خاص الرئيس عون مفاوضاً.. إنعطافة جذرية ومحطة تاريخية للمستقبل!

أكثر من سنة فى تيار

خاص tayyar.org - 
 
ستكون الأيام الثلاثين إلا قليلا الأخيرة في عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الأكثر تشويقا، ولكن أيضا الأكثر إقلاقا لخصومه الذين لا يخفون أنه يعدّون الساعات والدقائق التي تفصل خروجه من القصر. 
ولا يُخفى أن الإنجاز الذي حقّقه بإدارته التفاوض في ملف الخلاف الحدودي البحري، لم ينزل بردا وسلاما على الكثيرين ممن كانوا ولا يزالوا يمنّون النفس بتعطيل أي إيجابية في الهزيع الأخير من العهد، من شأنها أن تعطّل ما سعوا إليه من تخريب سياسي واقتصادي ومالي على إمتداد السنوات الست، والذي يدفع ثمنه اليوم جميع اللبنانيين، بمن فيهم خصوصا أنصار المعطّلين.
وقال مرجع مسؤول لـtayyar.org : تُقفل الستارة اليوم في القصر الجمهوري على أكثر الملفات تعقيدا، مع إعطاء لبنان موافقته على المقترح الأميركي بغطاء سياسي شامل حرص عون على توفيره للإتفاق، على رغم معرفته تمام المعرفة بهوية كل من سعى حتى اللحظة الأخيرة الى تعطيل الإتفاق، أو في الحد الأدنى الى التقليل من أهميته أو الى سرقة بعض من وهجه.
ولفت الى أن ن ما تختزنه الأيام القليلة المقبلة، بدءا وليس إنتهاء بالتسوية الحدودية البحرية، سيشكّل محطات تاريخية تُكتب في سجل رئيس الجمهورية وتؤسس للأجيال المقبلة، وتفيه القليل من حقه بعد الظلم الذي لحق بعهده نتيجة كيدية خصومه وحقدهم. 
وأشار الى أن الإنجاز الحدودي لا يقتصر على ترسيم أو على حقل قانا وحسب، بل يثبّت آلية مستدامة يُلجأ إليه في أي خلاف حدودي بحري مشابه مستقبلا. إذ إن رئيس الجمهورية لم يسقط من باله يوما إمكان أن يتكرر الخلاف مع أي إستكشافات غازية محتملة مشتركة مع إسرائيل. لذا هو أصرّ على أن يشمل الإتفاق ضمان أن يستخرج لبنان غازه وأن يُرفع الفيتو عن شركة توتال إنيرجيز للمباشرة فورا في عمليات الإستكشاف سواء في البلوكين 4 و9 أو في أي رقع أخرى، وأن تدفع توتال من أرباحها أي تعويض قد يستوجبه شمول السيادة اللبنانية المطلقة حقل قانا بكل مساحته، بما فيها خصوصا الجزء الناتئ من الخط 23. وهذه النقطة الأخيرة هي درّة تاج المفاوض اللبناني والنقطة المؤسِّسة لحل أي خلاف بحري مشترك مستقبلا. 
وأوضح أن السنتين الأخيرتين، أي منذ أن تولى عون ملف الترسيم بكليّته، إختصرتا سنوات من المراوحة في الملف، وشكلتا إنعطافة جذرية في أسلوب التفاوض، وأخرجتا الملف من مجرّد خلاف على خطوط وارقام لا يحظى لبنان فيه أكثر من نصف حقّه، لتفرضا آلية حفظ فيها حقّه السيادي كاملا وإنترع في الوقت نفسه إعترافا إسرائيليا – دوليا بأحقيته في استخراج غازه ونفطه، محطّما بذلك جدارا عازلا حال طوال عقود دون استثماره في ثرواته الطاقوية.
وليس من دلالة على كل ما حقّقه عون من إختراق استثنائي، أبلغ من تغريدة السفير السابق للولايات المتحدة الأميركية في اسرائيل ديفيد فريدمان (2017-2021) الذي قال: "أمضينا سنوات نحاول التوسط في صفقة بين إسرائيل ولبنان بشأن حقول الغاز البحرية المتنازع عليها. اقتربنا كثيرا من التقسيم المقترح 55-60٪ للبنان و 45-40٪ لإسرائيل. لكن احدا لم يتخيل حينها 100٪ للبنان و 0٪ لإسرائيل. أحب أن أفهم كيف وصلنا إلى هنا".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على