الهدوء الذي يسبق العاصفة..هل قصد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي؟

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، الأسبوع المقبل، ليترك مصيره في يد الكونجرس المنقسم بالفعل، وذلك بحسب ما قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وكان ترامب قد أثار المزيد من الشكوك حول موقف واشنطن، بعد أن علق على صورة التقطها خلال عشاء مع مجموعة من القادة العسكريين وأسرهم، بأن هذا قد يعد "الهدوء الذي يسبق العاصفة".

وجاوب ترامب ردًا على سؤال الصحفيين عن معنى تلك الجملة، قائلا "ستعرف لاحقًا"، الأمر الذي أثار الشكوك حول إذا ما سيستخدم الخيار العسكري مع إيران، أم أنه يثير التوتر دون هدف حقيقي.

من جانبها رفضت سارة ساندرز هوكابي، المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، توضيح ماذا يقصد ترامب بهذا التصريح، وقالت أمس الجمعة "ليست لدي أدنى فكرة عما يعنيه هذا الكلام".

وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه في الوقت الذي تقف فيه أمريكا في مواجهة نووية مع كوريا الشمالية، فإن الانسحاب من البرنامج النووي الإيراني من الممكن أن يخلق المزيد من التوتر في الشرق الأوسط.

وكانت عدد من وسائل الإعلام قد أكدت أنه من المتوقع أن يتجاهل ترامب كبار مساعديه للأمن القومي، وأن يعلن انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، بحجة أنه لا يلبي مصالح الأمن القومي الأمريكي.

وذكر ترامب، خلال اجتماعه مع القادة العسكريين في البيت الأبيض، أن "النظام الإيراني يدعم المنظمات الإرهابية، ليسبب الفوضى والعنف، في الشرق الأوسط. ولهذا يجب أن نضع حدًا للعدوان الإيراني المستمر، وطموحاتها النووية"، مؤكدًا "ستسمعون أخبارًا جديدًا بخصوص إيران".

وأشارت الجارديان إلى أن تصريحات ترامب جاءت في الوقت الذي كان يجلس فيه بجوار عدد من مستشاريه الأمنيين، الذين أكدوا مرارًا أن إيران ملتزمة بتعهداتها في الاتفاق النووي.

ومن جانبه أكد جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، أن البقاء في الاتفاق النووي بشرط أن تلتزم إيران بالمعوقات المشددة على برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات عنها، كان في مصلحة الأمن القومي الأمريكي.

وأكد الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن الانسحاب من الاتفاق المتعدد الأطراف الذي وقعه العديد من حلفاء أمريكا، من الممكن أن يؤثر في مصداقية الولايات المتحدة، ويحد من القدرة على توقيع اتفاقيات مماثلة مستقبلا.

وقال مسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي إنه يتوقع انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، ولكنه أشار إلى أن ذلك لا يعد نهاية الاتفاق.

وتأتي هذه التهديدات بالخروج من الاتفاق النووي في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي والصاروخي، حيث أندلعت حرب كلامية بين ترامب والرئيس الكوري الشمالي "كيم جونج أون".

ومنه جانبه حذر جيفري لويس، الخبير في برنامج الأسلحة الكوري الشمالي، من أن تصريحات ترامب التي تحدث فيها عن "الهدوءالذي يسبق العاصفة" من الممكن أن يدفع عدد من أعداء الولايات المتحدة للتصرف بشكل لا يتوقعه الرئيس.

وكتب لويس على تويتر "أن هذا النوع من التحذير الفارغ، جاء في الوقت الخاطئ، ومن الممكن أن يشعل صراعًا غير متوقع في شبه الجزيرة الكورية. من فضلك توقف"، موجهًا كلامه لترامب.

شارك الخبر على