سول تؤكد أنها دفاعية وبيونج يانج تحذر من العواقب مناورات عسكرية أمريكية كورية جنوبية

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

سول – – وكالاتبدأت قوات من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أمس الاثنين تدريبات عسكرية تستخدم المحاكاة بالكمبيوتر وسط توترات بشأن برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية وتقارير عن أن بيونج يانج تمكنت من جمع 270 مليون دولار على الأقل منذ فبراير رغم العقوبات التي تفرضها عليها الأمم المتحدة.وقال مون جيه-إن رئيس كوريا الجنوبية إن المناورات العسكرية المشتركة، التي يطلق عليها اسم مناورات (أولشي فريدم جارديان يو.إف.جي)، ذات طبيعة دفاعية تمامًا ولا تهدف إلى زيادة التوترات في شبه الجزيرة الكورية.وقال مون لوزراء في الحكومة «ليس هناك نية على الإطلاق لتصعيد التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية لأن هذه التدريبات تقام سنويًا وطبيعتها دفاعية».وتابع «يجب ألا تبالغ كوريا الشمالية بشأن جهودنا للحفاظ على السلام ويجب ألا تخوض أيضا في استفزازات تؤدي إلى تدهور الوضع مستغلة (التدريبات) كمبرر».وتستمر التدريبات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسول حتى 31 أغسطس وتشمل عمليات محاكاة بالكمبيوتر تهدف إلى الاستعداد لحرب مع بيونج يانج التي تملك أسلحة نووية.ووصفت الولايات المتحدة أيضا التدريبات المشتركة بأنها «دفاعية الطابع» وهو وصف رفضته وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية وقالت إنه «قناع خداعي».وقالت ميشيل توماس وهي متحدثة باسم الجيش الأمريكي «إنها من أجل الاستعداد تحسبًا لوقوع أمر كبير نحتاج بسببه إلى حماية جمهورية كوريا» مستخدمة الاسم الرسمي لكوريا الجنوبية.وتعتبر كوريا الشمالية مثل تلك التدريبات استعدادات لغزو وأطلقت صواريخ واتخذت إجراءات أخرى بالتزامن مع التدريبات في السابق.وما زالت الكوريتان في حالة حرب من الناحية الفنية بعد أن انتهت الحرب الكورية التي دارت من العام 1950 إلى 1953 بتوقيع هدنة وليس معاهدة سلام.وتسبب التقدم السريع الذي تحققه كوريا الشمالية في تطوير أسلحة نووية وصواريخ قادرة على الوصول للبر الرئيسي للولايات المتحدة في تصاعد للتوتر الإقليمي وبدا أن العقوبات المفروضة بقيــادة الأمم المتحدة فشلت في التأثير بعمق كاف لإقناع بيونج يانج بتغيير نهجها.تأثير العقوباتذكرت وكالــة كيودو اليابانيـــة للأنباء أمس الاثنيـــن أن تقريرا سريا للأمم المتحدة خلص إلى أن كوريا الشمالية واصلت مراوغة عقوبـــات المنظمة الدولية من خلال «استخدام قنوات غير مباشرة عمدا» وجمعت 270 مليون دولار من تصدير منتجـــات محظـــورة بموجب العقوبات منذ فبراير.ونقلت كيودو عن التقرير قوله إن «التنفيذ المتساهل» للعقوبات المفروضة بالفعل و«تطور أساليب المراوغة» لدي بيونج يانج يقوضان هدف الأمم المتحدة بدفع كوريا الشمالية إلى التخلي عن برامجها النووية وبرامج الصواريخ الباليستية.وفرض مجلس الأمن الدولي بالإجماع عقوبات جديدة على كوريا الشمالية في الخامس من أغسطس من شأنها أن تقلص عوائد صادرات الشمال السنوية البالغة ثلاثة بلايين دولار بنسبة الثلث. وفرضت العقوبات الأخيرة بعد أن أجرت كوريا الشمالية تجربتين لصاروخين باليستيين عابرين للقارات في يوليو.وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن كوريا الشمالية ستواجه «بنار وغضب» إذا هددت الولايات المتحدة.دفع ذلك كوريا الشمالية إلى التهديد بإطلاق صواريخ صوب جزيرة جوام الأمريكية في المحيط الهادي لكنها قالت فيما بعد إنها أجلت القرار فيما تنتظر لترى ما ستفعله الولايات المتحدة.وذكرت القوات الأمريكية والكورية إن التدريبات العسكرية المشتركة الحالية لن تتضمن تدريبًا ميدانيًا.