من ذكريات مناضل وطني(٨٧) رشيد صفر وفـــــاة والدتــــــــي

أكثر من ٦ سنوات فى الشروق

ألخص للقارىء الكريم في كلمات وجيزة سر الخلافات الفكرية التي كانت بارزة بيني وبين الزميل اسماعيل خليل. والتي كان على الوزير الأول محمد مزالي أن يحسم فيها...أولا أوضح من جديد ان هذه الخلافات الفكرية كانت تزيد في احترامنا المتبادل والدائم لبعضنا وثانيا اقول انه يمكن حوصلة الخلاف الفكري في أن خليل كان يتصور مع عدد من رجال الأعمال في تونس ان الاصلاحات التي يتعين علينا الاقدام عليها تستوحى مما عرف « بالليبرالية الأنقلو-سكسونية» أو»الرأسمالية الأنقلو-سكسونية « التي يسميها البعض الليبرالية المتوحشة والتي يلعب فيها مع الاسف الفساد المالي دورا محوريا كما بينت ذلك بكل وضوح للمغرورين الازمة العالمية التي اندلعت في سنة 2008..وكنت في تلك الفترة ولا أزال مقتنعا بأن المجتمع التونسي بتركيباته وخصوصياته يحتم علينا ان نسلك منهج الاقتباس من برامج الدول الاسكندينافية التي تمكنت من الـتأقلم مع مقتضيات العولمة الاقتصادية واقتصاد السوق بالاعتماد على ليبرالية اقتصادية مهذبة بضوابط ومدعمة بمشاركة القوى العاملة في التنمية- « ليبرالية إجتماعية» حتى نحمي اللحمة والتضامن الاقتصادي الضروري لنجاح رفع نسق التنمية وتحقيق الاستقرار الاجتماعي على اسس سليمة...واعتقد ان التاريخ بين صحة وجهة نظري...وقد بين- في ما بين- أن الليبرالية الاقتصادية المتوحشة والفاسدة التي اختارها بن علي خاصة منذ سنة 1999 تاركا اهم ما ورد في المخطط السابع 1987- 1991 واساسا توجهات التنمية الجهوية الارادية العادلة قد أدت إلى الانتفاضة التي انطلقت في17 ديسمبر 2010 من الجهات المحرومة... وكانت بوادرها في جهة قفصة منذ سنة 2008 سنة اندلاع الأزمة المالية العالمية...

شارك الخبر على