أهمية الدراسة، والتي ستعتمد على المنهج التحليلي، في أنّها ستتناول حالة الصراع البرتغالي العُماني في السواحل الهندية والمحيط الهندي في منتصف القرن السابع عشر وإلى أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، وأبعاده العسكرية وآثاره الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. هذا فضلاً عن النتائج السياسية لهذا الصراع المتمثلة في انحدار للنفوذ البرتغالي وصعود للدور العُماني في سواحل المحيط الهندي.وشارك الكاتب والصحفي من دولة البحرين محمد عبدالله العلي في ورقة عمل حول إبراز وتحليل دور عُمان وموقعها الجغرافي وصلات الجوار في القرنين السابع عشر والثامن عشر وتتضمن مُقدِّمة عن مدخل تاريخي حول قدرة العُمانيين على التواصل مع الجوار القريب والبعيد عبر الممرات البحرية، والتجارة التي كانوا يعقدونها مع تحديد رقعة عُمان الجغرافية واستعراض أهمية موقع عُمان ودورها ابتداءً من القرن السابع عشر ولغاية القرن التاسع عشر في المحيط الهندي والجوار، ويتكون البحث من أربعة أجزاء، يتناول الجزء الأول الموقع الجغرافي لعُمان ولكن ليس من خلال القراءة التقليدية بل من خلال نظرية السير هالفورد ماكيندر حول الأقاليم الهامشية الأربعة ثم استعراض رؤية ألفريد ثاير ماهان حول تأثير القوّة البحرية على التاريخ، وإسقاط ذلك على عُمان وموقعها الجغرافي وكيف استطاعت من خلاله أن تقيم لنفسها مكانة خاصة في عموم آسيا الموسمية بل والعالم القديم وصولاً للعصر الفضي خلال القرن السادس عشر وما تلاه. أما الجزء الثاني فهو يتناول الأهمية الاستراتيجية لجغرافيا عُمان في الجنوب من خط الاستواء بالخلاء المائي في نصف الكرة الجنوبي، وتحولها إلى الرافِعة الأمضى عبر نظرية الارتكاز العمودي لحوض الإقليم. بينما يتضمن الجزء الثالث ثلاثة مباحث، الأول يستعرض أحداث ما بعد العام 1370م وانهيار دولة الفيجياناجاريين على أيدي الموريين في الهند مروراً بصعود دول المالابار والكجراتيون ليصل ذلك للمبحث الثاني وهو صعود اليعاربة في عُمان ودورهم خلال 117 عاماً وكيفية تواصلهم مع العالم. والمبحث الثالث يتناول حقبة دولة البوسعيد وتحديداً دور السلطان سعيد بن سلطان. والجزء الرابع والأخير يتناول البحر والسيوسولوجيا العُمانية وكيف أن جماعات الصيد وجامعي المحاصيل القديمة والعيش على السواحل تميل إلى التجانس والانسجام الثقافي مع عرض شهادات لربابنة غربيين زاروا مسقط خلال القرون الثلاثة الفائتة وأدلوا بشهاداتهم حول شخصية الإنسان العُماني.وشارك الباحث في تراث حضرموت محمد علي عبدالرحمن باهارون في ورقة عمل حول العلاقات الملاحية والمعرفية بين حضرموت وعُمان في القرن التاسع عشر الميلادي تحدّث فيها عن توثق العلاقات الحضارية بين بلدان جنوب الجزيرة العربية عبر الملاحة والتجارة البحرية الشراعية التي كانت نشطة بين موانئها عبر عصور التاريخ المختلفة. وتربط حضرموت وعُمان علاقات ملاحية وتجارية ومعرفية وثقافية واجتماعية وطيدة توثقت بين شعبيها الشقيقين عبر القرون. وتشهد كتب التاريخ والتراجم بذلك التواصل والتبادل الثقافي العلمي وبالتحديد في مجالي الملاحة والمعارف البحرية، فقد برز أبناؤهما في هذين المجالين بروزاً باهراً وبالتحديد أبناء ميناءي صور العُماني والحامي الحضرمي، وقد ارتبط أبناء الميناءين بعلاقات حميمة جديرة بالدراسة، وما تداوله الحضارمة لرحمانيات ربابنة صور، كالخضوري والغيلاني والظاهري، في ميناء الحامي إلا دليل على تلك العلاقة التاريخية الوطيدة، وسنتحدث عن ذلك بالتفصيل في هذه الدراسة التي تهدف إلى إبراز التراث الملاحي المعرفي لربابنة عُمان وحضرموت، من خلال مراسلاتهم ومدوناتهم مرشداتهم البحرية النادرة التي يحتفظ الباحث في مكتبته الخاصة ببعض من ذلك الإرث الحضاري المجيد.