د.هبة عبدالعزيز السـيـاحـة تتـصـدر خطط التنمية فـي السلطـنة

over 6 years in الشبيبة

مسقط- خالد عرابياحتفل العالم مؤخرا باليوم العالمي للسياحة، وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة «2017» عاما خاصا للسياحة المستدامة كأداة من أجل التنمية، حيث تعتبر السياحة بعدد من المقاييس والمؤشرات العالمية من أكبر القطاعات المدرة للأموال، فهي تمثل نحو 40% من إجمالي حجم الصادرات الخدمية العالمية و10% من الناتج المحلي الإجمالي و11% من إجمالي القوى العاملة في العالم. وهذا ما جعل السلطنة تعتبر السياحة واحدا من أهم القطاعات التي يعول عليها في تنويع مصادر الدخل الوطني.. الخبيرة في قطاع السياحة والقائمة بأعمال عميد كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا بالسلطنة، د. هبة عبدالعزيز حاورناها حول ذلك.فعن شعار السياحة المستدامة وكونها أداة للتنمية وماذا يعني ذلك قالت الدكتورة هبة عبدالعزيز: منذ سنوات طويلة والعالم مشغول بقضايا التنمية المستدامة بجوانبها الأساسية، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والبيئية، وجاءت أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي سنتها الأمم المتحدة والتي تأمل في تحقيقها بنهاية العام 2030 كخارطة طريق للوصول إلى التنمية المستدامة – ولابد من تضافر جميع الجهود -سواء من الجهات الحكومية أو الخاصة أو منظمات المجتمع المدني- من أجل الوصول إلى تلك الأهداف.وأكدت على أنه للسياحة دور هام في هذا المجال، فمن هذه الأهداف -على سبيل المثال- توفير العمل اللائق ونمو الاقتصاد، فنجد أن السياحة توفر فرص عمل مختلفة، حيث تمثل العمالة في القطاع السياحي حاليا ما يقرب من 11%، وأهم ما يميز العمل في هذا القطاع هو حاجته الدائمة للأيدي العاملة التي لايمكن الاستعاضة عنها بالتكنولوجيا مثل القطاعات الصناعية على سبيل المثال. فضلا عن أن معظم تلك العمالة توجد في المناطق النائية التي توجد فيها عناصر الجذب – فنلاحظ -على سبيل المثال- كيف وفرت السياحة فرصا كثيرة للعمل في منطقة رمال الشرقية وساعدت الشباب على الاستقرار في مجتمعاتهم بدلا من النزوح إلى المدينة. وإذا ما أخذنا -على سبيل المثال- الجانب البيئي والمحافظة عليه – فإن الطبيعة هي رأس مال قطاع السياحة في سلطنة عمان ومن ثم يكون الاهتمام بالبيئة الطبيعية والمحافظة عليها من صميم العمل السياحي، لأن تدهور البيئة الطبيعية سيؤدي إلي تدهور في بيئة العمل السياحي. فنجد -على سبيل المثال- أن أصحاب الفنادق في منطقة رأس الجينز من مصلحتهم البقاء على المنطقة كبيئة حاضنة للسلاحف – وذلك ليس لأسباب عاطفية ولكن لأسباب اقتصادية مرتبطة ارتباطا مباشرا بأوضاعهم الاقتصادية لأن جملة نزلاء الفنادق في تلك المنطقة مدفوعون لمشاهدة السلاحف. ومن هنا نرى الارتباط الوثيق بين السياحة والتنمية المستدامة.وأضافت قائلة: إن هذا الوضع المتميز لسلطنة عمان والاهتمام المحلي والعالمي الذي أولاه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- بنفسه في هذا الشأن والمتمثل عالميا في جائزة السلطان قابوس لصون البيئة التابعة لمنظمة اليونسكو لخير دليل على ريادة عمان في هذا المجال وأن الاستدامة البيئية تتخطى الحدود المحلية. إذ أن سلطنة عمان بإمكانها أن تكون من ضمن المقاصد السياحية المستدامة ليس فقط في المنطقة ولكن على مستوى العالم - لأن لدينا رؤية القائد والبنية التشريعية اللازمة والبيئة الطبيعية والثقافية والمواتية.