«مفاتيح اللعب والثغرات وكلمة السر».. «كبسولة أوغندا» التي يجب أن يقرأها كوبر

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

ساعات قليلة تفصلنا عن المواجهة المرتقبة بين المنتخب الوطني ونظيره الأوغندي، والمقرر لها عصر اليوم الخميس، في الـ3:00 عصرًا، على ملعب مانديلا بالعاصمة الأوغندية، في إطار الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018.

ويتربع المنتخب الوطني، على صدارة المجموعة الخامسة بـ6 نقاط، بفارق نقطتين، أمام أوغندا، بينما يحتل منتخب غانا، المركز الثالث بنقطة واحدة، فيما تتذيل الكونغو الترتيب دون نقاط.

ويرغب المنتخب الوطني، في مواصلة نتائجه اللافتة مع مدربه الأرجنتيني هيكتور كوبر، الذي قاد الفريق للحصول على المركز الثاني ببطولة أمم إفريقيا الأخيرة، في المشاركة الأولى بالمسابقة القارية بعد غياب دام 7 أعوام.

الآمال تتجدد وحلم المونديال يراود ملايين المصريين، أمام لاعبي الفراعنة مواجهتان حاسمتان الفوز بهما يحسم تأهل المنتخب لكأس العالم خاصة البداية الرائعة بالفوز في مواجهتي غانا والكونغو وحصد 6 نقاط، "ولا صوت يعلو فوق صوت مواجهة الغد". الفوز غدا يقرب المنتخب المصري بنسبة 60% للوصول إلى كأس العالم، منذ 28 عاما مرت بعد آخر ظهور لنا هناك، في كل مرة كنا نقترب، نلامس النجوم، ثم نفيق على كابوس تلخصه فرص ضائعة.

ويبقى السؤال الذي يراود ملايين المصريين كيف يواجه منتخب الفراعنة الفريق الأوغندي؟!.. وما أفضل بداية للمنتخب؟ وهل سيغير كوبر من استراتيجيته الدفاعية ويباغت أوغندا بالضغط الهجومي منذ البداية؟َ.

«التحرير» تجاوب على هذه التساؤلات، وترصد في السطور التالية أهم النقاط الفنية التي تخص منتخب أوغندا وطريقة إفساد مميزاتهم واستغلال الهفوات الدفاعية:

1- طريقة لعب أوغندا

تستخدم أوغندا بشكل أساسي طريقة لعب 4-2-3-1، فيما لا يعتمد الفريق على امتلاك الكرة بشكل كبير مع التركيز على بناء الهجمات بأقل عدد ممكن من التمريرات.

وعندما يلجأ الفريق الأوغندي للدفاع والتحفظ أمام المنتخبات الكبرى تتحول طريقة اللعب إلى 4-1-4-1، وأكد موسيس بوسينا المدير الفني لمنتخب أوغندا أنه لن يغير من طريق لعب الفريق تحت قيادة ميلوتين سيرادوفيتش المدرب الصربي السابق للفريق.

الفريق يقلل من المساحات التي تظهر دائما في الدفاعات الإفريقية، ويتراجع  لحدود منطقة الجزاء ولكن بتنظيم دفاعي يفتقده أغلب دفاعات الفرق الإفريقية، وهي بناء الهجمة بشكل صحيح، ويبدأ الضغط عادة من الثلث الأوسط بضغط متوسط، حتى يجبر المنافسين على إرسال كرات طويلة عند حدود منطقة الجزاء.

ودائمًا ما كان يعتمد ميلوتين سيرادوفيتش المدرب الصربي السابق للمنتخب الأوغندي على الدفاع المتأخر أو مقابلة الخصم من الثلث الأوسط للملعب، مع تضييق المساحات والعمل على إبطال الهجمات للفريق المنافس باستخدام دفاع المنطقة، ودخول أطراف الملعب إلى العمق لعمل التغطية الدفاعية، وعدم إظهار الهفوات الدفاعية للفريق الأوغندي.

المنتخب الأوغندي عادة ما يميل للكرات القصيرة على الأجناب ومنها التدرج السليم بالكرة إلي النواحي الهجومية، مثل مباراته أمام غانا مع الاعتماد على الظهير الأيسر أوشايا جوزيف رقم (2)، وهو أهم مفاتيح لعب الفريق الهجومية، حيث يجيد اللاعب بخفة الحركة وإرسال العرضيات المتقنة وأيضًا سرعات عالية في كل المراكز المتاحة على الجانب الأيسر، يلجأ مدرب الفريق لإشراك اللاعب في مركز الظهير في المباريات الصعبة، نظرًا لخبرته الكبيرة وقدرته على إيجاد التوازن المطلوب، فيما يشترك في مركز الجناح المهاجم في المباريات التي يحتاج فيها الفريق إلى الفوز أو عند التأخر في النتيجة، وهو ما يؤشر أن النواحي الدفاعية له غير جيدة عكس النواحي الهجومية.

