قرعة رئاسية .. بقلم ريم هبانى

أكثر من ٦ سنوات فى سودانايل

 
لماذا الان يا فخامة رئيس البلاد ، هل وضعت الحرب أوزارها هل تم جلوس اهل السودان جميعا حول مائدة واحدة وتم نقاش جميع القضايا السودانية العالقة ، هل اتفق جميع السودانيين على دستور دائم لبلادهم ، هل توصلوا لكيفية حكم السودان وكيفية تفكيك هيمنة حكومة الحزب الواحد على مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية والقطاع الخاص والعودة بها الى قوميتها، هل توصلوا لكيفية معالجة المرارات والأحقاد والأثار الغائرة فى النفوس من جراء سياسات حكم الجبهة الاسلامية لاكثر من 28 عاما ، هل الجبهة الاسلامية مستعدة لدفع ثمن ما أرتكبته من جرائم فى حق شعب لم يكن يحمل لها إلا كل خير ، هل تم كل ذلك وبحضور مراقبين دوليين محايدين حتى تقرر أن تقوم بجولة عربية لإعمار السودان!!!
هذا ما يجب أن يحدث اولا يا فخامة الرئيس ثم بعدها يتفق الممثلون لشعب السودان على كيفية إعماره وبعدها يتم الإتفاق على الاولويات المطلوبة للشعب السوداني التى تحتاج لاعمار سريع ، وبقنوات واضحة وشفافة .
اما قبل كل ذلك وفجأة تقرر القيام بنفسك بجولة وتسميها جولة إعمار السودان فهذا ليس إلا ضحك على الذقون وما انت بصدد فعله لا علاقة له باعمار البلد ولا يصب فى مصلحة الشعب السودانى من قريب أو بعيد.
وحتى لا تقول اننا متحاملون عليك او تتهمنا باي تهم اخرى هيا بنا نجرى كشف حساب سريع لفترة حكمك لترى اننا على حق :
فانت الرئيس الوحيد الذى تهيأت له الفرص ليحكم البلاد لاكثر من 28 عاما متواصلة وكان بإمكانه أن يجعلها تفوق روسيا الإتحادية تقدما،ومع ذلك طوال فترة حكمك عمدت على تدمير السودان بمنهجية حيرت ابليس وقبيله ، ومن يفعل ذلك لا يمكنه أن يبنى حتى قصرا من رمل على شاطئ البحر كما يفعل الأطفال الصغار.
ففاقد الشئ لا يعطيه يا فخامة الرئيس ، فانت ومنذ أن عرفك الشعب السوداني من دون رؤساء السودان الأشهر على الإطلاق فى دمار كل مقدرات، مكتسبات وثروات الشعب ، والأدهى والامر لم تسلم منك حتى سمعة الشعب والبلد ، فانت من دون رؤساء البلاد الوحيد الذى أُدين دوليا وبناء على ذلك جئ بقوات خارجية لتحمى شعبه من بطشه .
هل يا تُرى نسى السيد الرئيس انه أشعل أول حرب دينية فى البلاد وعلى أثرها تم فصل جنوب البلاد ، فهل من يفعل ذلك يمكنه أن يعمر حتى سيارة .
يا فخامة الرئيس من يصادر الدولة وينتهج فقه التحلل والتمكين والتجنيب ومن يتدخل فى القضاء ويأمر مغتالا حياديته و ونزاهته بسحب قضايا الفاسدين بل حمايتهم قطعا لا يعرف معنى الإعمار لان فعله هذا يدمر أمة .
يا فخامة الرئيس من يظل على سدة الحكم لاكثر من 28 عاما وياتى بترزية مهره ليفصلوا و يغيروا له فى الدستور مرارا وتكرارا ليظل ممسكا بزمام الأمور وجالسا على كرسى السلطة لا علاقة له بالاعمار.
