وزير الخارجية الأمريكي نركز على الصين كأخطر تحدي للنظام الدولي

ما يقرب من سنتين فى كونا

واشنطن - 26 - 5 (كونا) -- أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الخميس أن الولايات المتحدة ستظل مركزة على الصين كأخطر تحدي طويل الأمد يواجه النظام الدولي.وفي خطاب ألقاه بشأن سياسة إدارة الرئيس جو بايدن تجاه الصين شدد بلينكن على أنه حتى في ظل استمرار العمل العسكري الروسي في أوكرانيا "سنظل مركزين على أخطر تحد طويل المدى للنظام الدولي وهو التحدي الذي تشكله جمهورية الصين الشعبية".وأضاف أن الحرب في أوكرانيا "تشكل تهديدا واضحا وقائما وأنها خرق لمبادئ السيادة والسلامة الإقليمية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة بحماية جميع البلدان من الغزو أو الإكراه".واتهم بلينكن الصين بأنها "الدولة الوحيدة التي لديها نية لإعادة تشكيل النظام الدولي وبشكل متزايد من خلال القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية لعمل ذلك".كما اتهمها أيضا بانتهاج مقاربة "ستبعدنا عن القيم العالمية التي حافظت على قدر كبير من التقدم العالمي خلال ال 75 عامًا الماضية.غير أن وزير الخارجية الأمريكي شدد على أن الصين جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي وأنه لابد للولايات المتحدة من التعاون معها في المستقبل المنظور للتغلب على التحديات ومنها أزمة المناخ وجائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).وعقب قائلا "هذا هو السبب في أن هذه هي واحدة من أكثر العلاقات تعقيدا وتأثيرا من أي علاقات لدينا في العالم اليوم".وتابع بلينكن "على مدى العام الماضي طورت إدارة بايدن ونفذت استراتيجية شاملة لتسخير نقاط قوتنا الوطنية وشبكتنا التي لا مثيل لها من الحلفاء والشركاء لتحقيق المستقبل الذي نسعى إليه".وأضاف "نحن لا نبحث صراع أو حرب باردة جديدة. على العكس من ذلك نحن مصممون على تجنب كليهما".وأوضح بلينكن أن الولايات المتحدة " لا تسعى لمنع الصين من دورها كقوة كبرى ولا لمنع الصين أو أي دولة من تنمية اقتصادها أو النهوض بمصالح شعوبها".
غير أنه أضاف "سندافع ونعزز القانون الدولي والاتفاقيات والمبادئ والمؤسسات التي تحافظ على السلام والأمن وتحمي حقوق الأفراد والدول ذات السيادة وتجعل من الممكن لجميع البلدان بما فيها ذلك الولايات المتحدة والصين للتعايش والتعاون.كما شدد على أن السياسة الأمريكية تجاه تايوان لم تتغير مؤكدا أن إدارة بايدن ملتزمة بسياسة "صين واحدة" مشددا على أن الولايات المتحدة تعارض أي تغييرات أحادية للوضع الراهن من الجانبين.وأضاف "لا نؤيد استقلال تايوان ونتوقع حل الخلافات عبر المضيق بالوسائل السلمية" وأضاف "في حين أن سياستنا لم تتغير فإن ما تغير هو الإكراه المتزايد لبكين".وبشأن منع الانتشار النووي والحد من التسلح قال بلينكن "من مصلحتنا جميعا التمسك بالقواعد والمعايير والمعاهدات التي قللت من انتشار أسلحة الدمار الشامل".وأضاف أنه "يجب على الصين والولايات المتحدة مواصلة العمل معا ومع الدول الأخرى لمعالجة البرامج النووية لإيران وكوريا الشمالية" مشددا على أن واشنطن لا تزال مستعدة للمناقشة مباشرة مع بكين بشأن مسؤولية الجانبين كقوتين نوويتين.من جانب آخر اتهم بلينكن الصين ب "القمع في الداخل والعدوانية في الخارج" مشددا على دور الدبلوماسية في هذه الأوقات المشحونة على حد تعبيره.وأضاف "انها الطريقة التي نوضح بها مخاوفنا العميقة ونفهم منظور بعضنا بشكل أفضل ولا يساورنا شك في نوايا بعضنا".وفي هذا الصدد أعرب بلينكن عن استعداد الولايات المتحدة لزيادة الاتصالات المباشرة مع الصين بشأن مجموعة كاملة من القضايا وأضاف "نأمل أن يحدث ذلك".وتابع "لكن لا يمكننا الاعتماد على بكين لتغيير مسارها. لذلك سنشكل البيئة الاستراتيجية حول بكين لتعزيز رؤيتنا لنظام دولي منفتح وشامل".وأشار إلى أن الرئيس بايدن يعتقد أن هذا العقد سيكون "حاسما" وأن خلاله ستحدد الإجراءات الأمريكية في الداخل والخارج "ما إذا كانت رؤيتنا المشتركة للمستقبل ستتحقق".وأضاف أنه من أجل تحقيق النجاح في هذا العقد الحاسم فإن استراتيجية إدارة بايدن هي "الاستثمار والاصطفاف والمنافسة".وقال إن الولايات المتحدة ستواصل الاستثمار في أسس قوتها في الداخل وقدرتها التنافسية والابتكار والديموقراطية وتنسيق الجهود مع شبكة الحلفاء والشركاء للعمل المشترك ولصالح مشترك.لكنه استدرك بالقول "حتى ونحن نستثمر ونصطف وننافس فإننا سنعمل مع بكين حيث تتداخل مصالحنا" وأن واشنطن لن تدع الخلافات مع بكين تعيق التقدم في الأولويات التي تتطلب العمل معا. (النهاية)

ش ص / ه س ص

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على