لماذا تجاهل العرب فوز «حليمة»؟

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

لميس ضيفأولاً، نحن لا نتحدث هنا عن حليمة بولند التي تبادر اسمها لأذهان بعضكم بعد قراءة العنوان. فالعرب لم يتجاهلوا أخبارها قط رغم انتقادهم الظاهري لها. إننا نتحدّث هنا عن حليمة يعقوب التي فازت مؤخراً بمنصب رئيسة سنغافورة لتصبح أول رئيسة للبلاد.حليمة (63 عاماً) مسلمة.. والدها من الهند وأمها من ملاوي وزوجها من اليمن التعيس. كانت رئيسة للبرلمان ومنه -وفيه- أثبتت جدارتها لتزعم البلاد التي أصبحت نهضتها مضرباً للأمثال في العالم قاطبة. فسنغافورة هي الدولة التي تحوّلت من قزم لا يكـــاد يبيـــن في خريطـــة العالم لمارد اقتصادي مهيب. ونجحـــت في رفع مداخيل الفرد فيها ليتمتـــع الفرد فيها بثالث أغلى دخل في العالم. وعرفت أن المرأة ليست صالحة للحكم فحسب، بل لديها قدرات استثنائية في التغيير والقيادة والإصلاح.ومن أسرار التفوّق السنغافوري أيضاً أنهم لا ينظرون لأصل وفصل القيادي ما دام مؤهلاً وقادراً على النهوض بواجباته العامة. ولا تنظر هذه الدولة العلمانية لدينك لأنه غير مهم أيضاً ولا وزن له طالما أنك لا تفرض قيمك الدينية على أحد «علماً بأن حليمة محجبة».قد يقول قائل إن منصب الرئاسة في تلك الدول شرفي إلى حد بعيد وهم محقــون. ولكـــن منصب رئاســة البرلمـــان الذي شغلته حليمة منذ العام 2013 لم يكن شرفياً فالبرلمــان فعلياً هو مَن يُسيّر البلاد ويتحكم في قراراتها ممثلاً للشعب.«إني رئيسة للجميع، بغض النظر عن العرق أو اللغة أو الدين أو العقيدة» قالت في خطبتها التاريخية وعزز فوزها صورة سنغافورة كدولة متعددة الثقافات وفخورة بذلك أيضاً.لا نستطيع كعرب أن نتقبل المرأة في مناصب رفيعة كتلك. وحتى عندما تمنح «بعض» الدول «بعض» النساء مناصب قيادية فهي تختارهن من عائلات عريقة وثرية كجزء من الصفقة النفعية/‏التنفيعية غير المكتوبة بينها وبين تلك العائلات. فتجامل تلك العائلات من جهة وتتزين أمام العالم مدعيةً انفتاحاً ظاهرياً لا تتمتع به في الحقيقة.لذلك لن نصل لمكان.. المكان الذي نطمح له على الأقل. إن لم نتخلَّ عن إعلائنا لشأن الجنس والعرق والانتماء الديني على ما يهم حقاً.. وهو الكفاءة والأهلية للمناصب العامة والقيادية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على