كلمة وزير الخارجية في اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن قرار الرئيس الامريكي تجاه القدس

أكثر من ٦ سنوات فى ونا

الوطنية العراقية - ونا /الأثنين 11 كانون الاول 2017 / بغداد /القى وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري كلمة العراق في الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية في القاهرة لمناقشة تداعيات قرار الرئيس الامريكي بشأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.وحذر الوزير بان لهذا القرار الجائر تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة، وعلى الإدارة الأميركية أن تنسجم مع أمتها وتاريخها لتصنع مستقبلها، مضيفا: يجب ان لا نكتفي بالخطابات لأنها لا توصل إلى نتيجة، بل ان نقدم على ردود فعل غير تقليدية، وأن نحول الخطاب إلى ممارسة عمل حتى يحسب لنا أعداؤنا ألف حساب.وتابع الدكتور الجعفري: هذه ممارسة سرطانية تجعل المنطقة والعالم على شفا حرب لا طائل من ورائها، مشيرا الى إن العراق يقف في خط المواجهة الأول ضد الإرهاب الداعشي لكنه يصطف إلى جانب إخوانه في فلسطين ويبذل ما يستطيع أن يقدمه حتى لا يتأخر عن دعم القضية الفلسطينيواكد على ضرورة اتخاذ قرارات جريئة، لان المحنة قد تعرض المنطقة إلى دمار وعلى الجميع من موقع المسؤولية أن يسجلوا موقفا للتاريخ، اذ ان هكذا محن كتبت في التاريخ عندما تخلف القادة ولم تكن قراراتهم صحيحة، نتمنى للمؤتمر هذا أن يخرج بقرارات تحشد كل شيء غير الإعلام وغير الخطاب، لدينا شعوب ستحاسبنا على مواقفنا. ومضى الوزير بالقول : هذه المحنة يريد بها أعداؤنا سوءا ويريد الله بنا خيرا شريطة أن نحسن التعامل معها وأن نثق بأنفسنا ونمضي في طريق المواجهة والتمسك بفلسطين، مشيرا الى ان فلسطين ما قصرت بنسائها ورجالها وكبارها وصغارها بذلت كل ما تستطيع من أجل الحفاظ على القدس ولم يكن هؤلاء الشهداء قد سقطوا فقط من أجل فلسطين. ادناه النص الكامل لكلمة العراق التي ألقاها وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري في الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية في القاهرة لمناقشة تداعيات قرار الرئيس الامريكي الخاص بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل:بسم الله الرحمن الرحيم..الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطاهرين وعلى صحبه المنتجبين وجميع عباد الله الصالحين..السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته..(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)شكرا لمبادرة المملكة الأردنية الهاشمية ولدولة فلسطين بالدعوة للسادة الوزراء لهذا اللقاء المبارك..السيد محمود علي يوسف رئيس الجلسة المحترم..السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية المحترم..أحييكم أجمل تحية وأتمنى لكم الموفقية في إدارة مثل هذه الاجتماعات بهذا الظرف الصعب..لقد تلقينا ببالغ القلق نبأ القرار الأخير الجائر الذي اتخذه الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.. إن خطوة كهذه هي خطوة حرب..