وقدّم المدرّس بقسم التاريخ في جامعة عين شمس بمصر د.محمود عبدالله محمد سعد ورقة عمل حول تجارة عُمان مع المحيط الهندي والخليج العربي 1868-1891، وهذه الورقة تسلط الضوء على تجارة عُمان مع موانئ المحيط الهندي والخليج العربي خلال الفترة الزمنية المذكورة أعلاه، وفيها تتناول أهم السلع التي كانت تنتجها عُمان وتصدرها للخارج، وأهم الطرق التي يسلكها التجّار إلى الساحل. كما تتناول أهم الموانئ التي تخرج منها السفن العُمانية والتي ترسو فيها في أرجاء الخليج العربي والمحيط الهندي، ومواسم الرحلات التجارية، مع تبيان أنواع الواردات التي تلج الموانئ العُمانية من دول المحيط الهندي والخليج العربي. كما تلقي الضوء أيضاً على رحلات التجّار الهنود إلى عُمان، وأهم الوكالات التجارية التي كانوا يمتلكونها في مدنها الساحلية، وفيها أيضاً تبيّن نمط تجارة عُمان مع الموانئ الفارسية، استيراداً وتصديراً. وفي عرض سريع تعرج الدراسة على رحلات العُمانيين إلى بعض الموانئ اليمنية، وتبيان حجم الأرباح التي كانت تُجنى من وراء ذلك، مع عقد مقارنات بالنسب والأرقام بين حجم التعامل التجاري بين عُمان وهذه الدول، وكيف كانت الأحداث السياسية تؤثر سلباً على بعض الدول وإيجاباً على البعض الأخر، لاسيما فترة الاضطراب السياسي التي سادت عُمان أثناء صعود الإمام عزان بن قيس إلى السلطة وسقوطه.وتحدّث أستاذ مساعد بقسم التاريخ في جامعة الملك سعود بالرياض في ورقته حول تجارة السلاح في الخليج العربي كنموذج من التواصل الاجتماعي، إذ تعدّ التجارة في الخليج العربي من وسائل التواصل الاجتماعي، وتتطرّق هذه الورقة إلى دراسة تجارة السلاح وأثرها في التواصل الاجتماعي، من خلال العلاقات التجارية التي بُنيت بين التجّار الخليجيين، والتواصل بينهم والتبادل التجاري، بين تجّار الكويت ومسقط، وتجّار نجد ومسقط، وتجّار قطر ومسقط، وتجّار البحرين ومسقط، وأبرز العائلات التجارية في تلك المناطق، من خلال ما رصدته الوثائق المحلية والعثمانية والبريطانية والألمانية والفرنسية والروسية.ركن المخطوطاتومن جانبه قال رئيس قسم الوثائق بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعود بن حارب البوسعيدي في تصريح لوسائل الإعلام: يتناول ركن المخطوطات العديد من المواضيع المختلفة منها في الجانب الفقهي والتاريخي والأدبي واللغوي وعلوم البحار والفلك وغيرها من المعارف والعلوم.وأضاف البوسعيدي: قامت الهيئة بعرض أكثر من عشرين مخطوطاً ومن أبرز هذه المخطوطات ديوان السلطان سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني والذي يعود إلى القرن السادس عشر وهو من أقدم المعروضات في ركن المخطوطات وكذلك ديوان أبو مسلم البهلاني وهو مخطوط فيه قصائد متعلقة بتقديس الذات الإلهية وكذلك مخطوط إتحاف المريد بجوهرة التوحيد للشيخ عبدالسلام بن إبراهيم المالكي القاني والذي يعود إلى القرن السابع عشر وهو مخطوط في أصول الفقه الإسلامي، وكذلك مخطوط كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة وهو مخطوط تناول أحداثاً تاريخية مختلفة الحقب والأزمان.

شارك الخبر على