حلم «اليونسكو».. هل تنجح مصر في تجاوز فرنسا والصين وقطر؟

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

مع اقتراب موعد إجراء انتخابات المدير العام لمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، والمقرر بدؤه غدًا الإثنين، ينتظر المصريون مصير المرشحة المصرية الدكتورة مشيرة خطاب، التي ستكون في مقدمة المتنافسين على المنصب بجانب 8 آخرين.

وتتقدم السفيرة مشيرة خطاب بقوة نحو قيادة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، بينما دخلت المعركة الانتخابية حول هذا المنصب الثقافى الدولى الرفيع مرحلتها الأخيرة، استعدادا للحظة الحاسمة وإعلان النتيجة يوم الجمعة المقبل الموافق 13 أكتوبر الجاري.

وتشارك فى الانتخابات ثلاث دول عربية يمثلها السفيرة المصرية مشيرة خطاب، والقطري حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة الأسبق، والدبلوماسية اللبنانية فيرا خوري، وذلك بعد انسحاب المرشح العراقى لصالح مرشحة مصر، كما تضم الانتخابات ثلاث دول من آسيا، يمثلها الصينى تيشان تانج، وبولاد بولبلوجى من أذربيجان، وفام سان تشو من فيتنام، إضافة إلى الفرنسية أودرى أزولاى.

المنافسة شرسة ونبذل أقصى جهد

يقول السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ومدير حملة السفيرة مشيرة خطاب، إن هناك جهودا دبلوماسية مكثفة لحسم مقعد مدير عام اليونسكو لصالح السفيرة مشيرة خطاب، مؤكدًا أن الفريق المصري سيبذل أقصى جهد لتحقيق الانتصار فى المعركة الدبلوماسية الصعبة.

وأضاف العرابي، فى تصريحات صحفية له، أن الأجواء محتدمة بسبب ممارسات قطر لشراء الأصوات لمرشحها، لافتًا إلى أن «خطاب» تستعد للمرحلة المقبلة من الانتخابات وليس لديها دعم عربي كامل على مقعد مدير اليونسكو، بسبب مرشح قطر الذي تسبب في الانشقاق.

وأكد وزير الخارجية الأسبق أن مصر تقف بقوة خلف المرشحة مشيرة خطاب، وحرصت على إرسال رسالة قوية للجميع من خلال إرسال وزير الخارجية سامح شكرى إلى العاصمة الفرنسية، لافتًا إلى أن الحكومة المصرية تؤكد من خلال شكرى أنها تأخذ عملية اختيار مدير عام اليونسكو الجديد بمنتهى الأهمية، وأن القاهرة تستخدم أوراقها وعلاقاتها الخاصة مع الدول الأخرى لتأمين عملية الفوز بهذا المنصب الرفيع، وأشار إلى أن الدولة المصرية والشعب المصرى لديهما مشاعر غامرة، تؤكد وتشجع المرشحة المصرية.

وأشار مدير حملة السفيرة مشيرة خطاب إلى أن المعركة الانتخابية تشهد حاليا وجود ثلاثة مرشحين عرب بعد انسحاب المرشح العراقى و3 من آسيا وواحد من أوروبا إلا أن المرشحة المصرية هى الوحيدة التى تمتلك تأييدا إقليميا، خاصة أن «خطاب» هى مرشحة القارة الإفريقية طبقا لقرار قمة الاتحاد الإفريقى الأخير.

وتابع: «وصلنا إلى الانتخابات ونتوقع كما سمعنا أن معيار اختيار المدير العام الجديد هو الكفاءة والشفافية والقدرة على تنفيذ الأهداف السامية لهذه المنظمة، والدول أعضاء المجلس التنفيذى أمام اختبار حقيقى، واختيارهم يجب أن يكون بعيدا عن أى مؤثرات أو ضغوط حتى تؤكد المنظمة مصداقيتها».

أبرز المنافسين

تخوض السفيرة المصرية «مشيرة خطاب»، التى شغلت منصب وزيرة الدولة للأسرة والسكان سابقا، وهى ثانى سيدة تتولى منصب وزير الدولة لشئون الخارجية، كما شغلت منصب سفير مصر فى تشيكوسلوفاكيا وجنوب إفريقيا، وحصلت مشيرة خطاب على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1967، اختيرت كثالث أعظم ناشطة حقوق إنسان فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن 5 أخريات فى ديسمبر 2013، حصلت على وسام فارس الصليب الأعظم من رئيس الجمهورية الإيطالية 2010، وسام كومنداتورى الجمهورية من رئيس الجمهورية الإيطالية 2007، وسام الرجاء الصالح من رئيس جمهورية جنوب إفريقيا 1999، وفي عام 2016 رشحتها مصر لشغل منصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو.