من يمعن النظر في مقدمات الحروب ربما تكون تلك المقدمات أقل حدة مما هي عليه الآن مع ذلك اشتدت أوتارها ونشرت ظلها في كثير من بلدان العالم لأسباب قد تكون أقل من هذه الأسباب لكن كلفت الشعوب والأجيال دماءا غزيرة..إن العراق وإن كان اليوم يقف في خط المواجهة الأول الإرهاب الداعشي لكنه ولله الحمد سجل انتصارا باهرا وهو تعبير عن إرادتكم جميعا بل إرادة دول الأخرى التي قد لا تكون عربية وقد لا تكون إسلامية لكن مع ذلك ساهمت مصباتها في مجرى الانتصار في العراق وسيتم إعلان النصر الذي حصل بالعراق ضد داعش وهو نصر لكم بدون استثناء..إن العراق وهو يرى الانتهاك السافر الذي يحصل بحق الشعب الفلسطيني لم يتوانى في تاريخه من أن يصطف إلى جانب إخوانه في فلسطين ويبذل ما يستطيع من الدماء وكل ما يستطيع أن يقدمه حتى لا يتأخر عن دعم القضية الفلسطينية ويجد بأن مسؤولية الأسرة العربية والإسلامية والدولية اليوم تقع على المحك بأنها كيف تقف لمواجهة هذا الإجراء الأحمق الذي لم يكسب موقف الأمة الأميركية والأمم الأخرى.. هؤلاء يعوزهم أن ينظروا إلى التاريخ نظرة واقعية حين كانت أميركا محتلة من بريطانيا ووقفت دول العالم لتنصف أميركا في عام 1775 إلى 1783 حتى تحقق الانتصار والاستقلال..الإنسان الذي لا يقرأ تاريخه لا يستوعب تاريخ الأمم الأخرى.. هذا هو تاريخ أميركا عندما كانت محتلة من قبل بريطانيا..المصائب تتكرر في التاريخ ودروس التاريخ وعبر التاريخ يجب أن نستحضرها ونضعها أمامنا حتى نستطيع أن نصنع المستقبل ونستشرف المستقبل..الدول العربية لها امكانات كبيرة ومختلف الطاقات وخلاقة وغزيرة على أكثر من صعيد اقتصادية كانت أو اجتماعية أو معنوية أو مادية أو مواقعها في قلب العالم وملتقى القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا وتشكل الممرات الأساسية والعصب الحيوي في الاقتصاد..لا ينبغي أن نفكر أننا نواجه مشكلة من دون أن نعبأ هذه الطاقات..اليوم العالم يستمع للخطاب ويحترم الخطاب لكن ينظر إلى شخصية الخطيب ما الذي عندك من خطوة عملية..نكتفي بالخطابات؟ لا يعني أننا وصلنا إلى نتيجة لابد أن نحول الخطاب إلى ممارسة عمل حتى يحسب لنا أعداؤنا ألف حساب..إن لهذا القرار الجائر تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة ليس سرا عليكم هذه ضمن الاستراتيجيات التي وضعتها أميركا سابقا.. النفط.. وإسرائيل.. والممرات الدولية.. ثلاث استراتيجيات عبر عنها جون كينيدي وقال 3 استراتيجيات غير قابلة للتريث.. ما عداها كل شيء قابل للتبدل..على الإدارة الأميركية أن تنسجم مع أمتها ومع تاريخها لتصنع مستقبلها..القضية الفلسطينية قضية مبدئية ولا نناقش نحن موضوعا كماليا هي قضية مبدئية وهي إحدى الثوابت التي لا يمكن إغفالها ولا يمكن التأخر عنها..الشعب الفلسطيني حمل من خلال دماء الجيل السابق والجيل الحاضر وبذل أزكى الدماء حتى يحرر نفسه من الاحتلال الصهيوني الغاشم وبقي علينا السلام العادل والشامل الذي يمثل خيارا استراتيجيا للدول العربية ويتحقق في ظل الشرعية الدولية لكن يجب أن نضع الشرعية الدولية على المحك.. وعلى الشرعية الدولية أن تبرهن أنها فعلا شرعية دولية فعلا أما الذي يتأخر عن هذا الدور فيكون جزءا من الكيان الصهيوني فلا شرعية له..