هذه هي الأسباب الحقيقية لتأزّم العلاقات السعودية الأمريكية

أكثر من سنة فى تيار

ذكر تقرير لوكالة بلومبرغ الأمريكية إلى أن تراجع العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، لم يكن نتيجة خفض إنتاج النفط من تحالف "أوبك+"، بل يعود لسنوات.
وأشار تقرير الوكالة إلى أن التغيير في العلاقة بين واشنطن والرياض تَشكّل على عدة سنوات، عبر أصعدة مختلفة تلخصها خمسة محاور:
المحور الأول: واردات الولايات المتحدة من النفط الخامفقدت المملكة العربية السعودية تفوقها كأبرز مصدّر للنفط للولايات المتحدة منذ سنوات، حيث تضاءلت شحناتها لأمريكا مقارنة بكندا والمكسيك وروسيا.
المحور الثاني: مبيعات الأسلحةانخفضت أرقام مبيعات الأسلحة من الولايات المتحدة نحو السعودية بشكل حاد بسبب التدخل العسكري للمملكة في اليمن، ومقتل الكاتب الصحفي في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018.وانخفضت مبيعات الأسلحة الأمريكية المقترحة إلى المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة بشكل لافت، وفق الرسوم البيانية التي ضمنتها الوكالة لتقريرها.
المحور الثالث: الأسلحة والوقودتقلصت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام السعودي بشكل شبه آلي مبيعات الأسلحة المقترحة للمملكة، وهو "ما يعكس الأهمية التجارية والاستراتيجية للبلاد"، وفقا لوكالة بلومبيرغ.وتوفر المملكة العربية السعودية، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، 11٪ من إجمالي المعروض من النفط الخام في العالم، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأسعار من خلال عضويتها في منظمة أوبك. وتعد الولايات المتحدة والصين والهند أكبر ثلاثة مستهلكين للنفط، اعتبارا من عام 2019.
المحور الرابع: المحفظة السعوديةتعد الصين حاليا أكبر شريك تجاري للسعودية، كما قامت المملكة برفع وتيرة تجارتها مع الهند.وفي مبادرة الاستثمار المستقبلي في الرياض، روجت المملكة العربية السعودية للاستثمارات المحلية والدولية، التي تم تمويلها جزئيا من عائدات بيع النفط بأسعار أعلى.
المحور الخامس: الاستثمارات السعوديةويعدّ سوق الأسهم، أحد المجالات التي عززت فيها المملكة العربية السعودية علاقاتها مع الولايات المتحدة.ويُعد الأمير السعودي الوليد بن طلال أحد أكبر الداعمين لاستحواذ إيلون ماسك على موقع تويتر، حيث قام بتداول ما يقرب من 35 مليون سهم على منصة التغريدات، ما دفع السناتور كريس مورفي، وهو ديمقراطي من ولاية كناتيكيت، إلى الدعوة إلى مراجعة المصالح السعودية في الشركة من قبل لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، عقب تذبذب العلاقة بينهما.
نتائج التراجعولفتت بلومبيرغ إلى أن كل تلك المعطيات المذكورة، جعلت المملكة العربية السعودية تلجأ إلى رسم مسار مختلف عن العقود السابقة، حيث تسعى حاليا إلى تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط، الذي لا يزال يشكل نحو 75٪ من صادراتها.
وذكر تقرير الوكالة أنه "قد تقود هذه الحسابات المملكة بعيدا عن الولايات المتحدة، وتتجه نحو شركاء جدد".وقالت راشيل زيمبا، الزميلة البارزة في مركز الأمن الأمريكي الجديد: "قد يتصرفون بطرق أقل انسجاما مع الولايات المتحدة".وأضافت: "من الواضح أنهم لا يزالون يرون اهتماما بالاستثمار في الولايات المتحدة، لكنهم يبحثون أيضا عن بدائل أخرى".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على