جيل ستاين.. امرأة تهز عرش ترامب

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية،  تقريرًَا يرصد الدور الذي لعبته جيل ستاين رئيسة حزب الخضر والمرشحة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، في فوز ترامب بمنصب رئيس الولايات المتحدة، على الرغم من احتفاءه باستخدام الفحم في الصناعة، ووعوده بالخروح من اتفاقية باريس للمناخ، وتشكيكه في وجود ما يسمي "بالإحتباس الحراري"، الأمر الذي يخالف مبادئ حزب الخضر الذي تتضمن مبادئه التأسيسية الإلتزام بـ"الحكمة البيئية".

وصرحت ستاين عن عدم ندمها من مشاركتها في الانتخابات، مبدية تعجبها من موجة الهجوم على حزبها، والتي بدأت فجأة، خاصة مع انتهاء الانتخابات، كما وصفت ما أثير عن دور الحزب في القضاء على بيرني ساندرز بالأخبار الكاذبة.

وفي الوقت الذي لازال يتجرع فيه الحزب مرارة الهزيمة المدوية في الإنتخابات الأخيرة، يسعى عدد من النواب الديمقراطيين استدعاء ستاين للمثول أمام الكونجرس لتوضيح الأسباب الغامضة وراء مشاركتها في حفل وكالة الأنباء الروسية "روسيا اليوم" في موسكو عام 2015، وهو الحفل الذي أثار الشكوك حول مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق لإدارة ترامب، حيث قال آدم شيف عضو لجنة الاستخبارات في الكونجرس، أن "جيل ستاين كانت في حفل "روسيا اليوم" ونريد أن نحقق في أي دليل قد يدل على أن روسيا أثرت على الانتخابات الأمريكية".

ولم تحضر ستاين الحفل فقط، ولكنها جلست على نفس الطاولة التي جلس عليها الرئيس الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، والذي لم يستطيع إخفاء فرحه بالفوضى السياسية التي تسبب فيها قراصنة روس "وطنيين" في أمريكا، كما بثت ستاين فيديو لها من الميدان الأحمر في موسكو تحدثت فيه عن "الحاجة لكبح جماح الخصوصية الأمريكية".

وأبدت ستاين استعدادها للمثول أمام الكونجرس، وتفنيد ادعاءات الديمقراطيين التي وصفتها بـ"الواهية"، بدورها في إفساد الانتخابات أو كونها أداة في أيدي الروس للتأثير على نتيجة الانتخابات، مضيفة أنها لم تتلق أي أموال مقابل مشاركتها في حفل "روسيا اليوم"، ونفت أن تكون حصلت هي أو حملتها أو الحزب أية أموال من أي جهة روسية.

ولازال يتهم الديمقراطيين ستاين بمفسدة الانتخابات، وأداة ساعدت ترامب على الوصول للبيت الأبيض، حيث حصلت ستاين على 51 ألف صوت في ميتشجان، فيما خسرت هيلاري كلينتون بفارق 11 ألف صوت، وفي ولاية ويسكونسن حصل ترامب على 23 ألف صوت فيما حصلت ستاين على 31 ألف صوت، وفي ولاية بنسلفانيا حصلت ستاين على 50 ألف صوت فيما نجح ترامب في الحصول على 44ألف صوت.

وأشارت المجلة إلى الشكوك المثارة حول استخدام ترشح ستاين للرئاسة كأداة للتأثير على سير الانتخابات الأمريكية، كما زاد من حدة تلك الشكوك تقرب ستاين من تلك الجهة -روسيا اليوم- والمدعومة من الكرملين، كما اختارت ستاين، كريس هدجيز، المذيع بقناة "روسيا اليوم" لخوض غمار الانتخابات معها كنائب للرئيس.

وفي المؤتمر الوطني لحزب الخضر في ولاية هيوستن، قال جوليان أسانج في كلمة له عبر "الفيديو كونفرانس" أن وثائق "ويكيليكس" أظهرت أن مسؤولين في الحزب الديمقراطي عملوا على التصويت لصالح هيلاري كلينتون في الانتخابات الأولية للحزب، وأشارت الاستخبارات الأمريكية إلى أن الوثائق وصلت إلى "ويكيليكس" عن طريق قراصنة روس، كجزء من خطة الكرملين لتخريب المشهد السياسي الأمريكي.

ومن جانبه قال جيسي فيرجسون مساعد الاتصالات السابق في حملة كلينتون، أن ستاين حصلت على عدد كبير من الأصوات، كانت من الممكن أن تكون حاسمة في عدم وصول ترامب للبيت الأبيض، مضيفًا أنه من الممكن أن يكون دعم روسيا لحملة ستاين جزء من التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، مؤكدًا أن حملة ستاين حصلت على كميات من الأموال لا يستهان بها، من الحكومة الروسية أو جهات تابعة لها مثل "روسيا اليوم".

وفي الوقت الذي نفت فيه ستاين أن يكون حزب الخضر أداة في يد روسيا أو هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب، أظهر تتبع حسابات حزب الخضر تبرع بقيمة 40 ألف دولار في نهاية 2015، من هوارد ريتش السياسي الأمريكي من فيلاديلفيا، والمعروف بمعارضته لسياسة الطاقة الخضراء.

وأشارت كريستين كومبس رئيس الحزب في ولاية فيلاديلفيا أن تلك الأموال تم التبرع بها للحزب، للدفع بمرشح للحزب في انتخابات مجلس النواب عام 2016، للمساعدة في إعادة انتخاب المرشح الجمهوري بات تومي، الأمر الذي رفضه قادة الحزب بعد اكتشاف الأسباب، وقاموا برفض التبرع وفقًا لكومبس.

شارك الخبر على