عباس «مرعوب» وتل أبيب «رابحة».. موقع إسرائيلي عن أزمة قطر

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

​بعنوان "أزمة الخليج والقضية الفلسطينية" قال موقع "نيوز وان" الإخباري العبري إن "الأزمة الدائرة بين الدوحة والدول العربية تؤثر بشكل كبير على الحلبة الفلسطينية وتثير مخاوف في أوساط مسؤولي السلطة برام الله، في وقت غيرت فيه حركة (حماس) اتجاهها وبوصلتها وبدأت في التقارب مع المحور الجديد المكون من مصر والسعودية والإمارات".
وأضاف "الأزمة بين الدوحة ودول الخليج ومصر اندلعت في الـ5 من يونيو الجاري وفي غضون عدة أيام تفاقمت ووصلت إلى حملة مقاطعة من قبل العرب ضد قطر، ومنذ ذلك اليوم والأزمة لا حل لها، ورغم أن المشكلة لم تتطور إلى حرب إقليمية إلا أن جهود الوساطة التي تقوم بها الكويت وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باءت بالفشل".

وقال "في الأيام الأخيرة لعبت أنقرة دور الوسيط، وزار وزير الخارجية التركي مولود أوغلو السعودية، وأثنى الرئيس أردوغان على الملك سلمان بن عبد العزيز واصفا إياه بأنه يملك مفتاح حل الأزمة القطرية، لكن هذا لم يساعد في شيء، وجهود الوساطة وصلت إلى طريق مسدود".

وأضاف "اتخذت قطر إجراءات صارمة وزعمت أنها لن تقبل إملاءات وتدخلات في سياستها الخارجية، أما السعودية فقد رفضت الطلب التركي لإقامة قاعدة عسكرية بالرياض، كما فعلت أنقرة بالدوحة، المملكة لا تثق بقطر التي تلعب لعبة مزدوجة وتتعاون مع إيران".

وقال "الأزمة التي تجاوزت حدود الخليج لها تأثير مباشر على الحلبة الفلسطينية؛ فحركة حماس التي اتخذت موقفا محايدا بشكل رسمي وأعلنت أنها (معنية بإقامة علاقات متوازنة وطيبة مع كل الدول العربية) بدأت فعليا في الابتعاد عن قطر التي رعتها على مدار السنوات، وانضمت الحركة الفلسطينية إلى المحور الجديد المكون من مصر والسعودية والإمارات الذي يقود المقاطعة ضد الدوحة".

وأضاف "هذا هو السبب في أن الرباعية العربية المكونة من مصر والإمارات والسعودية والبحرين لم تصنف حماس ونشطاءها ومؤسساتها ضمن قائمة الإرهاب التي نشرتها وتضم 59 اسما لإرهابيين و12 تنظيما تمول الإرهاب المدعوم من قبل الدوحة، كما أن وفدا حمساويا بقيادة يحيى السنوار -رئيس المكتب السياسي للحركة بغزة- زارة القاهرة وأجرى محادثات مع قيادات المخابرات المصرية، ولأول مرة عقد هذا الوفد اجتماعا مع محمد دحلان -القيادي الفتحاوي المفصول- الذي يعمل مستشارا لحاكم أبو ظبي".

وقال "اللقاءات في مصر شيء جيد؛ لقد حدث تقارب بين حماس والقاهرة وبين الحركة الفلسطينية ودحلان، والحديث يدور عن إمكانية اتفاق مصالحة بين حماس والقيادي الفتحاوي السابق بدعم القاهرة مما سيسمح بإدارة مشتركة لغزة وفعليا سيعطي للإمارات موطئ قدم هو الأول من نوعه في القطاع؛ في وقت تعهد فيه دحلان خلال محادثات بمصر بدعم مالي كبير من الإمارات لتحسين الوضع الاقتصادي في غزة".

وأضاف "القاهرة من ناحيتها من شأنها فتح معبر رفح بشكل منتظم والسماح بإدخال بضائع للقطاع؛ الأمر الذي سيخفف الحصار المفروض على الأخير لكن في المقابل تتعاون حماس مع مصر في الحرب ضد داعش والحفاظ على حدود غزة".

ولفت إلى أن "السلطة الفلسطينية الآن خارج الصورة وإذا ما تشكل المحور الجديد فإن الحديث يدور عن ضربة قاسية لقطر ومحمود عباس الذي سيضطر إلى قبول وجود دحلان في غزة وعودته لدائرة اتخاذ القرار الفلسطينية".

واستكمل "عباس أراد الضغط على قيادة حماس في غزة بواسطة سلسلة من العقوبات لكن فعليا دفع الحركة الفلسطينية إلى أحضان خصمه اللدود دحلان، ومسؤولو الحركة أعربوا مؤخرا عن نيتهم في تحسين العلاقات مع إيران ولبنان وتركيا في أعقاب التطورات الإقليمية الجديدة، والتقارب بين مصر والسعودية والإمارات من ناحية وبين حماس من ناحية أخرى، من شأنه أن يعزل قطر أكثر فأكثر وسط ما تعانيه من أزمة عميقة مع دول الخليج".

وقال "السلطة الفلسطينية تحافظ منذ بداية أزمة قطر مع دول الخليج على سياسة الصمت؛ ومصادر في فتح والمعارضة القطرية تفسر هذا الصمت من قبل عباس بأنه خوف على مصالحه الاقتصادية هو ونجليه في الدوحة، من أن تستهدف هذه المصالح لو تحدث رئيس السلطة الفلسطينية عن الأزمة".

وأضاف "لهذا تسود السلطة الفلسطينية حالة من القلق، تتمثل في تأثير الأزمة القطرية مع الدول العربية وتهميشها للقضية الفلسطينية وأن يؤدي إلى تطبيع الدول العربية المعتدلة مع تل أبيب بشكل علني قبل أن تحل هذه القضية، ويبدو أن تل أبيب وطهران ربحتا في غضون ذلك من أزمة الدوحة".

وختم "أزمة قطر مع الخليج ودعم الدوحة للإرهاب وتقاربها مع إيران يخدم الخطاب الإعلامي الإسرائيلي جيدا، فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب والتطرف، ولقد بدأ الأمر يتغلغل في أوساط الدول الدول العربية"، لافتا إلى أن "طهران نجحت في دفع إسفين في المحور السني بقيادة الرياض، وهي تغازل الدوحة وتحاول نقلها إلى معسكرها".

شارك الخبر على