وما نيل المطالب بالتمني

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنيفي الوقت الذي نطالب فيه الحكومة ممثلة في الجهات المختصة بسن التشريعات والقوانين التي تفرض تطبيق نسب التعمين، وحث أرباب العمل في القطاع الخاص على القيام بمسؤولياتهم في استيعاب أبنائنا الباحثين عن عمل في مؤسساتهم، فإننا في المقابل ندعو الشباب إلى القبول بالأعمال في الشركات على اختلاف مستوياتها وعدم وضع شروط مسبقة لقبول الوظيفة.إن المتابع لما يكتب في الهاشتاق «عُمانيون بلا وظائف» من قصص يرويها الشباب وهم وقوف في محطات انتظار قطار الوظيفة التي يحلمون بها لبناء مستقبلهم ليقدر ما يبذلونه من جهد في البحث عنها أو عن أي مهنة يكتسبون عبرها قوت يومهم.هذا المسار يواجه كل شاب في حياته العملية، فالبدايات صعبة دوما، وهو ما يجب أن نتفهمه، وفي المقابل يجب أن لا نستسلم للظروف وأن لا نسمح لليأس ليدفعنا لمستنقع القنوط.إن الشركات والمؤسسات في كل بلدان العالم يقوم عملها على الإقرار بحتمية الربح والخسارة وهذا هو الدرس الأول في العمل التجاري إجمالا، على ذلك فهي ليست جمعيات خيرية ولا نرغب يوما في أن نراها كذلك، هذا إن أردنا أن نرتفع بالإنتاج والإنتاجية بعد تجويد العمل ومن بعد احترام قوانينه القائلة بأنه وعندما يتفانى العامل في عمله فإنه سيحصل حتما على التقدير المادي والمعنوي الموازي للجهد المبذول، هذا ما ينبغي أن يكون.إن أبواب الأماني والأمنيات والتمنيات مفتوحة على مصراعيها دوما لكل واحد منا، ولكن هذه التطلعات لابد أن تقترن بالجدية والمثابرة والتطلع للأفضل، وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:وما نيل المطالب بالتمنيولكن تؤخذ الدنيا غلاباإن بناء الأمم والشعوب لا يتأتى فقط بالمطالبات والتمني إن لم تُغرس الأقدام في أوحال الضنى والعذاب غير آبهة بنوعية الأوحال ولا مكترثة بطعنات الأشواك وباعتبار أن العمل أي عمل ما بقي نظيفا فهو شرف لا يدانيه آخر، إذ يكفيه فخرا أنه يجنب الخائضين في أوحاله الطاهرة ذل السؤال أعطوه أو منعوه.بالطبع التحديات التي تواجه الدول في توفير وظائف لمواطنيها كبيرة وكل الدول تعايش ذات الهم، ونحن في هذا الجزء من العالم نمر بمنعطف اقتصادي معروف للجميع وهو ما يجب أن يؤخذ دوما في الاعتبار وملخصة أن الظروف لا تتيح لنا أن ننثر الورود والرياحين في الطرقات التي يسلكها طلاب الوظائف نقول ذلك بأسف بالغ، ولو كان بوسعنا أن نفعل لفعلنا ففلذات الأكباد يستحقون أكثر من ذلك، وهو دماء الشرايين حبا وكرامة.نأمل من الأبناء أن ينخرطوا في أي وظيفة مواتية تنالها أيديهم، فقد لا تلوح تارة أخرى، وبما أنها كذلك فهي لا تتيح لهم القفز بالزانة إلى قمة السلم بدون أن تعترضهم العقبات والمطبات الأرضية والهوائية معا، تلك هي سمة الحياة التي نحياها وعلينا أن نواجهها بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على