بعد تبادل الاتهامات.. هل تقدر الدول العربية على محاربة إيران؟

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

كتب - إسماعيل الوسيمى ومحمد عودة:

أزمة لا تجد حلًا، تأججت على مدى فصول طويلة، بدأت منذ عام 1979، عندما عاد روح الله الخمينى إلى طهران "الثائرة"، لتتأسس دولة جديدة بعد إسقاط نظام الشاه، ظلت تمثل مصدر أرق لجيرانها فى الخليج العربى.

الدول العربية "مجددًا" أدانت التوغل الإيرانى فى المنطقة، وتصدر فى هذا المشهد المملكة العربية السعودية، التى أخذ مسئولوها ونظراؤهم فى إيران يتبادلون التصريحات النارية، بشكل أكثر ضراوة من المعتاد.. «التحرير» تواصلت مع عدد من السياسيين والعسكريين لاستبيان مستقبل المواجهة مع طهران.

وقف التدخلات من "الطرفين" 

السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، قال إن إنهاء الأزمات الداخلية فى الدول العربية هو الحل لوقف التدخلات الإيرانية فى المنطقة، وأضاف أن التدخلات الإيرانية تقابلها تدخلات من السعودية، واليمن شاهدة، مؤكدًا ضرورة حل الأزمة اليمنية والسورية.

وأضاف رخا، فى تصريحاته لـ«التحرير»، أن وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، لـ«حزب الله» بأنه منظمة إرهابية أمر غير موفق، خاصة أن حزب الله مشارك فى الحكومة اللبنانية، وله تمثيل فى البرلمان اللبنانى، وطالب الجامعة العربية بضرورة المساهمة فى حل الأزمات التى تشهدها الجامعة.

واستبعد رخا، وجود حرب عسكرية بين إيران والعرب أو طهران والسعودية فى المنطقة العربية، لافتًا إلى أن هناك خلافات وأزمات لا يجب حلها إلا عبر القنوات الدبلوماسية، وبمشاركة المنظمات الدولية، خاصة أن المنطقة لا تتحمل أى حروب فى الوقت الراهن.

الدول الكبرى لن تسمح بالحرب

السفير جلال الرشيدي، مساعد وزير الخارجية، رجح عدم نشوب حرب عسكرية بين الدول العربية وإيران، مضيفًا أن هناك دولًا كبرى ترفض وجود حروب فى المنطقة، ونوه بأن مصر على سبيل المثال تدعم حل الأزمات على أساس التسوية السياسية وعدم الاتجاه إلى الحلول العسكرية.

وأضاف الرشيدى، فى تصريحاته لـ«التحرير»، أن أزمة التدخلات الإيرانية فى المنطقة ستستمر، ما يقابله استمرار الرفض العربى لهذه التدخلات، لافتًا إلى أن الدول العربية ستواصل الضغط على إيران من خلال المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية.

وأوضح الرشيدى، أن إيران تسيطر على بعض الملفات فى 4 دول عربية، سوريا واليمن وليبيا والعراق، ولها نفوذ كبير فى المنطقة، ولا بد من استمرار مواجهة هذا النفوذ بالآليات الدبلوماسية المختلفة.

العرب قادرون على محاربة إيران.. لكن بشروط

أما اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكرى، فقال إن العرب قادرون على محاربة إيران فى حالة ما إذا اتحدوا، لكن المشكلة تكمن فى أن المنطقة لا تتحمل كل هذا، وفى حالة الحرب سيتم الاعتماد على مصر، وهى غير مستعدة اقتصاديًا لذلك، لكن فى نفس الوقت تأمين الدول العربية حقها وفقًا لمعاهدة الدفاع العربى المشترك، ويعد هذا توريطًا لمصر، لأنها لن تتخلى عن العرب.

وأضاف فى تصريحاته لـ«التحرير»،«إيران تلعب حاليًا فى المنطقة على أساس إشعال الحروب، مثلما حدث فى اليمن، وتمد الميليشيات مثل الحرس الثورى فى سوريا وحزب الله فى لبنان، بالأسلحة، لمد الهلال الشيعى الذى يضم دول إيران وسوريا والعراق ولبنان واليمن، الذى فرضته كونداليزا رايس وقت أن قالوا تقسيم المقسم والفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الكبير، فعملوا الجيل الرابع من الحروب، وهى القضاء على الجيوش من الداخل، مثلما حدث فى سوريا وليبيا، وحاولوا فعل ذلك مع مصر، لكنهم فشلوا لأن جيش مصر وطنى طالع من كل بيت، وليس جيشًا عقائديًا من السنة والشيعة».

وأكد: «إيران تعتبر العدو الأول للعرب، وهى أخطر من إسرائيل حاليًا، وهناك 3 لاعبين موجودين على الساحة هم دول تركيا وإسرائيل وإيران يحاولون تقسيم الكعكة، وكل منهم يحاول الحصول على جزء منها قبل الآخر».

وتابع: «يتطلب للاستعداد للحرب أن يكون هناك جيش عربى موحد، له ميزانية، والسؤال هنا.. هل مصر والدول العربية مستعدة لحرب مثل هذه؟ فى حين أن إيران تنتج سلاحها، وأمريكا لم تقدر على توجيه ضربة إليها، وكذلك إسرائيل رغم تلويحها بضرب إيران والمفاعل النووى أكثر من مرة، وكان رد إيران بأنها ستستهدف تل أبيب بالصواريخ».

شارك الخبر على