لماذا بدأ السيسي جولته الإفريقية من تنزانيا؟

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

سلطت زيارة الرئيس عبد الفتاج السيسى، إلى تنزانيا، أمس الإثنين، فى بداية جولته الإفريقية، والاستقبال الكبير من الرئيس التنزانى جون ماجوفولى، الذى أعرب عن سعادته البالغة بالزيارة، الأضواء على العلاقات المصرية الإفريقية التى أهملت طوال العقدين الماضيين، وتحديدا عقب محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس الأسبق حسنى مبارك، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وأكد خبراء الاقتصاد والسياسة، أن الرئيس السيسى، منذ اليوم الأول له فى الحكم، حريص على عودة وتقوية العلاقات بين مصر ودول القارة السمراء، وزيادة التبادل الاقتصادى والتجارى معها.

وأوضح الخبراء أن جولة السيسى الإفريقية تأتى فى إطار انفتاح مصر على القارة السمراء وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدول القارة فى كل المجالات وتكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، فضلًا عن تدعيم التعاون مع هذه الدول على كل الأصعدة وبالأخص الصعيدان الاقتصادى والتجارى، وذلك فى ضوء الأولوية المتقدمة التى تحظى بها القضايا الإفريقية فى السياسة الخارجية المصرية.

العلاقات المصرية - التنزانية

ترتبط مصر وتنزانيا بعلاقات وثيقة، باعتبارها إحدى دول حوض النيل، ويوجد تعاون متميز بينهما، إذ إن هناك لجنة عليا مشتركة بين البلدين تجتمع دوريا لتدعيم أواصر العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية وغيرها من أوجه التعاون الشامل بين البلدين.

يقول السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق ورئيس اتحاد المستثمرين العرب، إن الهدف من زيارة الرئيس السيسى، إلى تنزانيا توثيق العلاقات بين الدولتين، موضحا أن زيارات الرئيس المتكررة إلى إفريقيا، من أجل توطيد العلاقات مع دول القارة السمراء، بعد أن "قاطعتها مصر رئاسيا" بعد محاولة الاغتيال التى تعرض لها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

وأضاف بيومي، فى تصريح خاص لـ«التحرير»، أن "علاقتنا مع تنزانيا مهمة جدا وتاريخية على المستوى السياسى وكل المجالات، بالإضافة إلى أنها إحدى دول حوض النيل وصاحبة قرار فى هذا الشأن، والتقارب بين الدولتين يخدم مصر فى مفاوضات سد النهضة الإفريقى".

الزيارات المتبادلة

زار الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، تنزانيا فى ديسمبر 2016، واستقبله وزير المياه والري التنزاني جيرسون لوينجي، بحث الجانبان سبل دعم التعاون المشترك بين البلدين، وفى نوفمبر 2015، زارها الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، آنذاك، لحضور حفل تنصيب الرئيس التنزاني جون بومبي جوزيف ماجوفولي، ونقل فايد للرئيس التنزاني تمنيات الرئيس السيسى وشعب وحكومة مصر بالتوفيق والنجاح في مهامه لقيادة شعبه نحو التقدم والازدهار، وفى ديسمبر 2014، قام برنارد ميمبي وزير خارجية تنزانيا، آنذاك، بزيارة إلى مصر، استقبله وزير الخارجية سامح شكرى، وتباحث الجانبان العلاقات الثنائية وأهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقام برنارد ميمبي وزير خارجية تنزانيا فى يونيو 2014 بزيارة لمصر على رأس وفد للمشاركة فى مراسم تنصيب الرئيس السيسى رئيسا لمصر، واجتمع معه نبيل فهمى وزير الخارجية، وتناول اللقاء استئناف مصر لأنشطتها داخل الاتحاد الإفريقي، إذ رحب وزير خارجية تنزانيا بسرعة عودة مصر لممارسة دورها الطبيعي والتاريخي في أنشطة الاتحاد، خاصة بعد إجراء الانتخابات الرئاسية في مصر، وبحث الجانبان سبل دعم التعاون الإقليمي حول القضايا الإفريقية، خاصة فيما يتعلق بسبل تحقيق التنمية في القارة السمراء.

المركز الإسلامي المصري

وزار فى 25 أبريل 2014 رئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب تنزانيا وكان في استقباله عدد من المسئولين التنزانيين وبحث رئيس الوزراء العلاقات الثنائية بين مصر وتنزانيا وشارك محلب فى الاحتفالية الكبرى التى أقامتها تنزانيا احتفالا بالعيد الخمسين للوحدة التنزانية، وذلك نيابة عن الرئيس السابق عدلى منصور الذى وجه الرئيس التنزانى جاكيا كى كويت الدعوة إليه لحضور تلك الاحتفالية التى يشارك فيها قادة وزعماء وكبار ساسة القارة الإفريقية.

وأكد محلب أن مصر تنتهز كل فرصة لتقوية علاقاتها مع الدول الإفريقية وأن زيارته لتنزانيا تأتى فى هذا الإطار، حيث توجه محلب إلى مقر المركز الإسلامى المصرى الذى يضم 1400 دارس تنزانى تتحمل مصر تكلفة دراستهم بالمركز تقديرا لتنزانيا وفى إطار دور الأزهر الشريف لنشر الدعوة الإسلامية الوسطية كما تتحمل مصر نفقات المركز بالكامل ويشرف عليه الأزهر الشريف منذ إنشائه عام 1968.

