اعتزال دي روسي فشل عاطفي وإخفاق مونديالي البدايات لم تختلف عن النهايات

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

«كانت لحظة عبثية والأجواء كانت حزينة للغاية.. هناك طرق تحدد مسار حياتنا، وقد قضيت 16 أو 17 عامًا من عمري مع المنتخب، ومجرد التفكير في أن هذه هي المرة الأخيرة، التي سأرتدي فيها هذا القميص، أمر مؤلم.. إنها صفحة تطوي.. إنها لحظة سوداء في تاريخنا، ليس لدي الكثير لأقوله، وسيكون هناك وقت لتحليل الموقف.. يجب على الاتحاد الإيطالي أن يتجاوز هذا الإحباط الكبير».. هكذا تحدث «دانييلي دي روسي».

بالكلمات السابقة انضم دانييلي دي روسي، لاعب وسط نادي روما ومنتخب إيطاليا، لكل من الحارس المخضرم، جانلويجي بوفون، والمدافع أندريا بارزالي، وأعلن إسدال الستار على مسيرته مع منتخب إيطاليا، بعد الفشل في التأهل لكأس العالم 2018 بروسيا، بالتعادل سلبيا أمام السويد، الليلة، في إياب الملحق الأوروبي.

وعلى الرغم من الكارثة التاريخية، إلا أن صاحب الـ34 عامًا، أبدى "فخره" بزملائه، وطالب مسئولي الاتحاد الإيطالي بالاعتماد على الشباب، كما رصدت كاميرات المصورين، في ملعب سان سيرو، بمدينة ميلانو الإيطالية، احتجاجات دانييلي دي روسي، على قرارات مدربه، جيامبيرو فينتورا، أثناء مباراة الأزوري مع السويد.

وقال موقع «فوتبول إيطاليا»، إن دي روسي كان يحث المدرب فينتورا، على إدخال اللاعب لورنزو إنسيني، ولعب إنسيني، مهاجم نابولي، 15 دقيقة في مباراة الذهاب بالسويد، بينما لم يشارك في الإياب، على الإطلاق.

ورصدت الكاميرات دي روسي، وهو يتحدث منفعلًا مع أحد أعضاء الطاقم الفني للمنتخب، في الشوط الثاني، ويقول له: "لماذا يجب أن نذهب للجحيم؟ نحن لسنا بحاجة للتعادل، نحن نريد الفوز"، وبعد هذا الصراخ من جانب دي روسي، أشار قائد روما إلى إنسيني، الذي كان يجلس على مقاعد البدلاء.

على الرغم من أن ليلة الوادع كانت حزينة لدانييلي دي روسي، مع المنتخب الإيطالي، بعد خوضه 117 مباراة سجل خلالهم 21 هدفًا، إلا أنه شارك في ليالٍ سعيدة كثيرة رفقة الأزوري، حيث توج معهم بكأس الأمم الأوروبية تحت 21 عامًا، علاوة على لقب كأس العالم 2006 الذي أُقيم بألمانيا، كما حل ثانيًا رفقة المنتخب في يورو 2012، وفاز بالميدالية البرونزية في أولمبياد 2004، علاوة على المركز الثالث في كأس القارات عام 2013.

دي روسي الذي شارك مع الفريق الأول لروما وهو في عمر 18 سنة فقط، وكانت أول مباراة له مع الفريق الأول في 30 أكتوبر 2001 في دوري أبطال أوروبا في المباراة التي جمعت روما وأندرلخت البلجيكي، قيل أن هذا اللاعب سيكون الأفضل في مركزه في العالم بلا شك، وأصبح الجميع ينظر لهذا اللاعب على أنه نجم المستقبل لكرة القدم الأيطالية.

وبقي مستوى دي روسي يتطور مع الوقت حتى عام 2004، وهو العام الذي تعرف فيه على زوجته السابقة «تمارا بيسنولي»، وهنا بدأ منحنى دي روسي ينزل للأسفل بسبب المشاكل والأحداث التي رافقت هذه العلاقة وبدأت تؤثر بشكل كبير على أدائه في الملعب، لكن رغم كل شئ لم يكن دي روسي يرى إلا تمارا بيسنولي (راقصة ومذيعة في برنامج تلفزيوني على قناة ميدياست)، هذه المرأة بكل بساطة هي التي دمرت حياة دانييلي دي روسي.

بدأت حكاية دي روسي وتمارا بيسنولي في عام 2004 عندما التقيا في أحد البرامج التلفزيونية على قناة ميديا سات، وتطورت علاقتهما فيما بعد عندما أصبحت تمارا بيسنولي ترافق دي روسي وتحضر مبارياته في الملعب، وقبل كأس العالم 2006 في ألمانيا وفي 18 مايو 2006 تزوج دي روسي وتمارا بيسنولي، وكان دي روسي قد أنجب منها ابنته جايا التي ولدت في 16 يوليو 2005.

هذا الزواج لم يلقى قبول عائلة دي روسي التي كانت ترفض هذا الزواج نظرًا للحياة الصاخبة والمشاكل الكثيرة التي كانت تحيط بتمارا بيسنولي، وكذلك الشائعات التي تدور حول والدها وانضمامه لعصابات الجريمة في ايطاليا، وكان والد دانييلي دي روسي، لاعبًا في فريق روما ومدربًا لفريق الناشئين «البرتو دي روسي» معارضًا لهذا الزواج، لكن دانييلي أصر عليه ليرضخ الأب في النهاية مجبرًا على إحترام إرادة أبنه.

