السفير الروسي في لبنان حزب الله هو جزء لا يتجزأ من الشعب اللبناني

ما يقرب من سنتين فى تيار

أجرى السفير الروسي لدى بيروت ألكسندر روداكوف، الأربعاء، لقاء هو الأول من نوعه، مع عدد من الصحافيين وأصحاب المواقع الإخبارية ورؤساء التحرير في لبنان، تم خلاله تبادل وجهات النظر حول مختلف التطورات سواء على الجبهة الروسية الأوكرانية أو اللبنانية وما تختزنه من أزمات.
وجاء هذا اللقاء، الذي شاركت فيه “القدس العربي”، بمبادرة من مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية، أمل أبو زيد، الذي رغب في إفساح المجال أمام السفارة الروسية لشرح وجهة نظرها من مجمل الملفات.
ولم يغب الملف اللبناني عن اللقاء بين السفير الروسي والإعلاميين، إذ سئل عن رأيه في المسيّرات التي أطلقها حزب الله فوق حقل “كاريش” وكأنه يأخذ دور الدولة اللبنانية، فأجاب “نحن لا نعتبر حزب الله هو الدولة بل جزء لا يتجزأ من الشعب اللبناني، وهو موجود في البرلمان، وعلى اللبنانيين أن يحددوا ما إذا كان إطلاق المسيّرات شرعياً أم لا”، متمنياً “إنجاز ترسيم الحدود لما فيه خير للشعب اللبناني”.
ولم يشأ روداكوف الدخول في قضية من تؤيد روسيا لرئاسة الجمهورية في لبنان بين الأسماء المطروحة وهي رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية أو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي التقاه في معراب في الساعات القليلة الماضية، أو رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أو قائد الجيش العماد جوزف عون، معتبراً “أن هذا شأن داخلي ونحن لا نفضل لا فلان ولا فلان، ويمكننا التعامل مع أي رئيس”، سائلاً “هل يمكننا التأثير على النواب داخل البرلمان الذين هم من يختارون الرئيس؟”.
من جهة أخرى، أوضح السفير روداكوف أنه يتابع الأخبار في لبنان حول الأزمة الروسية الأوكرانية، مبديا “انفتاحه للاستماع إلى أي اقتراح بناء لتفعيل التواصل وإيصال وجهة نظر روسيا”، معرباً عن “استعداد وزارة الدفاع الروسية لتأمين سفر وفد إعلامي لبناني إلى منطقة دونباس للوقوف على التطورات”، رافضاً “الاتهامات الموجهة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقتل المدنيين”.
وتولى السفير الروسي مع طاقم السفارة شرح أسباب العملية في أوكرانيا ومنها “أن الغرب لطالما تجاهل بعنجهية المصالح الروسية الأساسية وحاجاتها البديهية والمشروعة في الحفاظ على أمنها. وزيادة وتيرة توسع الناتو نحو الشرق ما ما رافق ذلك من عملية ابادة للسكان الناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا التي جرى خلقها من رحم الأراضي التاريخية الروسية عبر اقتطاع مقاطعات كاملة مع سكانها وقاطنيها وهي جزء لا يتجزأ من التاريخ والثقافة والحيز الروحي الروسي”.
وبحسب السفارة “أتت العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا كخطوة قسرية اضطرارية بعد استنفاد كل الوسائل السياسية والدبلوماسية لضمان حرية المدنيين في دونباس وللحفاظ على الأمن القومي الروسي”.
وثمّن السفير الروسي علاقة الصداقة الطويلة بين الشعبين الروسي واللبناني، إذ إنه لم يتوقف عند بيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي تحفّظت عليه بلاده عقب العملية في أوكرانيا، ملاحظاً “أن مواقف الدول العربية كانت تدعو إلى حل بالطرق السلمية”.
وأوضح السفير “أن روسيا لا تعرقل عملية تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى من أراضي أوكرانيا”، لافتا إلى “أن وزارة الدفاع الروسية تقوم يومياً بفتح ممرات آمنة وتعلم بها جميع الأطراف المعنية بذلك”، مبدياً استعداد بلاده “لتصدير عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب الخاصة بنا اذا تمّ رفع العقوبات الغربية عن تصديرها”، ومعتبراً “أن العقوبات كانت المحفّز الرئيسي للاتجاهات السلبية في الأسواق العالمية وأزمة الأمن الغذائي ضمناً”.
وفي هذا السياق، أكدت السفارة “أن روسيا تواصل الوفاء بالتزاماتها بموجب العقود التجارية وتقدم المساعدة المجانية إلى البلدان المحتاجة، وقامت منذ 24 شباط/فبراير الماضي بتسليم أكثر من 6 آلاف طن من المنتجات الغذائية إلى لبنان واليمن والسودان وكوبا عبر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة”.

شارك الخبر على