كيف تتعامل مصر مع هذه الطريقة؟

على هيكتور كوبر المدير الفني للفراعنة أن يستغنى عن عقيدته الدفاعية في هذه المباراة، وأن يباغت المنتخب الأوغندي منذ بداية المباراة، ويمتلك الاستحواذ على الكرة واستغلال بطء ثنائي قلبي الدفاع للمنتخب الأغندي، وأيضًا ضعف القدرات الدفاعية للجبهة اليمني للاعب الفريق (نيكو ودادا)، حيث كانت دائما خطورة منتخب غانا خلال مباراته أمام أوغندا من هذه الجبهة، وسيقابل ودادا في الغالب تريزيجيه، حيث على كوبر أن يعطي له حرية هجومية أكثر لاستغلال سرعاته وزيادته الهجومية.

اختراق أوغندا من الأطراف ليس أمرا صعبا، بل من السهل تشكيل ضغط كبير عليه خاصة من ناحية الظهير الأيمن، نظرا لعدم تلقيه المساندة الدفاعية الكافية من لاعب الوسط الأقرب إليه رقم (6) توني ماودجي، كذلك في الجانب الأيسر، وعلى الرغم أن الظهير الأيسر أوشايا جوزيف رقم (2) هو أهم مفاتيح لعب الفريق الهجومية فإن إيقاف محمد صلاح مهمة تصعب على أي مدافعي العالم حاليًّا، بشرط عدم إرهاقه في النواحي الدفاعية والكرات الطويلة، وإيجاد مساندة له من ثنائي الارتكاز الأقرب للمشاركة (النني وطارق حامد). 

مفاتيح لعب منتخب أوغندا 

خطورة المنتخب الأوغندي تتمثل في جانبين وذلك من خلال المباراتين اللتين خاضهما الفريق في تصفيات كأس العالم روسيا 2018 وأيضًا مباراة المنتخب الأوغندي أمام الفراعنة في بطولة أمم إفريقيا في الجابون.

الجانب الأيسر:

يعتمد لاعبو أوغندا في بناء هجماتهم على الجهة اليسرى بشكل أكبر، على لاعب الفريق جوزيف وأمامه الجناح الأيسر رقم (10) كيزيتو، الذي يجيد تبادل الكرات في تلك المنطقة من الملعب، ثم التحول المباشر والدخول للعمق لعمل الزيادة العددية داخل منطقة الجزاء، الظهير الأيسر جوزيف أوشايا الذي يستخدم قدمه العكسية في تنفيذ الضربات الثابتة من الجهة اليمنى.

فيما يظهر الجناح الأيمن نيكو وادادا كأكثر لاعبي أوغندا دقة في إرسال العرضيات بنسبة 67%، حيث ينجح في إرسال كرتين عرضيتين بشكل سليم من أصل كل ثلاث محاولات.

الثلاثي الهجومي:

يعتمد منتخب أوغندا في التحول من الحالة الدفاعية للهجومية على لاعب وسط الفريق رقم (8) خالد أوتشو، وهو أحد الأوراق الرابحة للمنتخب الأوغندي، حيث تشبه طريقه أدائه (حسام غالي) لاعب النادي الأهلي، إذ يعتبر أوتشو شريكا أساسيا في إفساد هجمات منتخب غانا، حيث استخلص الكرة 16 مرة في مباراة الكونغو  و13 مرة أمام غانا كأكثر لاعبي المنتخب الأوغندي استخلاصا للكرة، وأيضا لم يفقد الكرة في مباراة غانا سوى مرتين ويمتاز بقدرته العالية، وأيضا بناء الهجمات لقدرته على الاحتفاظ بالكرة ونقلها للأطراف، كما يجيد إرسال الكرات العميقة خلف دفاع المنافس لمهاجم الفريق الأوغندي فاروق ميا رقم (17) والجناح لواجا كيزيتو رقم (10) اللذين يمثلان الورقة الهجومية الأساسية في أوغندا، حيث يجيدان اللعب في كل مراكز الهجوم وتبادل الأدوار سواء على الأطراف أو في العمق.

