١٠ آلاف كتاب بافتتاح مكتبة الأطفال العامة

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط - لورا نصره - العمانيةافتتحت مكتبة الأطفال العامة أبوابها أمام الأطفال وبين دفتيها ما يناهز الـ10 آلاف عنوان لكتب شيّقة من المتوقع أن تلاقي شغف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات وحتى 17 سنة، وذلك تحت رعاية وزير التراث والثقافة صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد.وقالت صاحبة السمو السيدة د.منى بنت فهد آل سعيد الرئيسة الفخرية لمكتبة الأطفال العامة في كلمة الافتتاح إن هذه المكتبة تعدّ إضافة مهمة في تشكيل صورة المشهد الثقافي في السلطنة الذي يأتي جنباً إلى جنب مع مختلف المؤسسات الثقافية الأخرى التي شاء الله عز وجل أن تكون علامة مميّزة لهذا العهد الزاهر الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه. وأضافت سموها أن هذا الحفل يتزامن مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الـ47 المجيد يُرَسِّخُ في الأذهان ما أولاه جلالته -حفظه الله ورعاه- من عناية سامية بكافة المرافق الحضارية والثقافية منذ فجر النهضة المباركة، مؤكداً على الاعتزاز بالتراث الثقافي الأصيل، ليشكّل اليوم لوحة فائقة الجمال تلتقي فيها الأصالة مع الحداثة. وأكّدت سموها على أن للقراءة دوراً مهماً في تعزيز نمو الطفل نمواً سليماً من الناحية الاجتماعية والعلمية والعاطفية والنفسية، لما لها من دور كبير في توسيع مداركه وقدراته وصقل مواهبه، لاسيما والعالم يعيش في عصر التطور المعرفي المتسارع، مشيرة إلى أن بناء المجتمعات وتطورها يبدأ من الاهتمام بالناشئة تربوياً ومعرفياً، فهم غِراسُ المستقبل، وهم الجيل الواعد، فكلما تربى الطفل على أهمية المكتبة كمصدر غذاء فكري له، أسهم ذلك في إيجاد المواطن الصالح المنتمي لوطنه، المعتز بقيم مجتمعه، المدرك لواجباته ومسؤولياته في مسيرة البناء.وأوضحت أن من هذا المنطلق جاء مشروع مكتبة الأطفال العامة للتعبير عن رغبة صادقة للاهتمام بفئة الأطفال، وتحقيق الأهداف والغايات من زرع أهمية القراءة في وجدان أطفالنا، فقد تم حشد جهود المبادرين بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة التي لم تألُ جهداً في تقديم الدعم اللازم والمُقدّر لهذا المشروع ليرى النور.وقالت صاحبة السمو السيدة د.منى بنت فهد آل سعيد إن مبنى مكتبة الأطفال العامة يعدّ أحد أكبر المكتبات المتخصصة لفئة الأطفال في المنطقة، وهو ما نعتز به ونعتبره نقلة مهمة للإسهام في مسيرة البناء الثقافي في السلطنة، ليس لفئة الأطفال فقط من أبناء السلطنة من مواطنين ومقيمين، بل يتعدى ذلك لأسرهم وذويهم. وأضافت سموها أن المكتبة تسعى لبث الوعي بأهمية القراءة لتشمل الأسرة من خلال اصطحاب الأُسر لأطفالهم إلى المكتبة ومشاركتهم الأوقات المهمة في حياتهم، مشيرة إلى أن هذا المشروع الرائد قد تحقق بتضافر جهود القطاعين الخاص والعام والأفراد.وأكدت أن تصميم مبنى المكتبة أولى اهتماماً بكافة الفئات بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة، كما حوى مبنى المكتبة من التصميم والتجهيزات الفريدة ما يمنح القارئين من الأطفال مناخاً ملائماً للقراءة وتعزيز المعارف لمختلف الفئات العمرية، وتعمل المكتبة على تطبيق مختلف التقنيات الحديثة الجاذبة للأطفال والتي تساعدهم على النمو المعرفي.الكتّاب العُمانيون حاضرونتضمّن الحفل عرض فيلم قصير وتكريم 31 شخصاً من المهتمين بمجال ثقافة الطفل والمساهمين بذلك من كتّاب ومقدمي برامج ومذيعين ومسرحيين بلغ عددهم 31 ومنهم الكاتب ومقدم البرامج سليمان المعمري، والكاتبة زينب الغريبية والكاتبة أمامة اللواتية ومؤلفة قصص الأطفال أزهار أحمد وأحمد الراشدي صاحب مبادرة القرية القارئة، وغيرهم من الأسماء إلى جانب تكريم مؤسسة سعود بهوان للأعمال الخيرية.