«علاقات عُمان» يستقرئ مضامين السلطنة الحضارية

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

الكويت - سعيد الهاشميقال رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة د.حمد بن محمد الضوياني: «إن استحضار الماضي هو لاستمرارية العلاقة المتينة واستمرارية التواصل البنَّاء، وتتميز السلطنة بعلاقاتها الواسعة والمتينة والمتأصلة منذ القدم بينها وبين مختلف الدول، وهي تعدّ مكتسبات ينبغي الحفاظ عليها نتيجة لمصداقية هذه العلاقة في التعاون والتواصل، فقد بنيت العلاقات المتينة بين دول المحيط الهندي والخليج والسلطنة على مدار عقود فائتة».وأضاف الضوياني في تصريح خاص لـ «الشبيبة»: «المبادئ التي تقوم عليها السياسة الحالية هي مبادئ ثابتة منذ القدم، مبنية على أسس من المحبة والسلام».جاء ذلك على هامش المؤتمر الدولي السادس «علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر»، والمعرض الوثائقي الذي بدأت أعماله صباح أمس تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وبحضور نائب وزير شؤون الديوان الأميري معالي الشيخ علي جراح صباح الصباح، والذي تستضيفه دولة الكويت الشقيقة، وتنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بحضور رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة د.حمد بن محمد الضوياني، وذلك بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.ويأتي تنفيذ المؤتمر بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ويعقد خلال الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر، فيما يستمر المعرض الـــــوثائقي في استقبال زواره حتى 16 ديسمبر الجاري، ويشارك في المؤتمر الدولي نخبة من الأساتذة والباحثين والمثقفين يمثلون 15 دولة مختلفة، يناقشون 45 ورقة عمل تتناول خمسة محاور رئيسية.وقال معالي نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح صباح الصباح في كلمة له: «يشرفني أن أنقل لكم تحيات راعي المؤتمر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه، وتقديره لجهود القائمين على هذا المحفل العلمي المتخصص، كما يسرني بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عنكم جميعاً أن أرفع أسمي آيات الشكر والعرفان على تفضل سموه -حفظه الله- برعاية المؤتمر، وهي التفاتة كريمة توضح بشكل جلي وبارز مدى الاهتمام الذي يوليه سموه -رعاه الله- للإرث التاريخي المتجذر لسكان منطقة الخليج العربي والعلاقات القديمة بدول الإقليم بكافة مضامينها: السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والإنسانية والعمرانية».من جانبه قال رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة د.حمد بن محمد الضوياني في كلمة له خلال المؤتمر: «إن انعقاد المؤتمر في دولة الكويت الشقيقة تعبير عمّا تمثله علاقات الصداقة والتواصل التي تجمع بين السلطنة وأشقائها وأصدقائها، فعمان عبر تاريخها الكبير أنتجت فكراً وثقافة وضربت أروع الأمثلة في التسامح واحترام الغير ».محاور المؤتمرتتضمن فعاليات المؤتمر حلقات وأوراق عمل مختلفة، إذ ستقدم 45 ورقة عمل مقسمة على مدار ثلاثة أيام تناقش خمسة محاور رئيسة، المحور الأول التاريخي والسياسي ويهدف إلى دراسة دور التجار العُمانيين والمسلمين في إقامة علاقات تجارية وسياسية وحضارية ومنها نشر الإسلام في دول المحيط الهندي في القرن السابع عشر إلى التاسع عشر.ويهدف المحور الثاني الجغرافي والسكاني إلى دراسة دور الظروف المناخية والجغرافية في تعميق التواصل بين العُمانيين ودول المحيط الهندي والخليج في القرن السابع عشر إلى التاسع عشر .أما المحور الاقتصادي والاجتماعي فسيتطرق إلى دراسة وتحليل دور التجار والعلماء العُمانيين في نشر الإسلام والثقافة العربية في دول المحيط الهندي في القرن السابع عشر إلى التاسع عشر، وسيبرز دور الإسلام والمسلمين في تلك الحقبة الزمنية، إلى جانب دراسة أثر التفاعل الاقتصادي بين العُمانيين ودول المحيط الهندي والخليج.وفي المحور الرابع الأدبي واللغوي والثقافي سيناقش المؤتمر ويبرز دور الأنشطة العلمية والثقافية ومنها حركة التأليف ونظام التعليم ووسائله ومؤسساته في عُمان ودول المحيط الهندي والخليج، وسيدرس أثر اللغة العربية على اللغات في دول المحيط الهندي وعلاقاتها باللغات المحلية.أما المحور الخامس فسيتحدث عن الوثائق والمخطوطات والآثار من حيث أهمية الوثائق في مجال حفظ وصيانة وتأمين الذاكرة الوطنية لدول المحيط الهندي والخليج .