يا فخامة الرئيس من يترك بلاده وشعبه يموتون من الكوليرا والسل وهو يتجول فى بلاد الله ، لا علاقة له بالإعمار ، يا فخامة الرئيس من يذهب ليستجم هو واهله وحشمه وخدمه وبلاده غارقة فى مياه الامطار وفى اطنان من الزبالة والسدود والبيوت تنهار فوق رؤسهم لا علاقة له بالإعمار.يا فخامة الرئيس من تُغتصب معلمات مدارسه نهارا جهارا ويُغتال شبابهن تحت انقاض دورات مياه مدارس متهالكة ولا يكلف نفسه حتى بزيارة تفقدية لمدارس جلها متهالك ، ولا بتحويل المسئولين عن هذه الجريمة للمحاسبة ولا يقوم بزيارتهن والتخفيف على أسرهن المكلومة ولا القيام بصيانة المدارس حتى لا تتكرر هذه الحادثة المفجعه لا يفقه معنى الإعمار.يا فخامة الرئيس من أوصل شعبه لياكل من القمامة ومن فضلات الوزراء والولاة وأهل السلطة لا علاقة له بالإعمار .يا فخامة الرئيس من يبدد اموال الشعب على جيوش جرارة من المنتفعين من حزبه ومن على شاكلتهم من مرتزقة السياسة قطعا لا علاقة له بالإعمار.ياسعادة المشير القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية من يدمر الجيش الوطنى للبلاد ويستبدله بمليشيات قبلية يهبها مُقدرات البلاد لحمايته شخصيا لا علاقة له لا بالوطنية ولا بالإعمار.يا فخامة الرئيس بسببك انت يتسرب من المدارس جيوش من الاطفال وينتشرون على طول شوارع العاصمة وعرضها ليبيعوا الماء والمناديل تحت شمس حارقة ، ويشمون البنزين ويُتركوا عرضة لذئاب البشر لان سيادتك قد صادرة حقوقهم بالغاء مجانية التعليم، و من يفعل ذلك منحازا لحزبه لا يفقه معنى الاعمار لا فى البشر ولا فى الحجر .يا سيادة الرئيس بسببك يموت الاطفال والكبار من المرض لان سيادتك قد الغيت لصالح حزبك مجانية العلاج ، فمؤكد ان سيادتك تقصد إعمار من نوع اخر ، اعمار اهلك وعشيرتك وحزبك لتظل جاثما على صدر هذه البلاد.يا سيادة الرئيس الم ترى حين زرت اثيوبيا مرارا وتكرار الهجمة الإستثمارية الضخمة التى يقوم بها رئيسها وحكومته ، وكيف عمدت اثيوبيا لجذب اموال المستثمرين بتسهيل الإجراءات وتوحيد الجهة التى يتعامل معها المستثمر ويرجع لها فكانت قبلة للاستثمار الأجنبى ، ليس كما تفعل انت وحكومتك بطرد كل من ياتى الى بلادنا من المستثمرين بتركهم مغنما فيفروا باموالهم من سياسات تهدف لمنفعة حزبية ضيقة عبر مفوضيات ولائية للإستثمار لصالح اعضاء الحزب الحاكم والتى بسببها طفش وهرب المستثمرون وآثروا السلامة ، والكارثة الكبرى أن هذه المفوضيات خارجة تماما عن سلطة الوزارة الاتحادية ونتيجة لكل هذه المحسوبية فقدت البلد وشعبها العديد من الإستثمارات كان يعول عليها الشعب المسكين فى تحسين ظروفه المعيشية ، واستفادت منها دول جادة مثل اثيوبيا وخلافها ، فأي إعمار يتجول له هذا الرئيس.الم تلتقى فى جولاتك الكثيييييرة يا فخامة الرئيس رئيس تنزانيا البلدوزر أو قاهر الفساد السيد جون ماغوفولي الذى يقتلع الفساد من جذوره ولا يتهاون فى فصل الفاسدين مهما بلغ عددهم ، الم ترى صورته وهو يشارك بنفسه الاف من شعبه فى حملة لتنظيف شوارع العاصمه ، ويجمع بنفسه القمامة ضاربا المثل الاعلى والقدوة لابناء شعبه ، الم ترى جويس باندا رئيسة ملاوى وهى تبيع الطائرة الرئاسية التى تكلف صيانتها وتامينها سنويا 300 الف دولار وحاربت كل مظاهر البذخ الحكومى لصالح شعبها .