وحول ذلك تقول الكاتبة أزهار أحمد: «أولاً أبارك لأطفال عُمان هذا الصرح العظيم والذي سيكون بالتأكيد انطلاقة جديدة لجيل واعد. وأشكر جميع القائمين على تشييد هذا المبنى الذي سيقوم بدور كبير في سبيل تطوير منحى ثقافة الطفل العُماني. فهي بمثابة ركيزة ثقافية أساسية لمستقبل أطفال واعين وبالتالي لمستقبل عُمان».تصميم يلاقي الأطفالأما الكاتبة أمامة بنت مصطفى اللواتية فتقول: «منذ فترة طويلة ونحن ننتظر هذه المكتبة المخصصة للطفل، ويبدو أن جمال المكتبة وتصميها الطفولي والمليء بالألوان والحياة والحركة كان يستحق هذا الانتظار الطويل. للحظات شعرت أني أعيش حلماً جميلاً بوجود كل هذه المساحة المخصصة للقراءة والمعرفة والتسلية. التصميم الجميل للمكتبة بألوانها وتعرجاتها وأقواسها وتلك الأركان المخصصة للقراءة واللعب واستخدام الحاسوب أو الأنشطة الحرة وبمساحاتها الواسعة تجعلنا نشعر بالسعادة، والشكر لكل من ساهم وفكر في هذا المشروع الرائد. أتمنى أن تكون هذه البداية وتمتد مثل هذه المكتبات لكل أنحاء السلطنة وتصبح المعرفة المتعددة والمتنوعة متاحة لكل أطفال عُمان ولو جاءت بإمكانيات أقل على شكل فروع للمكتبة الرئيسية تخدم تلك المناطق خاصة مع نقص المكتبات لدينا بشكل عام. وأتمنى أن تحذو المؤسسات الخاصة والأفراد القادرون على دعم مثل هذه المشاريع حذو المساهمين في مكتبة الأطفال العامة بوضع مشاريع معرفية متميّزة مثل هذه».وتضيف: «كانت لفتة جميلة من إدارة المكتبة خلال حفل التدشين تكريم عدد كبير من المهتمين بأدب الطفل؛ لأن مثل هذه التجمعات فرصة جميلة للقاء من نشترك معهم في الاهتمامات والتوجهات، ولذلك أشكر القائمين على مبادرتهم وتكريمهم».وترى الكاتبة عائشة الحارثية أن «وجود مثل هذه المكتبة المليئة بكنوز المعرفة يساهم في نمو الطفل الفكري ويسهم في بناء طفل قارئ ومثقف، مشيدةً باحتواء المكتبة على إصدارات كتّاب أدب الطفل في السلطنة، وتمنّت الكاتبة أن تشهد المكتبة إقامة فعاليات دورية متنوعة تجتذب الأطفال كالجلسات القرائية للقصص المشهورة أو عمل مسابقات كتابية لاكتشاف المواهب الدفينة في الأطفال».لكل الأطفالحضر الاحتفال عدد من أصحاب السمو والمعالي الوزراء وأصحاب السعادة وعدد من المهتمين في المجال الثقافي.الجدير بالذكر أن الداعمين لمكتبة الأطفال العامة هم: وزارة التراث والثقافة ومؤسسة سعود بهوان للأعمال الخيرية وجامعة السلطان قابوس، ومؤسسة الزبير، والشيخ عبدالله بن علي المعمري، ومؤسسة موسى عبدالرحمن، وبنك صحار وشركة عُمان للاستثمار والتمويل والشركة العُمانية الهندية للأسمدة وشركة عُمان للأسمنت ومعالي الشيخ سالم بن مستهيل المعشني.وتضم المكتبة مع افتتاحها أمس 10 آلاف عنوان فيما تستوعب 70 ألف عنوان، وهو حلم يسعى مجلس الإدارة إلى الوصول إليه، وتستهدف الفئة العمرية من 3 سنوات إلى 17 سنة.وتفتح المكتبة أبوابها في الفترة الصباحية حتى الآن لكنها تأمل في المستقبل القريب أن تفتح أبوابها على مدار الأسبوع ليتمكن طلاب المدارس، وهم الفئة المستهدفة من المكتبة لارتيادها.كما توفر المكتبة إضافة إلى الكتب جوانب تقنية لذوي الإعاقة من المكفوفين وضعيفي البصر والصم، وهناك خدمات للقصص السمعية وتطمح المكتبة لافتتاح مركز للابتكار وآخر للواقع التخيلي وتوفر أيضاً كتباً باللغتين العربية والإنجليزية وبعض اللغات الأخرى، إضافة إلى الكتب الإلكترونية.وتهدف المكتبة في المرحلة المقبلة إلى تنظيم مسابقة وطنية للقراءة وحلقات تدريبية في مجال القراءة والكتابة وتطمح لإنشاء وحدات متنقلة تطوف محافظات السلطنة حتى لا تبقى خدماتها حكراً على محافظة مسقط أو القادرين على الوصول إلى مسقط.يذكر أن المكتبة أقيمت على مساحة 9 آلاف متر مربع في موقع جميل على شاطئ القرم، وراعت في تصميمها الفئة العمرية التي تخدمها من خلال التصاميم الداخلية للمكتبة.

شارك الخبر على