وتنافس المرشحة الفرنسية «أودرى أزولاى»، التى تبلغ من العمر 45 عامًا، بقوة فى انتخابات المدير العام لمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، وقد تم تعيينها فى الوزارة الفرنسية فى فبراير من العام الماضى، وهى ابنة مستشار ملك المغرب محمد السادس أندرى أزولاى، الذى ينتمى إلى الأقلية اليهودية بالمغرب، إلا أن ابنته لا تنتمي إلى أى حزب سياسى فى فرنسا، ولم يكن المنصب الوزاري بعيدًا عن التخصص الذى أدخلها قصر الإليزيه فى سبتمبر 2014 كمستشارة الرئيس فرانسوا أولاند للثقافة والاتصال.

تخرجت المرشحة الفرنسية من أصل مغربى، فى عام 2000 من المدرسة الوطنية للإدارة، إحدى أعرق المدارس الفرنسية، ثم حصلت على شهادتها الجامعية من جامعة باريس دوفين، حيث درست العلوم السياسية.

وينافس المرشح الصينى «تيشان تانج» الذى يمتلك من العمر 67 عاما والحاصل على العديد من المناصب المرموقة التى تليق به وبخبرته، مما أهله للسعي للفوز بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو لاستكمال مسيرته في التعليم، حيث يمتلك سجلا سياسيا وتعليميا حافلا، بداية من حصوله على درجة البكالوريوس في مجال التربية عام 1976 من جامعة شانشي، وفي عام 1985 التحق بالسفارة الصينية بكندا حيث خدم بها حتى عام 1989، وكان المسئول عن تعزيز التعاون الأكاديمي بين الجامعات الكندية والصينية.

وبدأ تانج مسيرته المهنية في اليونسكو منذ عام 1993 كإخصائي برنامج رئيسي في شعبة التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني، كما أسهم في إنشاء مركز اليونسكو- يونيفوك الدولي في بون بألمانيا، ثم شغل عدة مناصب في المنظمة في مجال التعليم.

لعبة التربيطات في أروقة اليونسكو

تمتلك إفريقيا في هذه الدورة 13 صوتًا ولدى العرب 7 أصوات بمجموع 20 صوتًا، أى ما يعادل ثلثي عدد الأصوات المطلوبة للوصول إلى النصاب القانوني (50% +1)، للفوز بالمنصب الدولى الرفيع الذى يتطلب حصول المرشح على 30 صوتًا من إجمالى 58 صوتًا هي عدد أصوات الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي.

وتُعد منظمة التعليم والعلوم والثقافة «اليونسكو» إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة وتأسست عام 1945 بمدينة باريس في فرنسا، بهدف المساهمة في إحلال الأمن والسلام لتعزيز التعاون الدولي عن طريق التعليم والعلم والثقافة، وأيضا المساهمة في بناء السلام وتخفيض الفقر وتحقيق التنمية المستدامة وخلق حوار من خلال التعليم والعلوم والثقافة لتحقيق التعليم المتساوي للجميع، من خلال مواجهة التحديات الاجتماعية والأخلاقية ومواجهة التنوع الثقافي وبناء ثقافة تقوم على مفهوم السلام والعلوم الشاملة من حلال خلق بيئات للتواصل وتبادل المعلومات، وتضم في عضويتها 196 دولة عضوا و8 دول مؤسسة.

منافسات الدولة المصرية في اليونسكو

سبق للدولة المصرية أن شاركت فى انتخابات المدير العام لمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة مرتين، الأولى عندما رشحت الدكتور إسماعيل سراج الدين، المدير السابق لمكتبة الإسكندرية، على الرغم من رفض عدد كبير من المثقفين فكرة ترشحه لهذا المنصب الدولي الرفيع، وتوقعهم أن يحظى الرجل بـ«صفر كبير» فى الانتخابات، والثانية بترشيح الدكتور فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، ورغم اقتراب فوزه بالمقعد، فإنه لم يكتمل بسبب تقدم أكثر من مرشح عربي، وباءت جميعها بالفشل، بسبب أن الأصوات المؤيدة للعرب توزعت بدلاً من تجمعها، وكان مأتما كبيرا بطول البلاد وعرضها، ورغم التحذيرات من تلك النتيجة، فإنه لم يلتفت إليها أحد، وأقامت الحكومة سرادقات وأنفقت ميزانية وزارة الثقافة فيما لا طائل من ورائه.

فبعد منافسة شرسة في ماراثون «اليونسكو» وقتها، لعبت فيها التربيطات السياسية الدور الأبرز، فازت المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا بمنصب الأمين العام للمنظمة، بعد منافسة قوية مع المرشح المصري فاروق حسني، الذي كان أقرب للفوز بعد فوزه في الأربع جولات الأولى للانتخابات، لتأتي بوكوفا لتحسم فوزها في الجولة الفاصلة، بـ31 صوتا مقابل 27 صوتا لفاروق حسني.

ورأى المتابعون لانتخابات المنظمة آنذاك أنها تم تسييسها، مرجعين سبب الخسارة إلى أن إسرائيل لن تسمح لأي مرشح عربي بالفوز، وهي على أبواب العمل الجاد لتهويد القدس، وأنها المرة الأولى التي يحدث فيها استقطاب بين دول الشمال ودول الجنوب، ولأول مرة تقف دول أوروبا بشراسة في مواجهة دول الجنوب.

شارك الخبر على