اكتشاف ٣ كهوف.. وفرص كثيرة

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

خاص -شهكذا هي السلطنة، جمال يخفي جمالاً، وما يظهر للعلن ليس إلا عيّنة بسيطة من كنوز كثيرة تحترف إبهار المستكشفين. 3 كهوف جديدة أُعلن عن اكتشافها أمس، كهوف بكنوز كثيرة، كنز جمالي طبيعي، وكنز علمي جيولوجي، وكنز سياحي قابل للاستثمار لمحبي سياحة المغامرة.الكهوف التي كشفت عنها أمس مجموعة من المستكشفين تقع في محيط قرية حيل الحريم بولاية دماء والطائيين، وأسفرت الجهود المتواصلة عن سبر أغوار كهوف لم يُعرف بوجودها من قبل، وأطلقت على الكهوف أسماء «كهف الخشيل» و«كهف النقاح» و«كهف الفقع»، وهي جميعها أسماء محلية يستخدمها أهل القرى المجاورة لوصف هذه الفتحات الجبلية العميقة التي لم يتم النزول إليها من قبل، وفقاً لما أكد بيان حصلت عليه «الشبيبة».ويقول عضو الفريق العُماني لاستكشاف الكهوف د.محمد الكندي، في تصريح خاص لـ«الشبيبة»، إن الاكتشاف جاء نتيجة عمل متراكم نفّذته مجموعة كبيرة من المتخصصين من داخل السلطنة وخارجها. ويؤكد أن الاكتشاف يشكّل أهمية علمية كبرى. ويوضح أن استغلال الكهوف واستثمارها ممكنان في مجال سياحة المغامرات، لكنه يوضح أنه من الصعب أن تستغل لسياحة العامة نظراً لطبيعتها الجغرافية، «فحتى الكهوف قليلة العمق تحتاج إلى السير مسافات طويلة».ويوضح د.الكندي أن الكهوف الجديدة تعتبر صخوراً متكوّنة في صخور جيري تختلف عن الموجودة في الجبل الأخضر، لكنها بالتأكيد تتطابق مع طبيعة الصخور الموجودة في السلطنة، ويوضح أن الكهوف المكتشفة فيها الكثير من التشكيلات الكلسية الجميلة التي تمنحها رونقاً مميزاً. ويؤكد الكندي أن هناك إمكانية لاكتشاف المزيد من الكهوف الجديدة؛ نظراً لطبيعة عُمان وخصائصها الجيولوجية.بدوره، يقول رئيس لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عُمان علي بن ناصر الحجري إن الاكتشافات الجديدة تؤكد أن السلطنة تزخر بالمواقع والكنوز الطبيعية التي تؤهلها لتكون قبلة سياحية عالمية، ويعتبر أن كل اكتشاف هو إثراء للقطاع السياحي ولصورة السلطنة ويشكّل إضافة نوعية لجهود تسويق السلطنة عالمياً.ومن جهة أخرى يؤكد أن هذه الاكتشافات تشكّل ثروة لا بد من استغلالها من قِبل الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تستطيع -بعد دعمها وتدريب كوادرها- من صنع منتج خاص بسياحة المغامرات أو السياحة المتخصصة، وتسويقه وتشغيله، وأخذه إلى حدود أبعد بما يفيد القطاع والاقتصاد على السواء.خصائص الكهوفوبحسب البيان الصادر عن وزارة السياحة، قد يكون كهف الخشيل أعمق كهف مكتشف في عُمان حتى الآن، إذ يتوقع أن يزيد عمقه عن 400 تحت سطح الأرض، هذا الكهف الضخم يقع على بعد نحو 7 كم من قرية حيل الحريم، على طول الطريق المؤدي إلى ما يُعرف بالجبل الأبيض، وهو يحتوي على مجموعة من البرك المائية الصافية والتشكيلات الكهفية الرائعة، إلا أن النزول إليه واستكشافه يعدُّ مغامرة خطرة وتحتاج إلى حذر شديد نظراً لتعدد المنحدرات العمودية فيه ووجود أرضية زلقة في كثير من أجزائه، وتعدُّ الفتحة الأولى في الكهف أعمق جزء منه إذ يصل عمقها إلى نحو 140 متراً، تعقبها بعد ذلك عدة فتحات متتابعة يتراوح عمقها بين 30 متراً وعدة أمتار.ويعدُّ كهف النقاح معلماً معروفاً لدى أهل القرى المجاورة، لكن أحداً لم ينزل إلى باطنه من قبل فيما يبدو، والوصول إلى الكهوف يتطلب المشي لمسافة نصف ساعة تقريباً من الشارع الترابي للوصول إلى فتحته العلوية، وفتحته العلوية تنتهي بمنحدر عمودي عمقه 25 متراً، ويمتد الكهف لعشرات الأمتار داخل الجبل، وبه مجموعة من التشكيلات الجميلة، قبل أن ينتهي بمجموعة من الشقوق والخنادق والبرك المائية الصغيرة.أما كهف الفقع فهو يقع على بعد حوالي نصف كيلومتر على الجانب الشمالي الشرقي من قرية حيل الحريم، في أعلى الجبال الجنوبية المحيطة بوادي ضيقة، ويبلغ عمق الكهف نحو 47 متراً ويتطلب النزول العمودي بالحبال، علما بأن سطحه لا توجد به أماكن مناسبة لربط الحبال أو صخور قوية ومتماسكة لثقبها، مما يتطلب جهداً فنياً مضاعفاً لتأمين الحبال قبل النزول إلى الكهف، ولا يحتوي الكهف عموماً على امتدادات شاسعة في داخله لكن جدرانه تزدان بمجموعة من الترسبات الكهفية الجميل.وتعدُّ هذه الاكتشافات في مجملها دليلاً على احتمالية وجود مجموعة من الكهوف الكثيرة التي لم تكتشف حتى الآن سواءً في محيط جبال الحجر الشرقي أو غيرها من جبال عُمان، علما بأن الفريق العُماني لاستكشاف الكهوف مرتبط بوزارة السياحة والجمعية الجيولوجية العُمانية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على