لا للتطبيع ولا للحل الوسط في هذه الحالات.. لا حل إلا أن تأخذ فلسطين كلها كامل حقوقها والشعب الفلسطيني يأخذ كامل حقه..هذا التصرف الذي الآن يتكرر والانتهاكات التي تتكرر ماذا توحي للمسلمين جميعا وللعرب ولكافة الأمم؟..هي ممارسة سرطانية تجعل المنطقة والعالم على شفا حرب لا طائل من ورائها.. مطلوب أننا نقدم على ردود فعل غير تقليدية وسمعت هذا التعبير من الإخوة جميعا وهي ردود فعل غير تقليدية.. ماذا تعني ردود الفعل غير التقليدية؟ نكتفي بالبيان وصياغة البيان..أنا لا أقول الحل الذي نتخذه اليوم يشق طريقه غدا إلى التطبيق لكن مرحلة العمل التنفيذي شيء والاكتفاء بالخطب النارية شيء آخر..ماذا تتطلب المرحلة من هذا الواقع الآن إذا ما نستوحي الخطوات العملية المطلوبة وذاكرتنا طرية بالمآسي التي حصلت قبل فترة والآن تهدد المنطقة.. إذا الآن لا نتخذ الخطوات متى سنقدم عليها..لنتهجى الأشياء كما هي.. أمة زاخرة أمة تمدنا بكل شيء.. حدقوا النظر قليلا فيما حصل بالعراق ماذا كانت السنوات الأربع الماضية..لم يقصر أحد في العراق وأصروا على النصر وانتصروا بعد أن كانت الأراضي في قبضة عصابات داعش الإرهابية التي هي من إفرازات الصهاينة.. المنطقة الوحيدة التي لم تطالها يد داعش هي القدس.. لماذا ما فكروا في تحرير القدس وأن تسيل دمائهم هناك.. إن كانوا صادقين فيما يدعون.. لماذا المنطقة الوحيدة فلسطين المحتلة ما رأينا واحد داعشي يذهب إلى هناك ويقول أنا لها.. لكن المساجد والكنائس وما تركوا منطقة ما عبثوا بها.. حرب الأسواق وحرب المعابد.. هؤلاء إفراز لهذه اليد التي تستطيع أن تلوي هؤلاء تلوي غيرهم ثقوا بأمتكم بعد ثقتكم بالله..أمة زاخرة قادرة أن تعطي وتمول أمة قادرة على تجاوز الصعاب.. ليس لنا إلا أمتنا أن تعطينا دم.. ماذا يعطونا أموالا غدا وبعد غد ستنتهي الأموال.. لكن الأمة المستعدة أن تعطي الدم والأم المستعدة أن تفقد ابنها في المعركة والزوجة المستعدة أن تترمل من أجل التحرير والأب والأم اللذان يثكلان من أجل كرامتها أمة حية تصنع النصر وإن استغرقت بعض الوقت..عندما تشتد علينا بعض الأشياء لنتقبله ونعمل على تجاوزه.. المرأة الحامل لا تلد إلا بعد أن يتقلص الرحم بشدة وهذا إيذانا بأن الوليد سينزل مع اشتداد الألم..نحن نمر بمحنة لكن لا ننظر نظرة سوداوية ولا نكون مهزومين أمام هذه المشكلة.. هل يوجد نبي لم يحاصر؟ يوجد قائد بالعالم لم يحاصر؟ لكن النتيجة انتصروا بعد أن واجهوا الحصار.. أدب المواجهة في الحصار هذه ليست نهاية التاريخ..علينا أن نتخذ قرارات جريئة اليوم.. المحنة قد تعرض المنطقة إلى دمار وعلينا من موقع المسؤولية أن نسجل موقفا سيذكره التاريخ.. هكذا المحن كتبت في التاريخ عندما تخلف القادة كانوا في المقدمة لكن قراراتهم لم تكن صحيحة..إخواني لدينا طاقة سياسية واقتصادية وحجم جغرافي وحجم علاقات هذه مدعاة أن نحركها كمفاعلات في هذه المواجهة.. إن لم تكن الآن فمتى سنواجه..