وبعد الزواج بدأ مستوى دانييلي دي روسي الرياضي ينخفض شيئًا فشيئًا خاصة مع الأحاديث التي كانت تتناول سلوك زوجته تمارا بيسنولي وعلاقاتها الكثيرة، وكذلك سمعة والدها ماسيمليانو بيسنولي الذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال من عصابات منظمة، وقيل أنه كان أحد أفرادها وكان يشاركهم السرقة والسطو وأنه أنشق عنهم لذا حاولوا تصفيته أكثر من مرة، لكن تمارا كانت تكذَب هذه الأحاديث وترفض أي دور لوالدها في هذه الأحداث.

وفي 14 أغسطس 2008 عثر على جثة والد زوجة دي روسي تمارا وهو ماسيمليانو بيسنولي مقتولاً، وكانت الجثة مُلقاة على طريق ترابي بالقرب من ابريليا وهي بلدة على مسافة 30 كيلو مترًا جنوب روما، وكانت ملامحه مشوهه وتبين أنه تعرض لطلقة نارية في الوجة،  وبعدها تبين أن الجاني هو جابرييل بيراس وهو المتورط بعدة جرائم قتل قبلها، وهو أحد أفراد عصابة كبيرة تمارس السرقة والسطو وتجارة المخدرات فحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

لكن دانييلي دي روسي بقي مع زوجته في هذه الأحداث والتي رافقت الاستعدادات لبداية الموسم، حتى أنه رفض الذهاب مع الفريق إلى لندن استعدادًا للموسم الجديد بسبب حضور مراسم الدفن، وهذا ما أثار غضب مدرب الفريق وقتها لوتشيانو سباليتي الذي أرغم دي روسي على السفر، وبقي لا يتحدث مع دانييلي لعدة شهور، فظهر جليًا انخفاض مستوى دي روسي وأستغرب لاعبوا الفريق كيف يبقى المدرب واللاعب لا يتحدثان سويه طوال هذا الوقت.

لكن كلَ ذلك لم يشفع لدي روسي لأن زوجته تمارا بيسنولي قررت بعدها بشهور فقط أن تنفصل عنه بعد ثلاث سنوات من الزواج، ليحدث الانفصال في عام 2009 دون أن يعلم دي روسي الأسباب التي دفعت تمارا بيسنولي لذلك، وأكتفت بالقول أنه بسبب ظروفها النفسية، لكن ما حطّم قلب دانييلي دي روسي هو أن تمارا بيسنولي لم تنفصل عنه لظروفها النفسية كما أدعت ولكنها تركته لتذهب لرجل آخر وهو الملاكم الأيطالي ماسيمو مانفريدو.

وهنا ظهر خداع تمارا بيسنولي لدي روسي طوال ذلك الوقت ولكنه لم يكن يصدق أحدًا إلا قلبه الذي طعن في النهاية بسكينها، وهو ما جعل دي روسي يعيش ظروفًا نفسية صعبة خاصة أنه بقي يحب تمارا بيسنولي رغم كل ما فعلت به، كما أنها أبعدت عنه أبنته جايا التي كان متعلقًا بها والتي ذهبت للعيش مع والدتها، فتحطم كل شئ فجأة في حياة دي روسي وأكتشف أخيرًا الحقيقة المؤلمة، حقيقة تمارا بيسنولي.

دي روسي حاول أن ينساها، إلا أنها باتت تلاحقه أينما ذهب حتى أن أنصار الفرق الأخرى بقيوا يذّكرونه بها وبوالدها، وظهر ذلك بوضوح مع جمهور سيينا الذي بقي يشتمه طوال إحدى المباريات، وظلّوا يرددون له عبارات: "قبل أن تلعب كرة القدم عليك أن تسأل نفسك لما قتل ماسمليانو بيسنولي، أين هي زوجتك الأن، وكم من لكمة ضربك ماسيمو مانفريدو (صديق زوجته الجديد)".

لينفجر دانييلي دي روسي بعد المباراة بالبكاء، وقبل أن يغادر قبل شعار الفريق وأحتضنه زملاءه، ثم ذهب بسرعة الى غرفة تغيير الملابس، واتضح فيما بعد أن هذه العداوة لدي روسي من أنصار سيينا تعود إلى التدخل السابق ضد لاعب خط الوسط في سيينا أرديتو في كأس ايطاليا موسم 2004-2005 والذي أدى إلى إصابة لاعب سيينا.

ولم تقف القصة عند هذا الحد، فاستمرت المشاكل تلاحق دي روسي وكانت آخرها عندما حُكم عليه بالسجن لمدة شهرين وغرامة 4 آلاف يورو له ولزوجته السابقة تمارا بيسنولي، وذلك بسبب القيام بتوسيع منزلهما عام 2007 بعد أن حصلا على تصريح من بلدية روما بصورة غير قانونية قامت بها تمارا بيسنولي، وأتضح فيما بعد أنه غير قانوني بعد الشكوى التي تقدم بها المجاورين لهم في المنطقة.

وفي ديسمبر 2015 عاش دانييلي دي روسي قصة حب تعويض عادل عن خيانة لم يستطع أن ينساها، على شاطئ هادئ بجزر المالديف، حيث قرر نجم خط وسط نادي روما الإيطالي، تناسي أحزانه والزواج بالممثلة سارا فيلبيربوم، وأقيم حفل الزفاف بدون صخب وفي حضور عدد قليل من أصدقاء اللاعب الذي عانى الأمرين في زواجه الصاخب الأول.

شارك الخبر على