كيف نوقف مفاتيح لعب أوغندا؟

بالسيطرة على وسط الملعب عن طريق الثنائي (طارق حامد والنني) والاستحواذ على الكرة وتشكيل ضغط قوي على أوغندا وإرهاق خالد أوتشو لاعب الارتكاز والعقل المحرك للمنتخب الأوغندي، حيث بضغط المنتخب الأوغندي وأدوار عبد الله السعيد الهجومية سيبطل المفعول الهجومي لأوتشو، وبالتالي ستفقد أوغندا 80% من خطورتها الهجومية، وستلجأ لاختراق الفراعنة من الأطراف وهو أيضا ما يتميز به المنتخب المصري (أحمد فتحي وعبد الشافي) بشرط عدم الارتداد للدفاع والضغط من تريزيجيه وصلاح ضغطا متقدما، مما سيلجئ منتخب أوغندا لإرسال الكرات الطويلة التي يتفوق فيها المنتخب المصري بثنائي خط الدفاع (حجازي وعلى جبر)، وبذلك سيفرض لاعبو منتخب مصر أسلوب وطريقة لعبهم على المنتخب الأوغندي.

قدرات «أتشو» الممتازة في قطع الكرات تعني أنه على من يمتلك الكرة في وسط الملعب سواء (النني أو حامد) أن يقوم بالتمرير بشكل سريع عند الاستلام ثم التحرك مباشرة خلف ارتكاز أوغندا. 

أفضل شيء يمكن أن يواجه به كوبر أوغندا عدم ترك مساحات لهم في الملعب، وفرصة للتدرج السليم بالكرة، وعند قطع الكرات يجب أن تتجه بسرعة نحو المرمى مباشرة، فأي تأخير يعني سرعة ارتداد هائلة من قبل (أودادا يمينا وأتشويا يسارا ظهيري الجنب)، ويعني أيضا فرصة لآتشو ارتكاز الوسط لاقتناص الكرات. 

هكذا نهزمهم في عقر دارهم

المنتخب الأوغندي لديه الكثير من الثغرات الدفاعية، وينبغي على لاعبي المنتخب المصري استغلالها، وأهمها عندما يلجأ الفريق لإشراك الجناح الأيمن رقم (14) نيكو وادادا في مركز الظهير في حالة غياب اللاعب الأساسي رقم (12) دينيس أجوما، وهو ما يخلق العديد من المشاكل للفريق نتيجة لظهور المساحات خلف اللاعب البديل، على كوبر استغلال أيضا اهتزاز مستوى ثنائي الدفاعي (مرشيد يوكو - وإسحاق)، ولكن عند تقدم الجناح المصري (تريزيجيه - صلاح) ويتسلم الكرة بجوار الخطوط، على محمد النني وطارق حامد التقدم وإلا ستصبح هناك فجوة كبيرة في عمق الملعب وبين الطرفين، لذلك على كوبر حل هذه الثغرة التي عانى منها الفراعنة أمام منتخب تونس.

وإعطاء حرية هجومية للاعبيه مثل الدقائق الأخيرة أمام منتخب أوغندا في بطولة إفريقيا، حيث سيحتاج المنتخب المصري إلى ضغط هجومي متواصل على أوغندا، ووقتها من السهل إحراز أكثر من هدف، خاصة مع وجود سرعات كبيرة للاعبي الفراعنة.

ثنائي الدفاع للمنتخب الأوغندي يجيدان الاستخلاص الجيد والرقابة الشديدة على مهاجم الخصم مثل أسامواه جيان مهاجم منتخب غانا، الذي وجد صعوبة من الهروب من الرقابة الشديدة من ثنائي الارتكاز، لذلك مشاركة كهربا كمهاجم وهمي ودخوله إلي العمق والهروب من الرقابة إلي أطراف الملعب، مع التحكم العالي لكهربا على الكرة ومهاراته العالية ستعطي إضافة للمنتخب المصري، ومن السهل وقتها اختراق دفاعات المنتخب الأوغندي.

استغلال سرعات صلاح هو الحل الأول والأخير لاختراق دفاعات الخصم، ولكن إذا لم يجد صلاح مساندة قوية وكثافة هجومية في منطقة الجزاء، ومساندة من خط الوسط، سيجد المنتخب المصري مشكلة كبيرة مثلما حدث في مباراة تونس، خاصة أن المدير الفني لأوغندا من المؤكد أنه سيفرض رقابة قوية على محمد صلاح.

دكة البدلاء: بالطبع يمتلك كوبر العديد من الأوراق الرابحة في جعبته لتغيير مجرى المباراة، ويعد أبرزها رمضان صبحي في حالة مشاركة تريزيجيه منذ البداية، وأيضا صالح جمعة وكهربا في حالة مشاركة عمرو جمال كمهاجم صريح.

شارك الخبر على