ام جولات السيد الرئيس غير معنية بالأهتمام بمثل هذه الأشياء بل معنية فقط بالمأدبات الفخمة وجولات التسوق والتنزه والعلاج والنقاهة لذلك اصبح من الضرورى ان يقوم بجولة أعمار يضرب بها عدة عصافير فى وقت واحد .فهذه الجولة التسولية هدفها الرئيسي تمويل انتخابات 2020 والتى هى منذ الان مخجوجة ومزورة بختم رئاسى، و بتصريحات رئاسية رافضة تماما لتوزيع مناصب الولاة بين الاحزاب المشاركة معه فى الحكم محتفظا بها جميعها لحزبه فقط ، وسيسخر لها كل خزانة البلاد ، وكذلك جميع وسائل الاعلام الرسمى وكل مقدرات الدولة من سيارات و ولاة وجيوش جرارة من المنتفعين من هذا النظام الفاسد اضافة لرجال الاعمال فهولاء مجبر اخاك لا بطل واكثرهم خوفا وجرسة سيأثرون السلامة وينضمون للمؤتمر الوطنى وايضا لن ينجوا الا بدفع اتاوات تجعلهم ينالهم من الرضا جانبا ، واخطر ابتزاز وتهديد اشهره النظام الحاكم هو استمارة العضوية للمؤتمر الوطنى الذى يبتز ويرهب بها جل موظفي الخدمة العامة والمدنية وقطعا العسكريه والامنية خلف الكواليس ولسان حاله "من ليس معنا فهو ضدنا" وعليه ان يستعد للتشريد وفى أفضل الأحوال نقله الى أصقاع البلاد وحرمانه من حقوقه .فهل بعد كل هذا يا ريس تقول إعمار ، كان الأفضل لك يا سيادة الرئيس أن تصمت وتجعل جولتك حمدها فى بطنها ، وانت وحظك هل ستمتلئ قرعتك أم سترجع لحزبك مكسوفا يد ورا ويد قدام .ومؤكدا بفساد كيزاني حربائى ومؤتمرجى يشيب له إبليس نفسه ستفوز فى انتخابات 2020 وتجلس على كرسى الرئاسة لخمسة سنوات قادمه .هذا بحسابك انت و المؤتمر الوطنى ولكنكم قد اغفلتوا حسابات مالك الملك الذى ينزع الملك ممن يشاء ولو امتلأت قرعتكم حتى فاضت ولو حاوطتكم مليشيا الدعم السريع من كل حدب وصوب.إرحل يا عمر انت وحزبك فبقاؤكم تكلفته باهظة ولن تُحمد عقباه ، إرحل يا عمر بيدك حينها سيحاكمك وحزبك الشعب بقضاء نزيه ليس كقضائكم ، إرحل يا عمر لننصب صيوانات عزائنا لناخذ الفاتحة فى ابائنا واخواننا وازواجنا وابنائنا شهداء رمضان الثمانية والعشرين ، ولناخذ الفاتحة فى ابنائنا واخواننا من طلاب الخدمة الإلزامية شهداء العليفون والقطينة وكل معسكراتها ، فى شهداء حرب الجنوب فى طلاب جامعاتنا فى التايه ، بشير ، الطيب فى مجدى ، جرجس فى على فضل ،بولاد، فى شهداء دارفور ، فى شهداء السدود ، فى سنهورى ، هزاع وكل إخوتهم وأخواتهم من شهداء هبة سبتمبر ، فى كل المفقودين الذين إختطفتوهم وقتلتوهم غدرا ، فى شهداء البحار والمحيطات الذين بسببك صاروا طعام لحيتانها ، ووووو لتهدأ ارواحهم الطاهرة ، إرحل يا عمر لنتفرغ لتضميد جراح السودان وجراح كل من أهنتوا كرامته على الملأ وفى بيوت أشباحكم من أبناء وبنات هذا الوطن ، إرحل يا عمر ودعنا ننفض شؤما نثرته الجبهة الإسلامية على بلادنا ، إرحل يا عمر ودعنا وحدنا نرتق النسيج السوداني الذى مزقته بصلف انت وحزبك ، إرحل يا عمر لنبدأ إعمار بلادنا على طهر غاب عنها لاكثر من 28 عاما ، إرحل يا عمر ليحمل الراية أجيالا ولائها للسودان فقط ، ولسان حالها الدين لله والوطن للجميع .
reemhabani@hotmail.com

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على