وهناك نحو 28 ألف جندي أمريكي في كوريـــا الجنوبية. وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن نحو 17500 جندي أمريكــي يشاركون في التدريبات هـــذا الشهـــر انخفاضا من 25 ألفا في العام الفائت.وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أمس الأول الأحد إن تقليل عدد القوات الأمريكية المشاركة يعكس تناقص الاحتياج للأفراد خلاله وليس بسبب التوترات مع بيونج يانج.وانضمت دول حليفة أخرى لكوريا الجنوبيـــة لتدريبـــات هـــذا العـــام إذ تشارك قوات من استراليـــا وبريطانيا وكندا وكولومبيا والدنمرك وهولندا ونيوزيلندا فيها.وحثـــت الصيـــن، حليفـــة كوريـــا الشمالية الرئيسية وشريكتها التجارية، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على إلغــاء التدريبـــات. كمـــا طلبـــت روسيا أيضا وقف التدريبات إلا أن الولايات المتحدة لم تتراجع.من جهة أخرى خرجت مظاهرات في سول أمام السفارة الأمريكية بكوريا الجنوبية للتنديد بالتدريبات العسكرية التي انطلقت بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، والتي حذرت بيونج يانج مسبقا من أنها ستؤدي إلى تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.وأعلن الجيش الكوري الجنوبي بدء المناورات التي يشارك فيها عشرات الآلاف جندي وتحمل اسم «اولتشي حارس الحرية» (اولتشي فريدوم جارديان). وتعتمد هذه المناورات الى حد كبير على عمليات وهمية بأجهزة الكمبيوتر ويفترض أن تستمر أسبوعين.وحذرت كوريا الشمالية الولايات المتحدة في وقت سابق، من أنها «تصب الزيت على النار» من خلال المناورات العسكرية مع سول، فيما بلغ التوتر بين واشنطن وبيونج يانج ذروته.اختبرت بيونج يانج صاروخين بالستيين عابرين للقارات في يوليو، وجعلان على ما يبدو في مرماها قسمًا كبيرًا من القارة الأمريكية، وردا على ذلك، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «بالنار والغضب». وعلى ذلك ردت بيونج يانج متوعدة بإطلاق رشقات من الصواريخ على جزيرة جوام الأمريكية في المحيط الهادئ، ثم أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج - أون أنه سيجمد هذا المشروع، لكنه حذر من أن مصيره يتوقف على سلوك واشنطن.وترى بيونج يانج أن هذه المناورات هي محاكاة استفزازية لاجتياح أراضيها، وفي كل سنة تلوح برد عسكري.وجاء في افتتاحية الأحد، لصحيفة «رودونج سينمون» الناطقة باسم النظام، أن «هذه المناورات المشتركة هي التعبير الأكثر وضوحا لعدائهما حيالنا، ولا يضمن أحد ألا تتطور هذه المناورة الى معارك حقيقية».وأضافت أن «المناورات العسكرية المشتركة هي مثابة صب الزيت على النار وستزيد من خطورة الوضع فى شبه الجزيرة». وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن المناورات المشتركة التي ترقى إلى 1967، وتستند إلى حد كبير للمحاكاة الحاسوبية، ستجرى في موعدها المحدد.ورفضت أن تقول ما إذا كان المسؤولون سيقلصون من حجمها، حرصا على التهدئة، لكن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أعلنت عن مشاركة 17.500 جندي، وهذا ما يعد خفضا بالمقارنة مع 25 ألفًا من مشاة البحرية الأمريكية في مناورات 2016.وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن الحلفين يدرسان إمكانية توسيع مشروعهما الأساسي من خلال نشر حاملتي طائرات قرب شبه الجزيرة في إطار هذه المناورات.وفي المقابل، رأى الجنرال جونج كيونج - دو رئيس أركان الجيوش، أن الوضع الراهن «أخطر من أي وقت مضى». وحذر بيونج يانج من أنها تعرض نفسها لعمليات انتقامية غير مسبوقة إذا ما شنت هجوما.وقال: «إذا قام العدو باستفزاز، فسيتخذ جيشنا تدابير انتقامية قوية وحازمة تجعله يندم».مظاهرات

شارك الخبر على