شقيق ضحية الهجرة لليبيا منهم لله السبب في موته (صور)

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

«منهم لله السبب في موت شقيقي وأولاد عمي».. بهذه العبارة بدأ محمد على غنيم شقيق المتوفى حسن الذى لقي مصرعه في صحراء ليبيا، حديثه إلى «التحرير» راويا رحلة موت أخيه في البلد الشقيق.

وقال محمد المقيم في منطقة قرية الجزيرة الخضراء التابعة لمدينة التل الكبير في الإسماعيلية إن شقيقه كان يمهن المحارة في مجال البناء، مشيرا إلى أن ضيق الحال دفعه إلى فكرة السفر إلى ليبيا التي سبق له السفر إليها منذ ثمانينيات القرن الماضي وانقطع عنها بعد ظروف الحرب التي تعرض لها البلد الشقيق.

المتوفى

وأوضح غنيم أن شقيقه توجه للسفر إلى ليبيا يوم 28 من شهر يوليو الماضي برفقة 3 من أبناء عمومه عن طريق الهجرة غير الشرعية، مؤكدا انقطاع أخباره منذ ذلك اليوم.

وتابع: «كنا على أمل أنه مازال حيًا، وتواصلنا مع أحد أقاربنا في محافظة مطروح للبحث عنه في الأماكن الحدودية ولكن لم نصل إلى شيء».

واستكمل شقيق ضحية الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا: «فوجئنا أمس الجمعة بنشر خبر على موقع ليبى مفاده وجود جثث بجوار سيارة دفع رباعي لمصريي الجنسية دخلوا إلى البلاد عن طريق الهجرة غير الشرعية»، مستطردا: «على الفور بدأت البحث عما يوصلنا إلى معلومة عن حسن، حتى بدأت صفحة الهلال الأحمر في طبرق نشر صور الهوية الشخصية للمتوفين، وكان من بينهم شقيقي».

وأردف محمد: «تواصلت مع الليبيين وأكدوا أنهم عثروا على 13 من جثث المتحللة لمصريين، وبتفتيش ملابسهم وجدوا جوازات السفر وكان من بينهم شقيقى»، لافتا إلى أن الفريق الليبي قام بدفن الجثث بمكانها وأداء صلاة الغائب عليها.

والتقط غنيم أنفاسه ليستكمل حديثه: «الدخل الضعيف هو الذى دفع شقيقي للسفر عن طريق الهجرة غير الشرعية، إذ أنه كان عاملًا باليومية ولديه أسرة مكونة من 5 أفراد منهم ولد خريج كلية زراعة وبنت خريجة كلية الآداب»، وعقّب: «لم يجد بديلًا للسفر ومحاولة توفير المال الكافي لهم».

ولفت إلى أن شقيقه أجرى مكالمة هاتفية مع شخص يدعى "عثمان" سمسار سفريات، والذى قام بمساعدته للسفر بعد الاتفاق على دفع مبلغ 5 آلاف جنيه، واستدرك: «عثمان اعترف خلال مكالمة هاتفية بأنه قام بتسليم المصريين لأشخاص ليبيين وكان بحوزتهم طعام وشراب بالقرب من منطقة قريبة من مدينة طبرق الليبية، لكنه قال إن شقيقي نصيبه يموت من الجوع والعطش، وبيّن لنا أن المصريين مع حسن دخلوا هضبة صحراء إلى أن نفذ الوقود حتى عثرت عليهم الشرطة الليبية بعد أكثر من شهرين من الوفاة».

وطالب غنيم الجانب الليبي بالحصول على جثة شقيقه لدفنها في مسقط رأسه، ولكن طلبه قوبل بالرفض التام بحجة أنها مُتحللة بشكل كامل وغير واضحة الملامح.

وفي ختام حديثه حذر شقيق المتوفى الشباب من السفر بطريقة غير شرعية إلى دولة ليبيا حتى لا يلقوا مصير حسن.

بؤرة العمالة المهاجرة
لم تكن هذه الواقعة الأولى للجزيرة الخضراء، إذ اكتشف "التحرير" أن ما يقرب من 30 شخصًا سافروا من القرية الإسماعيلاوية خلال الشهور الماضية إلى دولة ليبيا بالطرق الغير شرعية، معظمهم أقارب ومنهم 4 أشخاص بينهم المتوفى، سافروا في يوم واحد ومازال 2 آخران مفقودين بعد وصول شخص إلى الأراضي الليبية واتصاله بذويه.

وقال محسن مصطفى، نجل عم المتوفى، إن 4 من أولاد عمه بينهم المتوفى سافروا يوم 28 من شهر يوليو الماضي، وهم كل من عصام مصطفى 35 عامًا، ورضا لطفي 35 عامًا، ومحمود حسين 28 عامًا، وحسن علي 52 عامًا، ووصل منهم إلى الأراضي الليبية الأول الذي اتصل بزوجته فيما لا يزال الآخران مفقودين في الصحراء.

والتقط مصطفى برعى، عم المتوفى ووالد أحد الناجين، طرف الحديث، قائلًا: «مرحلة سفر نجلى عصام بدأت بطلبه منى 5 آلاف جنيه، وحينما سألته قال لي إنه مسافر مع ولاد عمه إلى ليبيا فنصحته بعدم السفر نظرًا للحروب القائمة هُناك»، مضيفا: «رفضت دفع المبلغ له لكنه كان يعمل في أعمال المحارة وغير قادر على مصاريف أطفاله الخمسة».

شارك الخبر على