وفى 22 فبراير 2014  قام نبيل فهمي وزير الخارجية آنذاك بزيارة لتنزانيا، التقى فهمى بالرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي قام خلال المقابلة بتسليم الرئيس كيكويتي رسالة خطية من الرئيس عدلي منصور تتعلق برؤية مصر لتعزيز وتطوير علاقاتها الثنائية مع تنزانيا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، فضلا عن مجمل الأوضاع الإقليمية في القارة الإفريقية بصفة عامة بما في ذلك العلاقة مع الاتحاد الإفريقي وموضوع مياه النيل بصفة خاصة، حيث تعتمد عليه مصر للحصول على أكثر من 95 بالمئة من احتياجاتها السنوية من المياه، مما يجعل نهر النيل شريان الحياة الوحيد لمصر بخلاف باقي دول الحوض.

وفى 21 يناير2003 زار الرئيس السابق بنجامين مكابا مصر وبحث مع الرئيس السابق مبارك عددا من القضايا الإفريقية ودعم العلاقات الثنائية وسبل دفع التنمية فى القارة الإفريقية وفض المنازعات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى يوليو عام 2003 اتفق وزير التجارة والصناعة التنزانى مع وزير التجارة الخارجية، على ضرورة إقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين بهدف دعم الاستثمارات والتعاون التجارى، حيث إن مصر تسعى لفتح الأسواق الإفريقية أمام منتجاتها بعد أن فقدت أسواق العراق التى كانت تستوعب ربع صادرات مصر، على اعتبار أن إفريقيا هى الامتداد الطبيعى لمصر فى حركة التجارة.

مجلس أعمال تنزاني - مصري

وفى أكتوبر عام 2002 تم توقيع اتفاقية لإنشاء مجلس أعمال تنزانى - مصرى بين جمعية رجال الأعمال المصريين واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة التنزانى، كما تم بحث الاتفاقية الخاصة بتبادل الإعفاء الجمركى بين البلدين، والذى يتم بموجبه خفض الجمارك على السلع من الجانبين ليصبح مثل الجمارك المقررة فى اتفاقية الكوميسا، حيث إن تنزانيا انسحبت من الاتفاقية، كما تم بحث التعاون بين هيئة قناة السويس وشركاتها مع هيئة ميناء دار السلام وكذا برامج التدريب التى تتم فى الأكاديمية العربية للنقل البحرى بالإسكندرية وفى 16 يوليو 2001 حصل الجناح المصرى فى معرض دار السلام بتنزانيا على شهادة التميز، وذلك خلال دورته الـ24، حيث كانت المنتجات المصرية من السلع المنزلية المعمرة بمثابة فاكهة المعرض وشملت المعروضات المصرية: السلع المنزلية المعمرة - السيراميك - المواد الغذائية - المنتجات القطنية - منتجات خان الخليلى.

تعد تنزانيا من الدول المرتبطة باتفاقيات فيما بينها وبين الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع إفريقيا، حيث تستفيد من الخبراء المصريين والمعونات الفنية المقدمة من مصر بهذا الخصوص، خاصة فى مجال الصناعات المعدنية والفلزات.

وفى يوليو 1999 زار الرئيس السابق مكابا مصر وبحث مع الرئيس الأسبق مبارك العديد من المسائل الاقتصادية فى ضوء التحول الذى تشهده تنزانيا نحو اقتصاديات السوق وخصخصة القطاع العام وانبهر بالتقدم الصناعى والتكنولوجى الذى شاهده فى مدينه العاشر من رمضان وفيما يتعلق باللجنة العليا المشتركة بين البلدين، دعا الرئيس مكابا أن تركز اللجنة على تشجيع التعاون بين القطاع الخاص فى البلدين وحل المسائل المتعلقة بالنظم الضريبية وتعديلها بشكل يسمح بتوثيق العلاقات الاقتصادية لترقى إلى مستوى العلاقات السياسية، حيث إن البلدين ليسا فى حاجة إلى المزيد من الاتفاقيات بقدر ما هما فى حاجة لتفعيل الاتفاقيات الموقعة مثل اتفاقية التجارة الموقعة عام 1977 واتفاقية حماية الاستثمارات، وأكد أن لرجال الأعمال دورا كبيرا فى تفعيل هذه الاتفاقيات.

التعاون في مجال الرعاية الصحية

في 17 أغسطس 2016 قام وفد مكون من 7 أطباء من جامعة الإسكندرية بزيارة لتنزانيا وجزيرة زنزبار، فى إطار الاتفاق الموقع بين جامعة الإسكندرية وجامعة موهمبيلى الهادف إلى دعم التعاون الصحي والعلمى بين الجامعتين لإجراء عمليات جراحية للأطفال، تُعد هذه هي الزيارة الثالثة للعام الثالث على التوالي لوفد طبي من جامعة الإسكندرية، حيث قام وفد طبي مماثل في العامين السابقين بزيارة تنزانيا لإجراء عمليات جراحية وعلاج بعض الأطفال الذين يحتاجون لرعاية طبية عاجلة.

شارك الخبر على