البيانات والخطب جيدة لكنها غير كافية حتى تتفاعل معنا شعوبنا كقاعدة أساسية في الدول لابد أن لا نتخلف عنها وإلا الشعوب التي لا تسمع صوت قادتها على الأقل ستسمعهم وتريهم أصواتها بالضرب على الظهر هذه شعوبنا الحية التي انتفضت على كثير من الدكتاتوريات بالأمس القريب الشعب لم يكن ينتظر التوقيت ولا الاجتماع واليوم يتحرك بشكل عفوي ووجداني.. الأمة قوية وعصية على الاندحار ولا نخاف عليها ودونكم ما حصل في العراق..أرجو أن تتأملوا التجربة في العراق كانت تجربة رائعة ورائدة وجديرة بالتأمل وهي منكم ولكم لأنكم ساهمتم في مساعدتنا وساهمتم في النصر فلكم الحق بل عليكم الواجب أن تفرحوا لفرحها وتفخروا لانتصاراتها.. الأمة التي تنتصر في مكان قادرة أن تنتصر في أي مكان آخر..التحدي لا يتجزأ والإرهاب لا يتجزأ والاحتلال لا يتجزأ والنصر لا يتجزأ.. كذلك لا توجد أمة قوية تنتصر في مكان وغير قادرة أن تنتصر في مكان آخر..ليأخذوا الرسالة من العراق وغير العراق جربوا سنين كثيرة ماذا كانت النتيجة الشعب مضى في طريق الانتصار ووصل إلى الانتصار ولو بعد حين..تجاربكم مشرفة في كل بلد من بلدانكم والحصار يقوي والضغط يقوي ولا تصدقوا يوجد شعب وأمة قبل الحصار بنفس الحجم والقدرة بعد الحصار.. أما نكبر على الحصار أو نختزل بعد الحصار.. إذا أجدنا فن المواجهة ووقفنا بقوة وإخلاص ومستعدين للتضحية حتى نرفع رؤوسنا أمام الله وأمام ضمائرنا وأمام التاريخ وأمام أبنائنا والأجيال القادمة هذا هو المحك..لا مقدس كالقدس وتجمع الدول كلها بأن لا يوجد مقدس كالقدس بيت الله وتلتقي عليه كل الديانات وكل الأمم.. إن لم نقف الآن بحزم أمام هذه المحنة متى سنقف..من يتصور أنه فيسلم رأسي وليكن بعدي الطوفان سيشتبه.. إذا سكتنا عن هذه ستكون هناك مآسي أكثر وأكثر..نتمنى للمؤتمر هذا أن يخرج بقرارات غير تقليدية فعلا وليست مجرد شعار غير تقليدي.. غير تقليدية يعني نحشد بها كل شيء غير الإعلام وغير الخطاب.. هل نحن أمة ليس لديها شيئا إلا الخطاب؟ لدينا شعوب ستحاسبنا على مواقفنا..علينا أن نحرك اقتصادنا ونحفظ أمننا.. لنوظف الأمن والاقتصاد والسياسة والعلاقات والحراك على كل دول العالم لرد هكذا تحديات.. العالم يحترمنا ويثق بنا لكن علينا أن نأخذ المبادرات ونخاطبهم..ماذا عمل العراق حتى يكسب هذا الإجماع العالمي في الوقوف إلى جانبه هل وزع الأموال؟ بالعكس هو كان يأخذ الأموال والمساعدات لأن ظروفه استثنائية.. صدق العراق ومصداقيته بالتخاطب مع الدول جعله يجلب محبتهم بل ثقتهم ويتفاعلوا معه ووصل إلى ما وصل إليه من انتصارات..أنا أعتقد هذه المحنة يريد بها أعداؤنا سوءا ويريد الله بنا خيرا شريطة أن نحسن التعامل معها وأن نثق بأنفسنا ونمضي في طريق المواجهة والتمسك بفلسطين.. فلسطين ما قصرت بنساءها ورجالها وكبارها وصغارها بذلت كل ما تستطيع من أجل الحفاظ على القدس ولم يكن هؤلاء الشهداء قد سقطوا فقط من أجل فلسطين.. كنا أطفالا ونشعر أن فلسطين أساس كل مشكلة بالشرق الأوسط وهي أساس لحل كل مشكلة.. أم المشاكل هي وكذلك هي أم الحلول فيجب أن نعطيها ما يناسبها.. أتمنى لكم الموفقية..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته./انتهى/ندى/وزرات/الخارجية/الاعلام

شارك الخبر على