كما أكدت د. هبة على أن السلطنة حققت تقدما ملحوظا في قطاع السياحة ويمكن أن نقول الآن إن المنتج السياحي اكتملت ملامحه بشبكة المطارات والموانئ والطرق – فوصل إجمالي عدد الزوار الوافدين إلى سلطنة عمان حوالي 3 ملايين سائح بمعدل زيادة وصل إلى 16% خير دليل على ذلك، اضف إلى ذلك وجود توجه بموضوعات تخص ميزات عمان التنافسية مثل المكون البيئي والتراثي – حيث أولت مبادرات مشروع «تنفيذ» عناية خاصة بهذا الجانب لتشجيع الشباب على تبني مبادرات تركز على هذا المكون.وعن الاحتفال بيوم السياحة العالمي قالت: هو تظاهرة عالمية يشارك فيها أكثر من مليار شخص مصنف كسائح عالمي وربما أربع أو خمس أضعافهم مصنفون كسياح محليين. وقد اختلف الاقتصاديون وواضعو السياسات في تعريف تلك الظاهرة – هل السياحة بالفعل نشاط اقتصادي يمكن لنا أن نصنفه في إطار صناعة الخدمات وننظر له على أنه قطاع اقتصادي له وزنه وأهميته - أم إنها مجرد ظاهرة إنسانية ترفية. ولقد حسم هذا الجدل ولم تعد تخلو خطة أو موازنة لدولة نامية كانت أو متقدمة من السياحة كمدخل أساسي لاقتصادياتها.وأكدت د. عبدالعزيز على أن العام 2016 شهد تدفق أكثر من 1235 مليون سائح بمعدل نمو وصل تقريبا 4%، كما نمت الإيرادات السياحية أيضا بمعدل 3% ووصلت إلى ما يقارب 1220 بليون دولار أي أن معدل الإنفاق للسائح جاء في المتوسط حوالي 990 دولارا - ومن ثم فإن مثل هذه التظاهرة الاقتصادية الاجتماعية ينبغي أن تؤخذ مأخذ الجد من كافة دول العالم سواء المتقدمة أو النامية. وقالت: إن سلطنة عمان ليست بمنأى عن هذا، فقد تبوأت السياحة مكانة هامة على رأس الخطط والرؤى الوطنية ومنها بالطبع الرؤية 2040 التي جاء فيها قطاع السياحة من ضمن أهم خمس قطاعات ينبغي الاهتمام بها في المرحلة القادمة للوصول إلى التنويع الاقتصادي المنشود. وكان أيضا لقطاع السياحة نصيبا كبيرا في البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي «تنفيذ» الذي خرج بالعديد من المبادارات التي من شأنها تمكين القطاع السياحي من تحقيق المساهمة الاقتصادية المرجوة منه.من ناحية إخرى أشارت د. هبة إلى أن الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في السلطنة تولي مجال السياحة والتنمية المستدامة عناية خاصة، وذلك من خلال البرنامج الدراسي إدارة الأعمال والخدمات بكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال – حيث تركز على تعريف الطلاب بالجانبين الأكاديمي والعملي في هذا المجال. ولقد عاد الطلاب منذ أيام قليلة من رحلة تعليمية مكفولة من الجامعة لكل من ألمانيا وهولندا وبلجيكا تحت عنوان: «السياحة والثقافة والتنمية المستدامة» تعرفوا من خلالها على آليات إدارة مواقع التراث العالمي بطريقة مستدامة وقاموا بزيارة مكاتب منظمة اليونسكو للتعرف على الخطط المختلفة لدعم الاستدامة. هذا بالإضافة إلى برنامج الزيارات الميدانية المحلي الذي يتعرف فيه الطلاب على مواقع الجذب السياحي المختلفة ويضعون الرؤى للتنمية السياحية المستدامة.

Share it on