جلسات المؤتمروبالعودة إلى جلسات المؤتمر، تضمنت الجلسة الأولى من اليوم الأول سبع أوراق عمل متنوعة ترأسها البروفيسور الميزوري العروسي، وقدم البروفيسور بنيان سعود تركي، أستاذ التاريخ الحديث بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الكويت، أول ورقة عمل بعنوان «نواخذة الكويت في مسقط وشرق أفريقيا» .فيما تناولت الورقة الثانية «جهود الإمام سلطان بن سيف اليعربي في تحرير المحيط الهندي والخليج العربي من الاستعمار البرتغالي (1649م - 1679م) وأثره على التبادل التجاري»، للدكتور سعيد بن محمد الهاشمي الأستاذ المشارك للتاريخ الحديث والمعاصر بجامعة السلطان قابوس.وجاءت الورقة الثالثة للشيخ د.عبدالله بن علي آل خليفة - دكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية من جامعة محمد الخامس من مملكة البحرين بعنوان «وجود الأسطول العُماني في البحرين والخليج العربي»، تحدث فيها عن قوة عُمان وامتلاكها لأسطول بحري كبير متفوقة على كثير من الدول الإقليمية .العلاقات العُمانيةفيما تناولت الورقة الرابعة للدكتور بدوي رياض عبد السميع، مدرس معهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة موضوع «بندر عباس في العلاقات العُمانية الفارسية (1798-1868)»، بيّن فيها أهمية ميناء بندر عباس الإستراتيجية والتجارية الكبيرة لربطه بين الخليج والمناطق الفارسية الأفغانية الداخلية .الروابط البحريةويكشف البروفيسور مولامبار أمبيل حسين إلياس، الأستاذ الجامعي والمدير في المركز الثقافي العربي الهندي من خلال الورقة الخامسة بعنوان «الروابط البحرية بين عُمان وساحل مليبار من خلال السجلات التاريخية لحياة الأفراد» عن أعمال التنقيب الأخيرة في منطقة باتانام في ولاية كيرلا الهندية التي كشفت عن وجود عدد من الأدلة المادية التي تكشف بعض أوجه العلاقات التجارية التي كانت سائدة بين جنوب الهند من جهة والعالم العربي، بما في ذلك عُمان من جهة أخرى منذ القرن الأول للميلاد . .فيما جاءت الورقة السادسة بعنوان «مشهد في قراءة من العلاقات بين الإمام أحمد بن سعيد وشبه القارة الهندية في القرن 18م» للدكتور جمعة البوسعيدي المدير العام للبحث وتداول الوثائق بالهيئة.واختتمت الجلسة الأولى بالورقة السابعة للبروفيسور إبراهيم سعيد البيضاني بعنوان «الملاحة الأمريكية في المحيط الهندي والخليج العربي خلال القرن التاسع عشر وتأثيرها على العلاقات العُمانية الأمريكية»، تحدث فيها عن الملاحة الأمريكية في الخليج العربي وأن توثيق العلاقات التجارية والسياسية مع عُمان ينخرط في إطار الأهمية التي يحظى بها الخليج العربي في منطقة المحيط الهندي.الجلسة الثانيةترأس الجلسة الثانية د.سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي، في المحور الأول «التاريخي السياسي» قدم البروفيسور عصام الســــــعيد أستاذ التاريخ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية ورقة بعنوان «آل بو سعيد والقـــــواسم دراسة في علاقات عُمان بمشيخات الساحل بين الثبات والتغير (1738-1819م)»، تلخصت في أن قيام دولة آل بوسعيد في منتصف القرن الثامن عشر أدت دوراً مهماً وخطيراً في تاريخ المنطقة، .تلا ذلك تقديم ورقة بعنوان «الوجود العُماني في الموانئ الفارسية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر دراسة وثائقية» للدكتورة بدرية بنت محمد بن شامس النبهانية مشرفة مادة التاريخ بوزارة التربية والتعليم بمسقط، وتلخصت ورقتها في أن السلطنة تمثل محوراً رئيسياً في تاريخ الخليج خلال فترات تاريخية طويلة.في حين قدم البروفيسور عبد الحميد عبد الجليل شلبي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ورئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر فرع المنصورة بجمهورية مصر العربية ورقة حملت عنوان «توجهات السياسة الخارجية لُعُمان تجاه الخليج والمحيط الهندي في النصف الأول من القرن التاسع عشر».في حين اختتمت الجلسة الثانية لليوم الأول بورقة عمل بعنوان «النشاط التجاري البحري للعُمانيين وأهل الخليج العربي في القرنين 17 و18م»، قدمها حمود بن حمد بن جويد الغيلاني خبير مديرية الآثار والثقافة بوزارة التراث والثقافة في السلطنة، وتلخصت الورقة في قيام العُمانيين بدور أساسي في تاريخ الملاحة والتجارة البحرية، في مختلف العصور.المعرض الوثائقييضم المعرض أكثر من 300 وثيقة و25 مخطوطاً وعدداً من الصور والخرائط، إضافة إلى مجموعة من المخطوطات العمانية القديمة تتناول حقباً زمنية وتاريخية مختلفة، تعكس بدورها جوانب مضيئة من الحضارة العمانية العريقة في مختلف المجالات.

شارك الخبر على