بعد ٦ أشهر.. ترامب يفرد عضلاته على السعودية ويتراجع أمام إيران

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

«كلام الليل يا مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح» مثل شعبي قديم يطلقه العامة على عدم الوفاء بالوعود، لكن عدد من المحللين السياسيين استعاروه مؤخرا في وصف وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قطعها على نفسه قبل أن تطأ قدماه السجادة الحمراء للبيت الأبيض منذ 6 أشهر.

وأثار ترامب أمس الثلاثاء التساؤل عن مدى جديته في تنفيذ وعوده بعدما تراجع مؤخرا عن تحديه لطهران بإلغاء الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، في مقابل الاكتفاء بفرض عقوبات بسبب برامج عسكرية أخرى لا تتعلق بالبرنامج النووي.

إلغاء تمزيق «الاتفاق النووي» لم يكن التراجع الأول للرئيس الأمريكي في وعوده، إذ سبقها أيضا عدد من القرارات، فيما يحاول ترامب جاهدا الحفاظ على ما بقي من «كلامه الانتخابي» لتنفيذه.

السفارة الأمريكية

ووعد ترامب بتنفيذ قانون للكونجرس صدر عام 1995 يجعل نقل السفارة إلى القدس من أركان السياسة الأمريكية، في تأييد رمزي لإعلان إسرائيل للمدينة بشطريها عاصمة أبدية لها، وتضمن بندا سمح لكل رئيس بأن يؤجل كل ستة أشهر تطبيق القرار، وهو ما لجأ الرؤساء من الحزبين الديموقراطي والجمهوري خلال السنوات الماضية في اعتمادهم تأجيل تنفيذ القرار.

وانتظر الكثير من الإسرائيليين إعلان أمريكا نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس خلال زيارة ترامب إلى إسرائيل التي تمت في مايو الماضي دون أي تقدم في هذا الشأن، إلى أن تفاجأ الجميع بتوقيع ترامب في يونيو الماضي قرارا إرجاء نقل السفارة، وقال البيت الأبيض إن القرار من أجل إعطاء فرصة لتوصل الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتفاق سلام، وأكد في بيان له تمسك ترامب بنقلها.

حظرالمسلمين

وعد دونالد بإصدار حظر عام وشامل على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن تولى الحكم أثار وعده جدلا كبيرا، إلى أن قرر حظر  دخول مواطني 7 دول أغلبية سكانها مسلمون، لمدة محددة.

 داعش

تبنى ترامب خلال حملته الانتخابية شعار القضاء على داعش بالقوة الأمريكية، ووعد أيضا بتنفيذ ذلك الأمر خلال 30 يوما من توليه الحكم بواشنطن، غير أنه مر مايزيد على 6 أشهر دون إتمام وعده، فيما تقدمت القوات العراقية الأسبوع الماضي نحو الموصل واستطاعت تحريرها من قبضة التنظيم المتطرف بمساعدة التحالف الدولي لمحاربة داعش.

الجدار الحدودي

التف ترامب حول وعده ببناء جدار حدودي مع المكسيك والذي كان صرح بأن جارته هي من ستتحمل تكاليف المشروع الذي يقدر بحوالي 20 مليون دولار.

وقال ترامب بعد 6 أشهر من توليه الحكم، إنه لا ضرورة لتغطية كافة حدود بلاده مع المكسيك - 3200 كيلومتر  (200 ميل)- بجدار، لأن هناك حواجز طبيعية كالجبال، ورأى أن المسافة المطلوبة للجدار تمتد على مسافة بين 700 و900 ميل، ولفت أيضا إلى أنه سيجد طريقة لتعوض بها المكسيك الولايات المتحدة عن بناء الجدار.  

أوباما كير

فشل ترامب في تحقيق وعده لمؤيديه بإلغاء نظام الرعاية الصحية الذي أرساه سلفه والمعروف بـ«أوباما كير»، بعدما مني بهزيمة جديدة بعد انضمام نواب جمهوريين لمعارضي مشروعه، مما دفع الرئيس الأمريكي للتعبير عن ضيقه بتعطيل إصلاح نظام الرعاية الصحية من أعضاء في مجلس الشيوخ من قبل أعضاء حزبه، في حين كانت الإدارة الأمريكية تراهن في مطلع 2017 على تبنيه بشكل سريع في يناير أو فبراير ليكون رمزا لاستعادة الحزب الجمهوري السلطة.

إعدام هيلاري

توعد ترامب هيلاري كلينتون بتطبيق حكم الإعدام عليها حال فوزه بالرئاسة، بسبب قضية تسريب البريد الإلكتروني، أثتاء توليها وزارة الخارجية الأمريكية، وعقب فوزه أكد الرئيس الأمريكي أن التحقيقات تعثرت، لافتا إلى أن التحقيق مع كلينتون ليس ضمن قائمة أولوياته الحالية.

تعذيب المتهمين

وأبدى ترامب تحفيزا كبيرا لأعمال تعذيب للموقوفين بتهم الإرهاب من بينها الإيهام بالإغراق خلال استجواب المتهمين، وبعد تنصيبه تراجع عن إعادة هذه الأساليب داخل الولايات المتحدة.

الجباية

تعهد ترامب بتضييق هوة العجز التجاري الكبير مع دول مثل الصين واليابان، وانتقد أيضا خلال حملته أيضا حماية الولايات المتحدة عددا من الأنظمة والدول على اتساع الكرة الأرضية دون مقابل، واعدا بأن يجعل هذه الدول تدفع هي نفقات حمايتها للجيش الأمريكي دون استنزاف جيوب مواطني الولايات المتحدة، وهو ما بدا جادا فيه ونجح إلى حد معقول في تنفيذه.

وأبلغت إدارة ترامب كوريا الجنوبية نيتها التراجع عن اتفاقية التجارة الحرة المبرمة منذ خمس سنوات بين واشنطن وسول وأنها ستجري إصلاحات عليها.

كما تعاقدت السعودية مع الولايات المتحدة على شراء أسلحة واتفاقيات تجارية بقيمة تخطت 300 مليون دولار، وأشار ترامب في حوار تلفزيوني له بأنه أجبر هذه الدول على الدفع للولايات المتحدة.

اتفاقية باريس

قرر الرئيس الأمريكي في مايو الماضي انسحاب بلاده من اتفاقية باريس العالمية لمكافحة تغير المناخ تنفيذا لوعد انتخابي قطعه على نفسه، إذ يرى أن الاتفاقية كلفت الولايات المتحدة مليارات الدولارات وتزيد التكلفة على الشعب الأمريكي.

لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرح منذ يومين بإمكانية تراجع ترامب عن قراره، قائلا إن الرئيس الأمريكي وعده بأن يعيد التفكير في قراره القاضي بخروج الولايات المتحدة من اتفاقية باريس الخاصة بالمناخ.

وفي الختام، ربما اندفع ترامب بعقلية رجل الأعمال في تبنيه وعودا تعدت 200 خلال حملته الانتخابية بحسب تقارير صحفية، إلا أن نجاحه أو إخفاقه في تنفيذها سيضيئ لنا الطريق في تعامله مع القضايا المستجدة في المنطقة ووعوده بحل مشكلات الشرق الأوسط، فهل سينفذ الرئيس الأمريكي كامل وعوده قبل نهاية فترة حكمه الأولى للبيت الأبيض؟

شارك الخبر على