كمال ياسين.. ممثل بدرجة «فدائي» لقب بـ«البطل الصامت»

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

تنافس فنانو "الزمن الجميل" في حجز لون معين من الأدوار، فمنهم من تخصص في أدوار الأكشن والمغامرات مثل "ملك الترسو"، فريد شوقي، وآخرون فضلوا أدوار "الدنجوان" مثل "رشدي أباظة، وأحمد رمزي"، في حين تخصص البعض الآخر في الكوميديا مثل "إسماعيل ياسين، عبد الفتاح القصري، زينات صدقي"، وغيرهم كثيرون، لكن أن تجد أحدهم يتخصص في الأدوار الوطنية، وكأنه وهب نفسه لخدمة بلده عن طريق الفن، فهذا لم يكن شائعا إلى حد كبير، وقليلون من تخصصوا في تلك النوعية من الأدوار، حتى وإن كانت صغيرة الحجم والعدد أيضا.

كمال ياسين، المولود في مدينة المنصورة يوم 13 نوفمبر 1924، واحد من الفنانين الذين اشتهروا بتأدية أدوار الأبطال وأصحاب القضية، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأ مؤلفا إذاعيا عام 1949 سواء لمسلسلات إذاعية مثل: "مصرع كليوباترا، فين العريس، رحلة الليل"، أو لعدد من البرامج مثل: "دون كيشوت الجديد، الظروف تحكم"، ثم تلقى الدراما المسرحية من عاصمة النور الفرنسية باريس، بمركز الفنون في مدينة "ستراسبوج"، وعمل بفرقتها المتجولة في الإلزاس واللورين، وعاد إلى مصر بعد حصوله على دبلوم مسرح الأمم عام 1961.

بمجرد أن تراه تشعر بحبه الشديد للوطن وغيرته عليه من الأعداء والمستبدين، ربما لأنه "سليمان"، أحد الضباط الأحرار بفيلم "رد قلبي" مع شكري سرحان، أو لإقناعه الشديد كـ"أحمد عبد الحفيظ"، البطل المصري الذي ينفذ هجمات فدائية ضد الاحتلال الإنجليزي في "ثمن الحرية" مع عبد الله غيث، فكمال يس بنظراته النارية وكلماته الصادقة التي تنم عن ذلك الحب، أصبح جديرا بدور البطل الصامت الذي لا يشغله سوى حرية الوطن واستقلاله، وليس كغيره من الشخصيات التي تسعى إلى علاقة عاطفية أو إلى جني المال.

"البطل الصامت"، اشترك أيضا في فرقة المسرح الحر عام 1950، ثم تحول إلى الإخراج عام 1956 حيث أخرج العديد من المسرحيات، من بينها: "أولادنا في لندن، ذات البيجاما الحمراء"، كما تقلد عدة وظائف بالمسرح الموسيقي مثل: "الرقيب"، مرورا بالخبير الفني، ثم مخرجا بمؤسسة المسرح والموسيقى عام 1963، ومدرسا لمادة التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية في نفس العام، ثم مديرا للمسرح الكوميدي، فخبيرا للشئون الدرامية في هيئة المسرح عام 1971 ، ومديرا لمسرح "الحكيم"، وأخيرا مدير قطاع المسرح في مؤسسة السينما والمسرح والموسيقى عام 1977، إلى أن رحل عن عالمنا في صمت يوم  3 أغسطس 1987، تاركا إرثا إذاعيا وسينمائيا ومسرحيا مميزا.

شارك الخبر على