بيونج يانج تؤجل إطلاق صواريخ صوب جوام

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

سول - عواصم - - وكالاتذكرت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية أن زعيم البلاد أرجأ قرار إطلاق صواريخ صوب جزيرة جوام الأمريكية فيما ينتظر ليرى ما ستفعله الولايات المتحدة في حين قال رئيس كوريا الجنوبية إن بلاده ستسعى لمنع نشوب حرب بكل الطرق.وفي أول ظهور علني له منذ نحو أسبوعين ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية في تقرير أن كيم جونج أون تفقد قيادة الجيش أمس الأول الاثنين وفحص خطة لإطلاق أربعة صواريخ نحو أهداف قرب جوام الواقعة في المحيط الهادي.وقال التقرير: «إنه إذا استمر الأمريكيون في أفعالهم المتهورة البالغة الخطورة بشأن شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها، واختبار ضبط النفس لدى جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (كوريا الشمالية)، فسوف تتخذ الأخيرة قرارا مهما مثلما أعلنت بالفعل».وفي صور نشرتها الوكالة الرسمية مع التقرير ظهر كيم وهو يحمل عصا ويشير إلى خريطة توضح مسار تحليق للصواريخ يبدو أنه يبدأ من الساحل الشرقي لكوريا الشمالية عابرا فوق اليابان ومنتهيا به المطاف قرب جوام.وهددت كوريا الشمالية مرارا من قبل بشن هجوم على الولايات المتحدة وقواعدها ونشرت صورا مماثلة لكنها لم تنفذ تهديداتها على الإطلاق.خطط جاهزةألقت صور بثتها وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية امس الثلاثاء ضوءا على خططها لإطلاق صواريخ على أهداف قرب جزيرة جوام الأمريكية، فيما اطلع الجيش الزعيم كيم جونج أون على الخطط التي رسمها وسط توترات متصاعدة مع الولايات المتحدة.وظهر كيم ممسكا بعصا ويشير إلى خريطة توضح مسار تحليق الصواريخ الذي يبدو أنه يبدأ من ساحل كوريا الشمالية الشرقي مرورا باليابان لينتهي به المطاف قرب جوام بما يتسق مع ما أعلنته بيونج يانج الأسبوع الفائت.وقال كيم دونج-يوب، الخبير العسكري في معهد دراسات الشرق الأقصى في جامعة كيونجنام في سول: «إن موقع الإطلاق الذي يظهر على الخريطة يبدو أنه في محيط مدينة سينبو على الساحل الشرقي والتي تضم قاعدة غواصات كورية شمالية».وأضاف: «أن الموقع يتسق مع ما أعلنته كوريا الشمالية الأسبوع الفائت من أن أربعة صواريخ متوسطة المدى ستعبر مناطق شيمان وهيروشيما وكويتشي في اليابان وستحلق لمسافة 3356.7 كيلومتر لمدة 1065 ثانية وستسقط في المياه على بعد 30 أو 40 كيلومترا عن جوام».وتابع قائلا: «ما من شك في أن كل كوري شمالي شاهد تلك الصورة على التلفزيون أو في الصحف. كوريا الشمالية تظهر ثقة في النفس وتقول للولايات المتحدة: «إذا أرادوا إيقافنا فليحاولوا». وأضاف: «كما يشير ذلك إلى أن الشمال يدرس هذا منذ وقت طويل ويستعد للتحرك إذا ما قرر».وخلال إطلاع الجيش للزعيم على خطط جوام كان كيم يتصرف كقائد أعلى للقوات المسلحة محاطا بكبار القادة العسكريين ومن بينهم كيم جونج سيك، وهو عالم صواريخ مخضرم وأحد العقول وراء برنامج كوريا الشمالية الصاروخي.وأطلع الجيش كيم على الخطط في غرفة عمليات ضمت خرائط أخرى لمواقع عمليات في كوريا الجنوبية واليابان كانت معلقة على جدار خلفه من جهة اليمين. وعلى اليسار ظهرت صور أقمار صناعية بالأبيض والأسود.وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية امس الثلاثاء أن كيم تلقى التقرير أمس أثناء تفقده مقر قيادة الجيش.وأظهرت صور أخرى بثها تلفزيون كوريا الشمالية وصحيفة رودونج سينمون الرسمية عشرات الجنود وهو يرحبون بكيم في مقر قيادة الجيش.وقال التقرير إن كيم أشاد بخطة الجيش «المحكمة والدقيقة» وقال إنه سيراقب أفعال الولايات المتحدة قبل أن يتخذ قرارا بالمضي قدما في إطلاق صواريخ تجاه جوام.شراكة قويةمن جهة أخرى قال رئيس وزراء اليابان شينزو آبي إنه اتفق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اتصال هاتفي أمس الثلاثاء على أن أولويتهما الأولى فيــما يتعلق بكوريا الشمالية هي أن يبــذلا كل ما بوسعهـما لمنعها من مواصـــلة إطـــلاق الصواريخ.وقال آبي للصحفيين بعدما تحدث مع ترامب: «من خلال شراكة قوية بين اليابان والولايات المتحدة وبالتعاون مع الصين وروسيا والمجتمع الدولي.. اتفقنا على أن أولويتنا هي العمل لضمان ألا تطلق كوريا الشمالية المزيد من الصواريخ».وأضاف آبي أنه أشاد أيضا بالتزام ترامب بأن تضمن الولايات المتحدة أمن حلفائها في المنطقة مع تزايد تهديدات كوريا الشمالية.وقال البيت الأبيض في بيان: «جدد الرئيس ترامب التأكيد على أن الولايات المتحدة تقف على أهبة الاستعداد للدفاع والرد على أي تهديد أو أفعال من جانب كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة أو حلفائها كوريا الجنوبية واليابان».وتعهدت الولايات المتحدة بالدفاع عن اليابان بموجب اتفاقية بين البلدين. وسوف تطلب اليابان من أمريكا تجديد التأكيد على ذلك الالتزام خلال محادثات رفيعة المستوى في واشنطن هذا الأسبوع.وقال البيت الأبيض إن ترامب وآبي ناقشا عددا من القضايا الإقليمية والعالمية الأخرى محل الاهتمام المشترك.يذكر أن وكالة الأنباء الكورية الشمالية نقلت أمس الثلاثاء عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن بيونج يانج لا ترى الوقت مناسبا لبحث مسألة المواطنين الأمريكيين الذين تحتجزهم، وذلك نظرا لحالة العلاقات بين الدولتين.وكان المتحدث يرد على تقارير إعلامية صدرت في مطلع الأسبوع وتحدثت عن دبلوماسية قائمة منذ عدة أشهر عبر القنوات الخلفية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لمناقشة مسألة الأمريكيين المحتجزين.وتحتجز كوريا الشمالية ثلاثة أمريكيين لاتهامات مختلفة. وكانت قد أفرجت في الأسبوع الفائت عن قس كندي، مشيرة لأسباب إنسانية، بعد احتجـــازه لأكثر من عامين.

شارك الخبر على